في تعليقه على حدث استقبال نائب وزير الخارجية الروسي، لسفير المملكة المغربية بموسكو، بُعَيْد حلول وزير الخارجية الأكراني بالرباط، قال خالد شيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، إن استقبال المغرب لوزير الخارجية الأوكراني يدخل في إطار العلاقات التاريخية بين البلدين، واستقبال روسيا للسفير المغربي في موسكو يدخل في إطار التواصل العادي، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، يعكس الأهمية التي يحظى بها المغرب في استراتيجية الطرفين”.
وأوضح شيات في تصريح لـ”الأيام24″، أن “المغرب ينطلق من موقف أساسي، بكونه ليس طرفا في النزاع الدائر بين أوكرانيا وروسيا، بمعنى أنه لا يتموقع لصالح أي طرف، لكنه مع ذلك يحتفظ لنفسه بالحق في الالتزام بالمقررات والمبادئ التي تحكم العلاقات الدولية والقانون الدولي، بما فيها احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وعدم استعمال القوة في العلاقات الدولية، وهي أمور تتوافق مع عقيدة السياسة الخارجية الدولية”.
وأبرز المتحدث، أن “المغرب لم يأخذ موقفا باتا من الصراع بين روسيا وأوكرانيا، ويحترم كل المبادئ التي تؤطر هذه النزاعات على المستوى الدولي، سواء كانت في أوكرانيا، أو غيرها، وبالتالي فتوضيح المواقف وإعطاء التصورات لكل طرف على حدة هو شيء إيجابي، وأن يستمر المغرب في نسق التوازن بين الطرفين لاسيما أن هناك تأثيرات كبيرة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والجيوسياسي في حال أخذ موقفا معينا من أحد الطرفين”، مشيرا أنه “من مصلحة المغرب أن يظل واضعا هذه المسافة المتوازنة بين طرفي النزاع اللذين لهما علاقات عميقة مع المغرب”.
وأكد شيات أن “المغرب من الناحية الواقعية، يمكنه أن يلعب دورا في حل النزاع، وإن كانت دول إفريقية بقيادة جنوب إفريقيا، قد سارعت إلى هذا الأمر، إلا أن المغرب من خلال استقبال وزير الخارجية الأوكراني أو من خلال استقبال السفير المغربي بموسكو، يعكس دوره وأهميته في هذه الأزمة، ويعكس عدم الدقة في اختيار الأطراف التي يمكن أن تلعب الوساطة من إفريقيا لحل النزاع بين البلدين”.
يشار أن نائب وزير الشؤون الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، استقبل أمس الثلاثاء، بموسكو، سفيرَ المغرب بروسيا، لطفي بوشعرة، مباشرة بعد حلول وزير الشؤون الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، بالمغرب، حيث أجرى مباحثات مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، يوم الاثنين الماضي بالرباط.