قمة جدة.. مطالب العرب من القادة: إنهاء النزاعات المسلحة ومعالجة الأزمة الاقتصادية

أبدى عدد من السياسيين والإعلاميين والخبراء العرب تفاؤلهم بالقمة العربية، التى ستعقد اليوم فى مدينة جدة، وسط تحديات كبرى تواجه العديد من الدول العربية.

وعبر الخبراء العرب، لـ«الدستور»، عن آمالهم من القمة ومخرجاتها فى إنهاء الأزمات العربية، على رأسها النزاعات المسلحة والحروب الأهلية والأزمات الاقتصادية.

لبنان حسين شعيتو: التوافق على اسم رئيس البلاد

قال الإعلامى اللبنانى، حسين شعيتو، إن اللبنانيين يعلقون آمالًا كبيرة على القمة العربية، لأن ملف شغور المنصب الرئاسى المستمر بسبب انقسام الأطراف فى الداخل ما زال ينتظر قرارًا عربيًا عمومًا، وسعوديًا خصوصًا، بعد الحلحلة الدولية التى تمت بمساعٍ فرنسية.

وأضاف: «ينتظر الشارع اللبنانى اليوم لفتة عربية مهمة لتحسين الأوضاع الداخلية السياسية والاقتصادية، نظرًا للأزمة الاقتصادية الخانقة التى تمر بها البلاد منذ عام ٢٠١٩، خصوصًا أن الحراك العربى تجاه بيروت لم يأخذ أى مسار إيجابى منذ ذلك الحين؛ لأن الدول العربية لها مطالب وتريد سياسات إصلاح واضحة فى الداخل اللبنانى كى تدعم الاقتصاد».

وأضاف «شعيتو»: «بنسبة كبيرة تعتبر المؤشرات بشأن نتائج القمة حتى الآن إيجابية، فى سياق الرغبة العربية فى حل الملفات العالقة فى الدول الأعضاء كافة، والملف اللبنانى لا يعتبر أصعب من غيره، ابتداء من انتخاب رئيس، وصولًا إلى الدعم المادى والمعيشى الذى اعتاد الشعب اللبنانى أن يبادر به العرب فى كل الأزمات التى عصفت بالبلاد من قبل».

وأعرب عن ثقته فى أن الدول العربية قادرة على وضع لبنان على سكة الخلاص من خلال تزكية اسم متقارب لرئاسة الجمهورية، الأمر الذى يمهد لتشكيل حكومة وتعيين حاكم مصرف جديد فى يوليو المقبل، وعودة عمل المؤسسات المشلولة منذ مدة، بالإضافة إلى إطلاق برنامج دعم اقتصادى مباشر أو غير مباشر يسهم فى تحسين الانهيار الاقتصادى، وتعزيز قيمة الليرة اللبنانية المنهارة أمام الدولار.

العراق على الصاحب: ضخ الاستثمارات لإعادة الإعمار وعلاج البنية التحتية

اشار على الصاحب، رئيس المركز الإقليمى للدراسات السياسية فى العراق، إلى أن الجميع ينظر للقمة العربية على أنها بوابة الأمن والسلام والاستقرار، لأنها تنعقد وسط تغيرات كبيرة على مستوى العلاقات العربية- العربية، وأهمها عودة سوريا للحضن العربى، ووقف الحرب على اليمن، إضافة لتحسين مجمل العلاقات ونبذ الخلافات.

وأضاف: «بطبيعة الحال ستؤثر تلك المتغيرات بالإيجاب على العراق، لأنه كان بطريقة أو بأخرى إما محورًا للصراع أو ممرًا له، وبالتالى فقد تحمّل الكثير من هذا الخلاف الذى مزق شمل الأمة العربية، وكان انعكاس تلك الصراعات حاضرًا فى وجدان المواطن العراقى الذى كاد يفقد الحس الوطنى والانتماء العربى؛ لأنه شعر بتلك الخلافات وسط المعاناة الكبيرة من الإرهاب والطائفية والظروف الاقتصادية والملفات التى لعب قسم من الدول العربية دورًا سلبيًا فيها فى مرحلة ما».

وتابع: «مع كل ما جرى يبقى دعم العرب للعراق والمساعدة فى استقراره نموذجًا حيًا وأملًا سعيدًا بأن هناك الكثير ممن يسعى لنهوضه من جديد.. نعم العراق يحتاج لدعم أشقائه ومساندتهم، فقد عاش سنوات عجافًا كادت تعصف به».

وأشار «الصاحب» إلى أن العراق يحتاج إلى التمثيل العربى وفتح كل السفارات وليس القنصليات، إضافة للاستثمارات الكبيرة وتقديم المعلومات والخبرات فى كل المجالات لإعادة البنى التحتية المدمرة، وعودة الإعمار من خلال كبرى الشركات العربية العملاقة التى ستسهم فى خلق أجواء ارتياح ومحبة واطمئنان.

واستطرد: «لعل ما حصل من أحداث جميلة فى بطولة خليجى ٢٥ شاهد حى على مدى رغبة ومحبة العراقيين للأشقاء جميعًا».

وأكمل: «على الجانب الآخر فإن القادة العرب هذه المرة يعيشون أجواء إيجابية فى الحوار، مع طرح كل القضايا دون تحفظات أو إحراجات، باعتبار أن مرحلة الخلافات قد انتهت وفتحت صفحة جديدة لعلها تكون بيضاء ناصعة، ويرددون دون وجل أو خجل الآية الكريمة (واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا)».

فلسطين جهاد الحرازين: وقف جرائم الاحتلال الإسرائيلى

أوضح الدكتور جهاد الحرازين، القيادى بحركة فتح، أن الشعب الفلسطينى يعوّل دائمًا على الأمة العربية، فى ظل ما يتعرض له من جرائم يرتكبها الاحتلال، مؤكدًا: «الاحتلال يقتل الأمل ويطيح بالاستقرار على مدار ٧٥ عامًا متواصلة، ولم تتخل الأمة العربية عن دعم الشعب الفلسطينى، بل قدمت أبناءها شهداء على أرض فلسطين».

وأوضح «الحرازين»: «التحديات القائمة خطيرة، وتهدد مستقبل القضية الفلسطينية، والاحتلال الإسرائيلى يحيك مخططات لتدمير كل ما هو فلسطينى، عبر الاستيطان والتهويد وعمليات القتل والإعدام بدم بارد وعمليات الطرد والتهجير، وسرقة الأراضى والأموال الفلسطينية ومحاولات طمس الهوية والحروب التى تشن كل فترة زمنية.. كل ذلك فى ظل غياب العدالة الدولية وإنكار الاحتلال؛ لذلك ينظر الشعب الفلسطينى إلى أمته العربية على أنها السند والظهير الداعم له فى كل قضاياه». وأضاف: «ما يريده الشعب الفلسطينى من هذه القمة هو المساندة والدعم لتعزيز الصمود واتخاذ إجراءات قوية تنصف الشعب الفلسطينى، سواء على الصعيد السياسى أو القانونى أو المادى، وأن تخرج هذه القمة بقرارات من شأنها التنفيذ وليس الإدانة والشجب والاستنكار، لأن ورقة التصريحات أصبحت محروقة لدى الاحتلال الذى يرتكب الجريمة تلو الأخرى، مدركًا فى النهاية أن النتيجة ستكون تصريح إدانة أو استنكار».

وتابع: «القمة العربية هى أعلى مستوى قيادى للمنطقة العربية، وأرى أنها قادرة على اتخاذ قرارات تنفذ فور صدورها، وننتظر ذلك فيما يخص قضية تعزيز الصمود الفلسطينى فى القدس والضفة الغربية وقطاع غزة المحاصر».

وأشار إلى أن القمة العربية قادرة- على الصعيد المادى- على إعادة الدعم العربى لفلسطين، بعد معركة الصمود التى خاضتها القيادة فى مواجهة الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب وخطته وتوقف الدعم حتى يومنا هذا. 

الأردنرامى المعادات: طى خلافات الماضى وتغليب المصلحة العامة

رأى الكاتب الأردنى، رامى المعادات، أن ما يرتجيه العرب من قمة جدة هو طى خلافات الماضى أولًا، مشددًا على أنه بغض النظر عن «التحفظات» على بعض «السلوكيات السلبية»، تتطلب المصلحة العامة تغليب القومية العربية. وقال «المعادات»: «القمة العربية فى جدة هى الأهم فى السنوات الأخيرة، على ضوء عودة الجمهورية السورية إلى القمة بعد غياب ١٢ عامًا، وهو ما يضفى على القمة أهمية كبيرة للتغلب على المعضلات التى تواجه دولها»، مشددًا على أن «القمة العربية تسعى لتحقيق مصالح مشتركة بين الدول». وكشف عن المطالب الخاصة للمملكة الأردنية الهاشمية، وأولها الاتصال والتنسيق المباشر مع الجمهورية السورية الشقيقة لوقف عمليات تهريب المخدرات، وضبط مواطن التخزين والتوزيع على المنافذ الحدودية والمنافذ الخاصة بتجار هذه السموم. وأضاف: «المملكة الأردنية تلعب دورًا كبيرًا ومحوريًا على الصعيد العربى، من خلال مد جسور العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية، وعودة العلاقات الأردنية- السورية بشكل رسمى ستنعكس إيجابًا على الطرفين، وتفتح آفاقًا اقتصادية وتجارية تخدم الدولتين».

السودان أمين مجذوب: دعمنا اقتصاديًا واستقبال النازحين

شدد الخبير العسكرى السودانى، اللواء أمين إسماعيل مجذوب، على أن جامعة الدول العربية هى الأقرب والأهم للمساهمة فى حل الأزمة السودانية، نظرًا لتاريخها الطويل فى مساندة الدول العربية فى أزمات مشابهة، مثلما حدث مع مصر فى حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر ومع الكويت إبان الغزو العراقى، وأضاف: «نأمل من القمة أن تُصدر قرارًا بدعم السودان، دولة وشعبًا وحكومة، اقتصاديًا، وقرارًا بتشكيل لجنة لإدارة الأزمة ودعم مفاوضات جدة بأسرع ما يمكن، مع استيعاب النازحين السودانيين فى مختلف الدول العربية، وحاليًا مصر تقدم خدمة ممتازة كدولة شقيقة كبرى فى استقبال السودانيين كأنهم مصريون، وهذا هو دور مصر دائمًا مع كل الأزمات العربية، ونأمل من باقى الدول العربية استقبال النازحين، مع مساعدة فى إعمار الدمار الذى وقع بالسودان، خاصة فى العاصمة، وذلك لأن الاقتصاد السودانى يعانى».

 

تاريخ الخبر: 2023-05-19 00:20:59
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 55%
الأهمية: 70%

آخر الأخبار حول العالم

توقعات أحوال الطقس اليوم الجمعة

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:24:52
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 70%

في سوق الأسهم .. هل عليك بيع أسهمك في مايو وإعادة الشراء في نوفمبر؟

المصدر: أرقام - الإمارات التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:24:00
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 36%

بين فيتنام وغزة – صحيفة التغيير السودانية , اخبار السودان

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:22:59
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 59%

انهيار طريق سريع جنوب الصين: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 48 شخصا

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:25:00
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 63%

هذه وضعية سوق الشغل خلال الفصل الأول من سنة 2024

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:24:54
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 68%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية