كليوباترا مجددا


أخيرا حل الفيلم الوثائقى الملكة كليوباترا لشبكة نتفليكس فى موعده المقدر فى العاشر من مايو ليكون من أقل المستويات الفنية حالا مقارنة بأفلام وثائقية سابقة. فى هذه الأفلام سواء خصت الحروب، أو الإنسان، فإن الكاميرا السينمائية تعيد إحياء الواقع باستقصاء شامل لآراء الكبار والمتخصصين وبغزارة تتيح النظر فى أبعاد مختلفة سياسية واجتماعية ونفسية وعاطفية وزوايا تتيح المعرفة ومفارقتها التاريخية. الفيلم عند العرض الكامل فقير فى كل ذلك، لم يجند من المؤرخين إلا أمريكيون، سود وبيض، ولم يصل منه أحد إلى بلد المقر – مصر- لكى يسأل ويستفتى. الفيلم لا يجد فى مصر إلا أنواع الغرود من التلال الرملية الصفراء التى تنبثق من جوفها وحوافها كليوباترا الأسطورة منها وليس الواقعة التاريخية. فى عمود سابق طالبت بضرورة إخراج وثائقنا ومعارفنا عن الملكة، واستغلال الفرصة العالمية لكى يكون فى الإعلام الدولى عن مصر أمور أخرى غير غلاء الأسعار، واستنكار المصريين للون كليوباترا؛ ومع الاعتراف بأنها يونانية مقدونية، فإن هناك إصرارا على جيناتها المصرية!.

وبغض النظر عن الاشتباكات التى جرت عن الفيلم حتى قبل عرضه، فإن هناك قضية مصرية بحتة ونقية وصافية وهى علاقة المصريين بالحضارات والثقافات الغازية الفاتحة التى جاءت لها تقريبا على مدى ثلاثة آلاف عام امتدت منذ نهاية الحقبة الفرعونية وحتى القرن العشرين منذ حكم الليبيين والكوشيين الأفارقة والبطالمة والرومان والعرب والعثمانيين. الثابت أمران: أن مصر كانت دائما مطمعا للغزاة؛ ولكن مصر كان بها من الثروة والسحر والحضارة ما يستوعب ويشكل، العامل الأساسى الذى كان يأخذ بلب المصريين كان المدى الذى يذهب له القادمون فى الإيمان بالديانة المصرية أوزيرية كانت أو قبطية أو إسلامية. أمير الشعراء شوقى قال: يا يومنا فى أكتيوما ذكره فى الأرض صار/ اسألوا أسطول روما كم أذقناه الدمار؟للأسف فى أكتيوم كان المنتصر هو أسطول روما، والمهزوم أيضا كان أسطول مارك أنتونى الروماني!.

مادة اعلانية

*نقلاً عن "الأهرام"

تاريخ الخبر: 2023-05-24 18:18:31
المصدر: العربية - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 84%
الأهمية: 87%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية