حرّرت مصالح أمن ولاية عنابة محاضر سماع ومجموعة من المخالفات ضدّ أصحاب سيارات الأجرة الصفراء الناشطة بطريقة غير قانونية فيما شدّدت الخناق على ظاهرة “الفرود” المستفحلة وسط مدينة عنابة وهذا بعد أن قامت المصالح المختصّة بحملة واسعة النطاق من أجل تطهير المدينة من الممارسات غير القانونية التي تطالها في ظلّ انتشار مثل هاته النشاطات التي يخالف أصحابها القوانين المعمول بها، وفي سياق متّصل فقد فسحت بعض التصرّفات التي يقوم بها أصحاب سيارات الأجرة المجال أمام أصحاب سيارات الأجرة “المزيّفة” نذكر منها رفض عدد من سائقي السيارات الصفراء نقل الزبائن إلى وجهاتهم خاصّة منها المناطق البعيدة عن مدينة عنابة حسب تصريحات العديد من المواطنين، وهو ما جعل أصحاب سيارات “الفرود” تنتهز الفرصة وتنتشر بكثرة، أين برز نشاطهم غير الشرعي بقوة عبر مختلف المناطق على مستوى وسط المدينة هذا إلى جانب عودة ظهور السيارات المزيّفة “لي فو طاكسي” بالنسبة لسيارات النقل الجماعي بوسط المدينة في ظل غياب الرقابة مما جعل أصحاب السيارات النظاميين يتقدمون بعدة شكاوي لدى المصالح المعنية بغرض فتح تحقيق ومحاربة الظاهرة التي كانت قد اختفت لتعود بقوة خلال الأسابيع الفارطة، علما أن عودة ظهور السيارات الصفراء المزيّفة وكذا سيارات الفرود مرتبط بغياب الرقابة وكذا رفض أصحاب سيارات الأجرة النظاميين نقل المواطنين إلى بعض النقاط خاصة منها البعيدة مما جعل الزبائن يتوجهون إلى “الكلوندستان” من أجل التنقّل إلى وجهاتهم بنفس السعر المعمول به، تجدر الإشارة أنّ عناصر الشرطة قد شرعت يوم أمس في تحرير العديد من المحاضر للسائقين غير الشرعيين حيث سحب رجال الأمن عدد من رخص السياقة لمن ضبطوهم وهم يمارسون هذه المهنة غير القانونية وهو ما استحسنه أصحاب السيارات الصفراء الذين لطالما طالبوا السلطات المحلية بولاية عنابة لوضع حل لمشكلهم الذي أرقهم كثيرا وجعلهم يخسرون زبائنهم نظرا لمنافسة ظاهرة “الفرود” لنشاطهم في عملية نقل المسافرين، هذا وقد أوضح البعض من سائقو سيارات الأجرة المزاولون نشاطهم بوسط المدينة وكذلك العاملون بخطوط كل من سيدي عمار، الحجار، البوني – عنابة خلال لقائهم بـ”آخر ساعة” بأنهم سئموا من مشكل انتشار ظاهرة نقل المسافرين بطريقة غير شرعية كاشفين بدورهم أن هؤلاء باتوا يزاحمونهم داخل المواقف الخاصّة بهم ويركنون مركباتهم على بعد أمتار قليلة منهم، ممّا جعلهم يراسلون الجهات المعنية من أجل فك الحصار الذي يعترض طريقهم يوميا بسبب انتشار ظاهرة “الفرود” قبل أن تتدخل صبيحة أمس مصالح أمن ولاية عنابة التي شنت حملة شرسة ضدهم أسفرت عن سحب العشرات من رخص السياقة مع تحرير محاضر سماع ضد السائقين غير الشرعيين.
نقص وسائل النقل ساهم في انتشار ظاهرة “الفرود” والسيارات المزيّفة
ساهم مشكل نقص وسائل النقل خاصّة خلال الفترات المسائيّة وسط مدينة عنابة في استفحال ظاهرة “الفرود” وانتشار السيارات الصفراء المزيّفة التي برزت بشدّة بعد انتهاز أصحابها الفرصة من أجل مزاولة نشاطهم في ظلّ النقص الفادح في وسائل النقل، حيث كشف العديد من المواطنون الذين تحدّثت إليهم “آخر ساعة” أنهم صاروا يواجهون صعوبات بالغة في إيجاد وسيلة نقل تقلّهم إلى وجهاتهم خاصة مع قدوم المساء أين تنعدم وسائل النقل بشكل كلي لدرجة أن أصبح العثور عليها بعد الساعة الخامسة مساءا –حسب تعبيرهم- ضربا من المستحيل حتى ولو استلزم الأمر الوقوف لأوقات كبيرة أمام مواقف السيارات والحافلات، كما صرح لنا آخرون ممن صادفناهم مساء أمس بأنهم باتوا مرغمين على الإستعانة بالسائقين غير الشرعيين من أجل العودة إلى منازلهم خاصة وأن العديد منهم يقطنون بمختلف البلديات على غرار سيدي عمار، البوني، الحجار وغيرها من البلديات التي لا يجدون كيفية العودة إليها من وسط المدينة في ظل النقص الرهيب الذي تعاني منه مدينة عنابة في مجال النقل، تجدر الإشارة من ناحية ثانية أنّ الحملة التي شنّتها المصالح الأمنية قد طالت كذلك ظاهرة توقّف المركبات في الأماكن الممنوعة، وأغلب المناطق التابعة لبلديّة عنابة خاصّة بالقرب من المصالح التي تعرف حركة كبيرة للمواطنين وتستقطب المئات منهم بشكل يومي نذكر على سبيل المثال مصلحة الضرائب ومصلحة الضمان الإجتماعي، مصلحة الحالة المدنيّة إضافة إلى مكاتب بريد الجزائر ومصالح الإستعجالات الطبيّة التابعة للمؤسّسات الإستشفائيّة ومواقف سيارات الأجرة وغيرها من المناطق التي استفحلت فيها هاته الظاهرة مؤخّرا.
وليد سبتي
