تربع أشبال منتخب«التيرانغا» على عرش الكرة الإفريقية، عقب تغلبهم سهرة أمس الأول، بملعب نيلسون مانديلا على نظرائهم من المغرب ب(2/1)، في لقاء حسمه رفقاء عمارة ديوف في آخر عشر دقائق، بعد نجاحهم في قلب تأخرهم إلى انتصار.
وسجل ثنائية المنتخب السنغالي المتألقين ديوف في الدقيقة 80 عن طريق ضربة جزاء، في حين أمضى الهدف الثاني، المتألق الآخر سافاني في د 84.
وواصلت الكرة السنغالية بسط هيمنتها على الساحة الإفريقية، فبعد فوز الأكابر بكان 2021، بالكاميرون والمحليين بشان الجزائر 2022 ومنتخب الأواسط بكان مصر 2023، جاء الدور هذه المرة على منتخب أقل من 17 سنة، الذي نجح في تأكيد الترشيحات التي صبت في صالحه قبيل انطلاق البطولة، بالموازاة مع امتلاكه جيل متميز من اللاعبين المتخرجين من عديد المدارس المحلية.
وصنع المنتخب السنغالي للناشئين الحدث بنتائجه الباهرة، بداية من دور المجموعات، وصولا إلى الأدوار الإقصائية، ليحصد بذلك أول لقب قاري في مشواره (فئة أقل من 17 سنة)، ويسير بذلك على درب بقية المنتخبات الوطنية السنغالية التي خطفت كل الأضواء منذ سنة 2022، كيف لا وهي المتربعة على عرش الكرة الإفريقية، لتؤكد الاستراتيجية الناجحة المتبناة من رئيس الاتحادية أوغستين سانغور.
وفضلا عن الفوز بالكأس القارية، التي طال انتظارها في هذه الفئة السنية (17 عاما)، تُوّج القائد عمارة ديوف بلقب أفضل لاعب في هذه النسخة، كما نال جائزة أحسن هداف، متفوقا على قائد الخضر مسلم أناتوف، بالمقابل نال الحارس المتميز سيريني ديوف جائزة القفاز الذهبي عن جدارة، بينما حاز المدرب باكو صالو لقب أحسن مدرب للناشئين، بعد قيادة لاعبيه لتحقيق الإنجاز التاريخي.
وقال صالو مباكي، خلال الندوة الصحفية، عقب المباراة النهائية:« أشكر اللاعبين والمكوّنين وكل المسؤولين عن الاتحادية السنغالية التي وقفت إلى جانبنا، لقد حققنا الإنجاز واعتبره هدية لهم جميعا»، وتابع:« الهدية لكل الذين عملوا ليل نهار، من أجل تحقيق هذا الإنجاز الذي لم يأت من العدم، المنافس كان قويا كذلك في هذا اللقاء الختامي، ولكن اللاعبون كانوا شجعانا وأبطالا، وقاموا بالحفاظ على تركيزهم إلى آخر الدقائق من عمر اللقاء، ما مكنهم من قلب تأخرهم إلى فوز».
وضع نقطة الختام على الطبعة 14 من كان الأشبال، يجعل من الواجب الوقوف على نجاح الجزائر في تنظيم البطولة شكلا ومضمونا، وهي التي جرت في أجواء أكثر من رائعة بشهادة مسؤولي الكاف، الذين كانوا حاضرين بقوة بملعب نيلسون مانديلا سهرة أمس، وفي مقدمتهم الرئيس باتريس موتسيبي الذي سلم الكأس القارية إلى لاعبي المنتخب السنغالي بمرافقة كل من وزير الشبيبة والرياضة عبد الرحمن حماد ورئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم جهيد زفيزف.
وحققت الجزائر مكاسب بالجملة خلال هذه البطولة الاستثنائية، التي لم تُسجل خلالها اللجنة المنظمة أي هفوة، لتؤكد أحقيتها في تنظيم تظاهرات أكبر مستقبلا، على غرار «كان» الأكابر التي ترشحنا إليها رسميا سواء لطبعة 2025 أو نسخة عام 2027، وهو المطلب الذي تعدى الجزائريون، بل أصبح قاسما مشتركا مع بقية الأفارقة الذين يتمنون مستقبلا حضور أكبر التظاهرات القارية على أرض الشهداء الجزائر.
جدير بالذكر، أن الحفل الختامي كان مميزا ولاقى إعجاب الجميع بعد العروض الفنية المقدمة، لا سيما من طرف المغنيين بلال وفريكلان، اللذين ألهبا المدرجات بأغانيهما الحماسية، التي تفاعلت معها الجماهير الحاضرة لمتابعة اللقاء النهائي.
سمير. ك
