مملكة الورد.. هنا «عزبة الأهالى»: بهجة للناظرين.. و«باب رزق» للغلابة

تتفتح زهور الربيع ومعها رزق الكثير من العاملين الكادحين فى زراعتها وخدمتها طوال العام، فرحين بما آتاهم الله من فضله، ومكافأتهم على جهودهم المبذولة.

وتعد «عزبة الأهالى»، التابعة لمركز القناطر الخيرية فى القليوبية، ومدينة «أشمون» بالمنوفية، إحدى أشهر مناطق زراعة الورد، فكلتاهما تضم مشاتل وصوبًا للزهور على مساحات واسعة.

وهناك يجتمع المزارعون من رجال ونساء صباح كل يوم فى موسم حصاد الورد، الذى يحل هذه الأيام بالتزامن مع فصل الربيع، ليجمعوا عيدانه ويجروا عليه بعض التجهيزات اللازمة، قبل نقله إلى محال ومعارض الزهور والمصانع.

مالك مزرعة: تحتاج إلى تكييفات ومراوح ورعاية مثل الأطفال

قال مصطفى جمال، مالك إحدى مزارع الورد، المتخصص فى زراعة الكثير من أنواع الزهور المصرية والمستوردة، إن هذه الزراعة فى مصر تحتاج إلى توفير «ظروف مناخية بشكل صناعى» لإنبات تلك الزهور، سواء من خلال الصوب أو طرق الزراعة والتسميد.

وأوضح «جمال»، لـ«الدستور»، أنه «يتم توفير تقنيات محددة داخل الصوب لتثبيت درجة الحرارة التى تتلاءم مع تلك الزهور، بما يُمكننا من إنتاجها فى المزارع، وتوفير عملة صعبة بتصديرها إلى الخارج».

وأفاد بأن الفصل المناسب لزراعة ونمو الزهور هو فصل الشتاء، لكن هذا كان قبل توافر الإمكانات والتقنيات الحالية، ففى الوقت الحالى تتوافر الزهور طوال العام، ويتم حصدها أكثر من مرة، عبر تهيئة الظروف المناخية لتكون مواتية لما تتطلبه الزهور فى موسمها الأصلى.

وشرح أن أبرز تلك التقنيات توفير تكييفات ومبردات ومراوح، من أجل الوصول إلى درجة الحرارة المطلوبة داخل الصوب، واتباع برامج مخصصة للتسميد و«رعاية النبتة» طوال فترة بقائها فى الأرض.

وتابع: «تحتاج الزهور إلى رعاية كالأطفال، واتفاق الخبرة مع العلم لإخراج منتج جيد، فاتباع طرق شاذة أو تفتقر إلى الخبرة يتسبب فى تدهور إنتاج وجودة النبات».

وكشف عن مراحل التعامل مع الورد، بداية من حصاده ثم إعداده وشحنه إلى المحال والمصانع، مبينًا أنه يتم وضعه فى الماء بعد قطفه من الأرض مباشرة، ثم فى الثلاجات بدرجة حرارة معينة لمدة لا تقل عن ٣ ساعات.

وأضاف: «كما ينقل إلى وجهته المقبلة بعد حصده عبر سيارات مجهزة بأجهزة تبريد، للحفاظ على الزهور، خاصة أنه فى حال نقل الورد البلدى من الأرض إلى محال بيع الزهور تتفتح الزهرة أكثر من اللازم فيتشوه شكلها الجمالى».

وبيّن أن مدة بقاء النباتات فى التربة تختلف وفقًا لأنواعها، فهناك أنواع مثل زهرة «الليليوم» تحتاج لدورة زراعية واحدة تحصد خلالها، ثم تتم زراعة المحصول الجديد منها فى الموسم التالى، بعد تعقيم وتجهيز الأرض.

أما أنواع الزهور الأخرى فعمرها يمتد فى الأرض لـ٥ أو ٦ أعوام، فيتم قطفها وحصادها، وبعد مدة تتجدد أزهارها وتقطف من جديد، لكن شريطة تقديم السماد والمبيدات المطلوبة وطرق الرى والرعاية اللازمة، حتى تتمكن النبتة من الإزهار مجددًا بجودة عالية. 

عمال: يوم الحصاد «عيد» للجميع.. وزيادة الإقبال فى «الفالنتين»

بهمة كبيرة تؤدى سميرة طاهر، إحدى العاملات فى مزارع الورد، عملها الذى تتقنه منذ سن مبكرة، بعد أن نشأت داخل عائلة تعمل فى الزراعة، وعملت منذ طفولتها فى المزارع المحيطة بمنزلها والقريبة من القرية التى تسكن بها.

ووصفت «سميرة» هذا العمل بـ«الشاق والممتع» فى آنٍ واحد، مشيرة إلى أنها تحب الزهور بشدة، ورغم عملها فى زراعة ورعاية أصناف كثيرة من النباتات، فإن الزهور لها طابع خاص، وتحتاج إلى عناية فائقة تختلف عن أى نباتات مثمرة.

وكشفت عن طبيعة عملها فى المزارع الخاصة بالزهور، قائلة إنها تجيد كل مراحل الزراعة والمتابعة والحصاد، وعلى الرغم من أنها تعمل بأجر يُصرف يوميًا فإنها تعتبر يوم الحصاد مميزًا وممزوجًا بالفرحة وكأنه «عيد».

وتابعت: «فى هذا اليوم نرى نتاج عملنا طوال شهور متواصلة، وكيف أننا نجحنا فى إتمام مهامنا والحصول على الرزق الحلال، وهو ما نبتغيه لإنفاقه على أبنائنا وبناتنا».

وقال سالم مهدى، يعمل فى إحدى المراحل الأخيرة بعد حصاد الورد وتجهيزه قبل البيع، إن مهمته تختلف عن الكثير من زملائه فى العمل، فهو مسئول عن إدخال الزهور على إحدى الماكينات الخاصة بنزع أشواك سيقان الورد والورق الزائد، وهى عملية تتم بعد حصاد الزهور مباشرة من الحقل.

وأضاف «مهدى» أنه يعمل أيضًا فى عملية «التكييس»، أى وضع الورد فى أكياس بلاستيكية مخصصة لذلك، استعدادًا لإدخاله فى المبردات، وهى المرحلة الأخيرة قبل النقل إلى المحال.

وأشار إلى أنه يعمل فى هذه المهنة منذ عامين من أجل الحصول على قوت يومه والإنفاق على دراسته، فهو فى المرحلة الثانوية، مضيفًا: «فى فترة الامتحانات أتوقف عن العمل حتى الانتهاء منها، وأكثف عملى خلال فترة الإجازة وفى أوقات المواسم، مثل عيد الحب وعيد الأم وأعياد الإخوة الأقباط، فكلها أوقات تشهد طلبًا متزايدًا على الورد، ما يستدعى العمل طوال اليوم لتلبية احتياجات السوق خلال هذه الفترة».

تاريخ الخبر: 2023-05-26 21:21:40
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 68%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية