عندما نطلق على مانشستر سيتي «كبير إنجلترا»، فإن ذلك ليس من باب المجاملة أو التضخيم، بل هي الحقيقة التي أصبحت واضحة للعيان في أقصى الأرض وأدناها، هذا النادي الذي كان حتى الأمس القريب واقعاً في زاوية مجهولة من مدينة مانشستر، أصبح حديث العالم بما يحققه من ألقاب وبطولات وأرقام قياسية أعادت كتابة التاريخ، ليس في إنجلترا فحسب، بل في أرجاء القارة العجوز، بعدما أصبح الفريق السماوي يتصدر العناوين ويتسيد المشهد الكروي محلياً وخارجياً.
نعم هو كبير إنجلترا، وقريباً سيكون كبير أوروبا، فالسيتي فاز بلقب الدوري الإنجليزي للمرة التاسعة في تاريخه، والسابعة خلال 11 عاماً في زمن البريميرليج، والثالثة على التوالي، كما أنه اللقب الخامس في غضون 6 سنوات، وأصبح التفوق من العناوين المعتادة بالنسبة لهذا الفريق الذي أصبح يطارد الألقاب ويحطمها في كل مناسبة، ومن يعرف حقيقة وخفايا الدوري الإنجليزي الذي يمثل تقليداً خاصاً لدى الإنجليز بإمكانه أن يدرك مدى صعوبة المنافسة على هذه البطولة التي تحمل إرثاً تاريخياً كبيراً، وعندما تتحول أصعب البطولات في العالم وأكثرها تعقيداً إلى مسابقة مفضلة لدى هذا النادي بالتحديد فإن ذلك يسهل كثيراً من عملية الإجابة عما يملكه السيتي من مقومات وأدوات كانت سبباً في تغير موازين القوى سواء في إنجلترا أو في القارة الأوروبية كذلك.
الأرقام تضع الفريق السماوي على قائمة الأفضل بكل المقاييس؛ كونه الأكثر تحقيقاً للفوز، والأقل تعرضاً للخسارة، وعندما يفعل كل ذلك في هدوء وبلا ضجيج فإن ذلك تأكيد للتخطيط الإداري الناجح، الذي كان وراء الصعود بالنادي إلى قمة الهرم الأوروبي، وأصبح حلم الثلاثية التاريخية على الأبواب بعدما كان قريباً منها في 2018، ولكن ليفربول وقف عائقاً أمام تحقيق ثلاثية السيتي قبل ثلاثة سنوات، ولكن هذه المرة لم يتجرأ أحد على الوقوف أمام قطار السماوي المنطلق بالسرعة القصوى، ليجمع ثلاثة ألقاب متتالية في الدوري الإنجليزي للمرة الأولى في تاريخه، في إنجاز ليس بالسهل في مسابقة بتعقيدات البريميرليج.
*نقلاً عن الخليج الإماراتية
