بعد ظهور Chat GPT ” ” .. حرب شرسة بين محركات البحث مدعومة بـ “الذكاء الاصطناعي”


منذ ظهور روبوت الدردشة Chat GPT ” ” المُعتمد على تقنية الذكاء الإصطناعى والمدعوم من ” OpenAI ومايكروسوفت ” مع نهاية العام الماضى وبداية العام الجارى، والذى تم تصميمه خصيصاً للإجابة على الأسئلة والعثور على المعلومات .. باتت هناك بوادر حرب تنافسية شرسة بين الشركات المالكة لمحركات البحث الكبرى على شبكة الإنترنت خاصة Google” ” وBing” ” وغيرهم مثل “DuckDuckGo” وروبوت الدردشة التابع لـ “Baidu” الصينية، ما جعل خبراء ومراقبى المجال التكنولوجي يؤكدون أن أسلوبنا فى البحث عن المعلومات على شبكة الإنترنت سيتغير كثيرًا .. حيث تعتمد التكنولوجيا الجديدة التي تقوم عليها محركات البحث على ما يُسمى نماذج اللغة الكبيرة وهي عبارة عن شبكات في الحاسوب تحاكي البنية الأساسية للدماغ، ويتم تزويدها بكميات هائلة من النصوص من الإنترنت وتدريبها على إنشاء استجابات مستندة إلى النصوص .. هذا وقد باتت التطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي التوليدي على إنشاء محتوى جديد تمامًا مثل النصوص الكاملة والصور باستخدام بيانات سابقة، وأصبحت تتطور أيضاً لتصميم المواقع والبرمجة وإنتاج مقاطع الفيديو.

هذا وتذكر الطبعة العربية لموقع مجلةNature” ” البريطانية أن الأبحاث تُظهرأن ثقة المستخدم في روبوتات الدردشة ترتفع كلما كان الأمر أقرب للطابع البشري .. فالمضى بضعة أشهُر على ظهور روبوت الدردشة ” تشات جي بي تي/ “Chat GPT، الذي أذهل العالَم ببراعته المشهودة في كتابة موضوعات الإنشاء وإجابة الأسئلة كما لو كان إنسانًا، وها قد بلغ مَدُّ الذكاء الاصطناعي محركات البحث على شبكة الإنترنت، فقد أعلنت ثلاثةٌ من أكبر محركات البحث العالمية – هي «جوجل» و«بِنج» و«بايدو» – أنهما يعتزمون إدماج روبوت الدردشة «تشات جي بي تي»، أو تقنية مشابهة في منتجاتها المتخصصة في البحث على شبكة الإنترنت، بحيث تتيح للمستخدم أن يحصل لأسئلته على الإجابات مباشرةً، أو ينخرط في محادثة مع المحرك البحثي، بدلًا من قائمة الروابط التي تظهر للمستخدم عندما يُدخل في خانة البحث كلمةً أو سؤالًا. فكيف لهذا التطوُّر أن يؤثر في علاقة المستخدم بالمحرِّك البحثي؟ وهل ثمة آثار سلبية يمكن أن تترتب على هذا النمط من التفاعل بين الإنسان والآلة؟.

وأضافت النسخة العربية لموقع مجلةNature” ” أنه في وقتٍ سابق، وقبل أن تُعلن هذه الشركات الثلاث الكبرى عن محركاتها البحثية الذكية، كانت بضع شركاتٍ أصغرَ حجمًا قد طرحت محركاتٍ بحثيةً تقوم على الذكاء الاصطناعي، أحد هذه المحركات البحثية ويُدعَى «بِربليكسيتي» يعتمد منهجية النماذج اللغوية الكبيرة، ويقدِّم أجوبة عن الأسئلة باللغة الإنجليزية .. يقول أرافيند سرينيفاس، عالم الحاسوب المقيم في سان فرانسيسكو، والذي شارك في تأسيس شركة “بِربليكسيتي” : لقد تطوَّرت محركات البحث لهذا الحد الذي تستطيع معه أن تُكَلِّم المحرك البحثي، بل وتنخرط معه فى الحديث كما يتحدث الصديق إلى صديقه”.

وأكدت مجلةNature” ” أن هذا التطوُّر قد يكون مفيدًا، بالنظر لأنه يجعل عملية البحث أسرع وأسهل، إلا أن هذه الزيادة في منسوب الثقة ربما تُشكِّل مسألةً إشكالية، على اعتبار أن روبوتات الدردشة القائمة على الذكاء الاصطناعي ليست بمنأًى عن ارتكاب الأخطاء، وقد رأينا في أثناء العرض التجريبي لـ «بارْد»، روبوت الدردشة التابع «جوجل»، كيف أنه وقع في خطأ فاضح لدى سؤاله عن «تلسكوب جيمس ويب الفضائي»، إذ أجاب – بكل ثقة – إجابةً أبعدَ ما تكون عن الصواب، كما لوحظ في «تشات جي بي تي» أنه يميل لوضع أجوبة خيالية أو مختلَقة للأسئلة التي لا يُعرف لها إجابة، فيما يُعرف بين العاملين في المجال بالـ«هلوسة».

عرش الريادة في مجال محركات البحث

من ناحية أخرى، عرضت “جوجل” خلال مؤتمر المطورين السنوي الذي عقد فى 10 مايو من العام الجارى، بماونتن فيو بولاية كاليفورنيا الأميركية آخر التحديثات المتعلقة بروبوت الدردشة القائم على تقنية الذكاء الاصطناعي “بارد”، ضمن مساعيها للحد من التهديدات التي تواجهها في محركات البحث الخاصة بها .. وتبنت شركات كثيرة تقنيات الذكاء الاصطناعي وأبرزها “مايكروسوفت” التي زاد عدد مستخدمي محرك البحث الخاص بها لـ 100 مليون مستخدم نشط يومياً، بسبب دعمها ميزات حصلت عليها بعد توسع شراكتها مع “أوبن أي أل”، المطورة لروبوت الدردشة “تشات جي بي تي” يناير الماضي .. وكانت “جوجل” قد سيطرت على مدى عقدين على مجال البحث على الإنترنت، إذ تشير التقديرات لاستحواذها على 93 %من سوق محركات البحث العالمية، ولكن بسبب التنافس القوي ودخول عالم الذكاء الاصطناعي في محركات البحث، وتأخر الشركة في دعمه، انخفضت أسهمها، لذلك يرى كثير من المتخصصين أن هذا المؤتمر له أهمية بالغة جداً للشركة الأم للتصحيح والسعي لإستعادة عرش الريادة في مجال محركات البحث.

وأهم ما أعلنت عنه “جوجل” في مؤتمرها السنوي هي التحديثات الكبيرة على الذكاء الاصطناعي للروبوت “بارد” المنافس لـ”تشات جي بي تي”، إذ أكدت إتاحتها النظام للجميع بأكثر من 180 دولة، وتسريع وتيرة تغذية البرنامج عبر استخدام الملايين له، إلا أنه لا يُدعم اللغة العربية في الوقت الحالي، كما أكدت “جوجل” أن الخدمة سيتم دمجها مع محرك البحث، وهذا يعني تغييراً كبيراً في استخدام محركات البحث، لذا سيجد المستخدمون تغييراً إيجابياً في النتائج وتصبح المعلومات ظاهرة بشكل مباشر وأكثر دقة وأسرع من ذي قبل، كما سيتم دمج خصائص الروبوت مع كل خدمات الشركة المختلفة .. ومن بين الميزات الجديدة التي تم إضافتها لمحركات البحث التحقق من الصور ومعرفة تفاصيل أكثر عنها، من خلال أداة توضح للمستخدم معرفة مصدر الصورة، وتاريخ التقاطها أو نشرها، وكذلك التحقق من مصدقيتها والناشر الأصلي لها، وهذه الخاصية تسهل لملايين المستخدمين معرفة موثوقية الصور والحد من الأكاذيب والإشاعات التي تتصدر منصات التواصل الاجتماعي.

وحسب موقع وايرد، فإن تقنيات البحث الجديدة لجوجل أكثر تعقيدا مما يقدمه روبوت تشات جي بي تي، إذ يتجنب جوجل الردود على المواضيع التي تثير الجدل كالسياسة والاستشارات الطبية أو المالية، ومن ذلك أسئلة حول أداء الرئيس الأمريكي جو بايدن ومعلومات حول قوانين الإجهاض في الولايات المتحدة .. وقال سوندار بيتشاي الرئيس التنفيذي لـ “ألفابت” في المؤتمر إن جوجل تدمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في البحث بالإضافة إلى منتجات مثل (جي ميل)، حيث يمكنه إنشاء مسودات رسائل، و(صور جوجل)، حيث يمكنه إجراء تغييرات بالصور مثل التلوين في الأجزاء الفارغة.

الحصول على المعلومة بجهد أقل

منافسة “جوجل” و”مايكروسوفت” في مجال الذكاء الاصطناعي ومحركات البحث ستدفع بعجلة التطور في هذا المجال بشكل سريع وتؤدي إلى تغيير السوق بشكل كامل، لذلك ستكون محركات البحث أكثر فاعلية والحصول على المعلومة سيكون بجهد أقل، ولكن هناك مخاوف من أن تؤدي المزايا الجديدة للتحيز في المعلومات فإن ذهبت لأي نظام وسألته عن حدث تاريخي أو معلومة يشوبها إختلاف، ستجد أن هناك تحيزاً لمعلومة معينة بسبب أنه مغذى بهذه المعلومة، لذلك تسعى الشركات التقنية لتطوير أدوات للحد من التحيز المعلوماتي.

حصة سوقية أكبر من محركات البحث

وكشفت مايكروسوفت عن إصدار جديد من محرك البحث على الإنترنت Bing الخاص بها ومتصفح Edge القائم على محرك البحث ChatGPT، مُعلنة أن “المحرك” الجديد سيكون قادراً على الإجابة عن الأسئلة باستخدام مصادر عبر الإنترنت بأسلوب محادثة، كما يفعل ChatGPT الآن، كما سيوفر تعليقات توضيحية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، على أمل أن تحصل مايكروسوفت على حصة سوقية أكبر من سوق البحث عبر الإنترنت والتي تهيمن عليها جوجل ، ويبدو أنها على الطريق الصحيح، فقد وصل عدد مستخدمي chatGBT تطبيق البحث المعتمد على الذكاء الاصطناعي لـ 100 مليون مستخدم منذ إطلاقه في نوفمبر، ليصبح التطبيق الأسرع نمواً على الإطلاق، هذا وقد استثمرت مايكروسوفت 10 مليارات دولار في الشركة المطورة لـChatGBT، وهي OpenAI التي كان إيلون ماسك شريكاً سابقاً في تأسيسها.

من ناحية قالت بيث سينجلر، الأستاذة المساعدة في جامعة زيورخ: “بدلاً من إعطائك قائمة بالمواقع الإلكترونية، سيتم منحك نافذة صغيرة تطل من خلالها على الموقع على الإنترنت، حيث يقوم نظام آلي بتلخيص مضمون المادة لك، إنه أشبه بشخص آخر يقرأه نيابة عنك ويخبرك بالمعلومات المفيدة” .. بينما ذكر مايكل وولدريدج، أستاذ علوم الكمبيوتر في جامعة أكسفورد عن تشات جي بي تي: ” أنه أحد أسباب انتشار هذه التقنية بشكل سريع هو أن هذه هي المرة الأولى التي يستطيع فيها أي شخص لديه متصفح ويب تجربة الذكاء الاصطناعي. يمكنك الدردشة معه وسيرد عليك”، فلقد أبهر المستخدمين بقدرته على إجراء محادثات طبيعية تجيب على الاستفسارات النصية وإعداد الخطب والرموز والأغاني والمقالات .. والتقنية الجديدة أحدثت ثورة في محرك بحث “بينج” التابع لمايكروسوفت، هو الذي أجبر منافسة جوجل على الإعلان عن روبوت المحادثة “بارد” الذي لا يزال قيد التجربة، بمجرد دمجه في محركات البحث يأمل أن تتمكن هذه المحركات من تزويدنا بنوع مختلف من النتائج عندما نبحث عن الإجابات عبر الإنترنت.

تاريخ الخبر: 2023-05-22 18:22:16
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 54%
الأهمية: 54%

آخر الأخبار حول العالم

هذه وضعية سوق الشغل خلال الفصل الأول من سنة 2024

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:24:54
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 68%

توقعات أحوال الطقس اليوم الجمعة

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:24:52
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 70%

بين فيتنام وغزة – صحيفة التغيير السودانية , اخبار السودان

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:22:59
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 59%

في سوق الأسهم .. هل عليك بيع أسهمك في مايو وإعادة الشراء في نوفمبر؟

المصدر: أرقام - الإمارات التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:24:00
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 36%

انهيار طريق سريع جنوب الصين: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 48 شخصا

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:25:00
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 63%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية