التغيير/ دنقلا
منسوبو الدعم السريع يتجولون في حي المزدلفة بالحاج يوسف يحملون صورة النقيب مصعب مصطفى بحثاً عن أسرته التي اضطرها بحثهم المستمر على الفرار شمالاً!
البحث عن المواساة
جلست السيدة فاطمة في فناء المركز الصحي بحي مراغة في مدينة دنقلا حيث يُقيم بعض الفارين من حرب الخرطوم، وسط مجموعة صغيرة من النساء يتجاذبن أطراف الحديث.
على الرغم من أنها تسكن في منزل أخيتها القريب، الا ان جلوسها اليومي نهاراً بين الفارين محاولة يائسة للتخلص من قلقها الكبير على ابنها المصاب.
“اول طلقة في هذه الحرب أصابت ابني”، قالت بحزن كبير وهي تشير إلى مواقع في جسدها لتشرح الإصابات التي تعرض لها ابنها، على الرغم من عدم مشاهدتها له!
أشارت إلى أسفل البطن وقالت اصابته رصاصة هناك، وأخرى اخترقت امعائه وثالثة في القدم!
رتبت أسرته نقله بسيارة إسعاف خاصة من مستشفى مروي إلى مستشفى السلاح الطبي بامدرمان. لكن ظروف الحرب منعتها من مشاهدته أو الوقوف بقربه في هذه المحنة، وكان وجوده في الخرطوم يجعلها تحتمل انقطاع المياه والكهرباء عن حيهم منذ اندلاع الحرب فقط لتتمكن من رؤيته عندما تحين الفرصة!
نزوح اضطراري
وردتهم أنباء عن سؤال بعض منسوبي الدعم السريع عن منزلهم، حضر أحد رجال الحي وأخبر زوجها.
“لم نهتم في بادئ الأمر، قلت ماذا يريدون منا وابننا طريح الفراش الابيض؟”. وأضافت أن “مصعب لا يمتلك منزلاً، هذا منزل والده”.
لكن الابن المريض اتصل بنفسه مطالباً أسرته بعدم امضاء الليلة في المنزل والسفر في الصباح الباكر.
أجبرتهم أخيراً مخاوف ابنهم الضابط في القوات المسلحة على السفر لمدينة الجذور، دنقلا.
“كان ابن أخي يتصل علي يومياً يطالبنا بالقديم وكنت أرفض، لم أكن أريد مفارقة منزلي أو مغادرة الخرطوم قبل الاطمئنان على ابني”.
بعد وصولهم بأيام أخبرهم بعض الجيران أن قوات الدعم السريع عادت للسؤال عنه لكنها تحمل صورته هذه المرة!
زيارة للمرة الأولى
بالنسبة للسيدة فاطمة كان القدوم لدنقلا يرتبط بالمناسبات العائلية، لكن بناتها زياراتهم قليلة ومتقطعة.
رافقت السيدة فاطمة حفيداتها واحفادها، بالنسبة إليهم كانت هذه الزيارة الأولى من نوعها.
ويبدو أنهم اندمجوا في بيئة المنطقة حيث قالت والدة إحدى الفتيات التي انضمت إلى والدتها إنها تذهب للسباحة وتقضي أوقاتا سعيدة في هذه الإجازة الاضطرارية!
