عبد الإله حمدوشي
في محاولة منه للترويج لأطروحته وسياساته وحشد تأييد الدول الإفريقية لمواقفه، أطلق النظام الجزائري، قناة إذاعية جديدة تحت شعار “صوت إفريقيا”، يقول إنها تهدف إلى “مخاطبة شعوب القارة السمراء بخمس لغات ولهجات محلية”.
ويبقى السؤال مطروحا حول خلفيات ومرامي هذه الخطوة، ومدى ارتباطها برغبة الجزائر في حشد الدعم لمواقفها المعادية للمغرب، في ظل الظرفية الحالية التي تشهد تحقيق انتصارات جمة للدبلوماسية المغربية، مكنتها من كسب تأييد المزيد من الدول الإفريقية، خاصة فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية.
في هذا الصدد، قال عبد الحفيظ اليونسي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الأول بسطات، إن “إنشاء إذاعة جزائرية موجهة للجمهور الافريقي بلغاته ولهجاته المحلية، سلوك عادي بأي دولة تسعى للحفاظ على مصالحها والدفاع عن أمنها القومي”، مشيرا أن “إنشاء مثل هذه القنوات يمكن أن يدخل في إطار القوة الناعمة في سلوك الدولة الخارجي”.
“لكن بالنظر لسابقة إنشاء قناة تلفزية “الجزائرية24″، والتي لا تتوقف يوميا عن مهاجمة المغرب وتدليس المعطيات والكذب أحيانا بطريقة بهلوانية، وأيضا الدفاع عن أطروحة الانفصال وتشويه سمعة المغرب”، يضيف اليونسي، في تصريح لـ”الأيام24″، قائلا “من المؤكد أن هذه الإذاعة لن تخرج عن هذا الإطار، فتوجيهها إلى الجمهور الإفريقي بلهجاته، ربما الهدف منه هو خلق رأي عام إفريقي مساند لأطروحات الجزائر”.
ودعا اليونسي في ذات التصريح، المغرب، إلى الانتباه إلى نقطتين رئيسيتين ذات علاقة لفهم سلوك الجزائر، أولهما أن “هناك تعدد محاور اشتغال خصوم وحدتنا الترابية” مشيرا أنه “بالإضافة إلى المحور الاقتصادي متمثلا في الدعاوى المرفوعة ضد منتجات المغرب الطاقية والمعدنية والفلاحية بالصحراء، لا ننسى أن الجزائر تعمل جاهدة على تقليد المغرب في وجوده الثقافي والديني في إفريقيا من خلال الزوايا والطرق الصوفية، وبالتالي، فإن هذا المحور تسعى من خلاله الجزائر لخلق فضاء تداولي مقتنع بأطروحاتها”.
أما بخصوص النقطة الثانية، فيرى المتحدث، أنها “تتعلق بخطوات استباقية لمجالات لم يقتحمها المغرب بعد، أو لم يراكم فيها، خصوصا الجمهور الإفريقي العادي”.
إلى ذلك، خلص اليونسي في تصريحه لـ”الأيام24″، أنه “في المحصلة، هناك قناعة يثبتها الواقع، وهي أن المغرب تحول إلى نقطة وحيدة في أجندة الساسة الجزائريين مدنيين وعسكريين، ترى في المغرب عدوها الأول، ومتنفسها الوحيد لتبرير إخفاق نموذجها الاقتصادي والمجتمعي، وأيضا لضمان استمرار فساد ونهب ثروات الشعب الجزائري”.
يشار أن السلطات الجزائرية، أطلقت بداية شهر ماي الحالي، قناة إذاعية جديدة أسمتها “صوت إفريقيا”، تستهدف الشعوب الإفريقية وتخاطبهم بلغات ولهجات محلية مختلفة، بطاقم صحافي يشرف عليه “خبراء في الأمن والسياسة الخارجية”.
