الدار/ كلثوم إدبوفراض
“متواجدون هنا للنهي عن المنكر والأمر بالمعروف”، وجّه شيخ رفقة أتباعه هذه الكلمات لسيدة كانت تستلقي حاملة كتابا تقرأ فيه برفقة زوجها، على شاطئ البحر بصيدا بلبنان.
حيث قررت “ميساء حنوني” برفقة زوجها الذهاب للاستجمام بأشعة الشمس والسباحة بالمسبح الشعبي في صيدا، الأمر التي تعودت عليه كل عام، لتتفاجأ بشيخ يقلب لها كل الموازين، حيث ذهب نحو المكان الذي تجلس فيه برفقة زوجها، ويطالبها بالذهاب من الشاطئ، بسبب ارتدائها للمايوه، الشيء الذي اعتبرته ميساء شيء “غريب” ولا يمتّ للمجتمع اللبناني بصلة.
وتحكي الناشطة الحقوقية ميساء حنوني، أنه قام بتهديدهم بالمغادرة بعد 10 دقائق، وبعد انقضاء المهلة، عاد الشيخ برفقة 15 شابا، ليقوموا بتشكيل حلقة دائرية حولها هي وزوجها، وقذفوا عبوات مليئة بالرمل بوجهيهما، وحاولوا سحب أغراضها وحقيبتها، الأمر الذي جعلها تقرر مغادرة المكان بعد ذلك من أجل سلامتهما.
لقي الحادث تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي بين اللبنانيين، ليطالب البعض بالقيام بتنظيم رحلة نحو الشاطئ وذلك ردّا على ما صدر من الشيخ.
ونفت ميساء حنوني ما تتداوله أغلب المواقع الإلكترونية، بخصوص رجمهم بالأحجار، حيث أكدت أنهم اكتفوا برشّ الرمل عليهم عن طريق أرجلهم، وقذف عبوات رملية على وجهيهم.
وفي سياق متصل، قال رئيس بلدية صيدا، محمد السعودي، إنه ” ليس دور البلدية أن تمنع أو تسمح لأحد بالسباحة على الشاطئ العام”.
وأضاف قائلا: ” للجميع الحرية الشخصية بارتداء ما يريدون ارتداؤه، لكن في الوقت نفسه، تختلف اعتبارات وثقافات مدينة ومنطقة عن أخرى، ثقافة المجتمعات تختلف في لبنان، وكرئيس بلدية لا يمكنني منع أحد من السباحة وإذا تعرّض لها أحد نرسل له الشرطة”.
وصرّحت ميساء أنه رغم تقديمها لشكاية للسلطات المحلية، فهذه الأخيرة لم تحرّك ساكنا، وليس لديها ما تفعل حيال ذلك.
