نائب رئيس جمعية الصحفيين العُمانية: زيارة السلطان هيثم إلى مصر حلقة في عقد الصداقة بين الأشقاء - تحقيقات وملفات


تُعد زيارة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان، إلى مصر ولقاءه المهم مع الرئيس عبدالفتاح السيسى دليلاً على الروابط القوية والتاريخ المشترك العميق الذى يجمع بين السلطنة ومصر، إذ تأتى الزيارة فى إطار تعزيز التعاون الثنائى بين البلدين فى مختلف المجالات، بما فى ذلك الشئون السياسية والاقتصادية والثقافية، ومن المتوقع أن يبحث سلطان عُمان والرئيس السيسى سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

كما تسهم الزيارة فى تعزيز التفاهم والتواصل بين البلدين وتعزيز الاستقرار والسلام فى المنطقة، وتحدّث سالم بن حمد الجهورى، نائب رئيس جمعية الصحفيين العُمانية، نائب رئيس المكتب التنفيذى للاتحاد الآسيوى للصحفيين، إلى «الوطن» عن أهمية الزيارة ومخرجاتها.

الزيارة تأتى فى وقت صعب تتجاوز فيه الأمة العربية

كيف ترى وصف السفير عبدالله الرحبى، سفير سلطنة عمان بالقاهرة، لزيارة السلطان هيثم بن طارق بـ«التاريخية»؟

- الزيارة تأتى كحلقة فى عقد زيارات سلاطين عُمان لمصر، وهى محطة تاريخية ضمن محطات تكررت فى أعوام 1928 و1944، وبعد ذلك زيارة السلطان قابوس بن سعيد فى 1972، ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم تبادل الزعماء ما يقرب من 16 زيارة بين الجانبين، لأن العلاقة تاريخية وبدأت قبل 3 آلاف عام كزيارة موثقة فى معبد الدير البحرى خلال عهد الملكة حتشبسوت إلى إقليم ظفار فى جنوب عمان الذى كان مصدراً للنحاس والحديد والبخور. وأعتقد أن زيارة جلالة السلطان تُعد زيارة تاريخية لأنها تأتى فى ظرف صعب، وفى وضع تتجاوز فيه الأمة العربية محنتها الخاصة بالتقاطعات السياسية بين بعض الدول، ما يؤسس لمرحلة سياسية جديدة ليس لمصر وعمان فقط وإنما للدول العربية معاً.

ما أهمية الزيارة فى هذا التوقيت؟

- الزيارة تكتسب أهمية إضافية بحكم التوقيت الذى يأتى مباشرة بعد انعقاد القمة العربية فى جدة، لأن ذلك يضيف مسئولية حول المرحلة المقبلة، فما تم التوصل إليه فى القمة العربية الأخيرة التى استضافتها المملكة العربية السعودية يُعد مرحلة مهمة من مراحل التئام العلاقات ولمّ الشمل وتقارب الأسرة العربية تحت مظلة الجامعة العربية، وبخاصة المصالحات التى تمت فى الفترة الأخيرة بين الدول العربية، مع سوريا وبعض دول الجوار، وكذلك توحيد الموقف تجاه القضية السورية وإخراج القوات الأجنبية من سوريا، كما يزيد من المسئولية تجاه أزمات أخرى مثل أزمة اليمن، التى أصبحت فى مراحلها الأخيرة، وكذلك الأزمة فى ليبيا، وإعادة الدور الفاعل لسوريا فى المرحلة المقبلة، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.

«الجهورى»: السلطان هيثم والرئيس السيسى يمثلان العهد الجديد فى العلاقات بين البلدين

ما أهم التطورات التى شهدتها العلاقات بين البلدين فى السنوات الأخيرة، وبخاصة خلال عهد السلطان هيثم والرئيس السيسى؟

التبادل التجارى وإقامة المشروعات المشتركة مرشحان للزيادة قريباً

- السلطان هيثم والرئيس السيسى يمثلان العهد الجديد فى العلاقات بين البلدين الشقيقين، فالعلاقات المصرية العمانية قد نمت بشكل كبير، كما ارتفع حجم التبادل التجارى بين البلدين، وكذلك إقامة المشروعات المشتركة، بمشاركة رجال الأعمال فى كلا البلدين فى محاولة لتعزيز التبادل التجارى، ولكى تصل تلك النتائج إلى التقارب مع التعاطى السياسى الموجود فى كثير من القضايا السياسية، سواء العربية منها أو الإقليمية أو الدولية، وتعزيز خط الاعتدال واستيعاب أطراف أخرى قد تتعارض آراؤها مع بعض القضايا فى المنطقة، وأرى أن ذلك سوف يؤدى فى النهاية إلى ازدهار العلاقات المصرية العمانية، ولا سيما فى المجالات الاقتصادية المختلفة.

شهد التبادل التجارى ارتفاعاً بين البلدين بنسبة 64.6% خلال عام ووصل إلى حوالى 1.1 مليار دولار أمريكى، هل يُعد هذا كافياً بالنظر إلى قوة العلاقات بين البلدين؟

- تلك الأرقام لا تزال متواضعة بالقياس إلى العمق التاريخى للعلاقات المصرية العمانية، وهى متفردة ومتجذرة ومتميزة، ولا تربط مصر بدولة أخرى فى نفس التاريخ، فالعلاقات بين البلدين ممتدة، وتشهد تطورات مستمرة، دون أن تشهد أى تصدع أو انكسار، فمصر لديها علاقات قديمة وحديثة، كما أن تلك العلاقات المميزة لم يحدث بها أى تقاطع وبالذات خلال الخمسين عاماً الماضية، فهناك رؤية مشتركة واضحة وهناك صراحة وشفافية فى التعاطى مع الكثير من القضايا، فالدول الصديقة قد تختلف مع بعضها فى الرؤى ولكن لا تختلف مع بعضها فى المصالح، فهناك مصالح مشتركة، وهناك الكثير من النقاط التى قد تُبنى عليها تطورات مهمة خلال الفترة المقبلة، والجانب الاقتصادى مهم للغاية، فالبلدان يتمتعان بإمكانات عالية، فعُمان تطل على بحار ثلاثة وسواحل تتجاوز ثلاثة آلاف كيلومتر، وموانى عالمية مثل صلالة والدقم على بحر العرب، وهذه الموانى كفيلة بأن تستفيد منها مصر من خلال خطوط مباشرة، سواء كانت بحرية أو برية أو جوية.

برأيك ما الذى تحتاجه العلاقات الاقتصادية بين البلدين لدفع التبادل التجارى إلى مستويات متقدمة؟

- هذا الأمر يحتاج إلى عمل مكثف، يتمثل فى تسهيل المزيد من الإجراءات وضخ الأموال، وكلا السوقين فى سلطنة عمان ومصر يستوعبان زيادة التبادل التجارى، سواء كان للاستهلاك المحلى أو التصدير، فعُمان تقع بالقرب من خطوط التجارة فى آسيا وأفريقيا، وكل ذلك يمكن أن يؤدى إلى تطور كبير فى ملف التبادل التجارى، كما أن مصر قريبة من أوروبا، والخطوط الملاحية تقرّبها من الأمريكتين، وكل ذلك يمكن أن يؤدى لاستفادة أكبر لكلا البلدين من مرافقهما وإمكاناتهما المتاحة.

المناطق الحرة

المناطق الحرة التى يمكن إقامة المشروعات فيها بتسهيلات مميزة تقلل من كلفة الإنتاج فى كلا البلدين، وكذلك المناطق ذات الإعفاءات الخاصة الموجودة فى الإسكندرية والسويس.. وكل ذلك يمكن الاستفادة منه فى رفع أرقام التبادل التجارى التى لا تزال قليلة ولا تتسق مع العلاقات السياسية المتينة

تاريخ الخبر: 2023-05-21 21:20:27
المصدر: الوطن - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 56%
الأهمية: 51%

آخر الأخبار حول العالم

الصين توصي باستخدام نظام بيدو للملاحة في الدراجات الكهربائية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-09 09:25:04
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 66%

انخفاض الرقم القياسي للإنتاج الصناعي بنسبة 8.7% خلال مارس 2024م السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-09 09:23:59
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 56%

تحديد سعر الطرح النهائي لاكتتاب مياهنا عند 11.50 ريال للسهم

المصدر: أرقام - الإمارات التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-09 09:24:25
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 50%

توقعات أحوال الطقس اليوم الخميس

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-09 09:25:06
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 54%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية