"الدستور" تنشر خطة "ميكنة الصحة": ملف لكل مواطن.. والهدف أعلى خدمة

تتجه الدولة المصرية إلى التحول الرقمى فى كل مؤسساتها والجهات التابعة لها، بالتزامن مع الانتقال الكلى للوزارات والجهات الحكومية للعاصمة الإدارية الجديدة، لتسهيل العمل الحكومى وتيسير التواصل بين الجهات وبعضها.

وفى هذا الإطار، التقت «الدستور» المهندس أشرف عبدالعليم، مساعد وزير الصحة والسكان لنظم المعلومات والتحول الرقمى، الذى كشف، فى أول حوار صحفى له، عن خطة الوزارة للتحول الرقمى، وميكنة كل الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، وتسهيل العمل الحكومى بالوزارة.

منظومة الصحة تشهد تطويرًا شاملًا منذ تولى الرئيس السيسى المسئولية

■ بداية.. ما تفاصيل خطة وزارة الصحة للتحول الرقمى؟

- خطة وزارة الصحة والسكان للتحول الرقمى ليست وليدة اليوم، إنما بدأت منذ عدة سنوات قبل بدء المبادرات الرئاسية المنطلقة تحت شعار «١٠٠ مليون صحة»، التى استهدفت الفحص والتشخيص والعلاج وتحويل المريض إلى المستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة لاستكمال الفحوصات الطبية والحصول على العلاج، وأسهمت فى إتاحة ميكنة جزئية للوزارة ومهدت بشكل كبير لتطبيق الميكنة الشاملة لكل خدماتها.

وبشكل عام فإن خطة الوزارة للتحول الرقمى تستهدف العديد من القطاعات والخدمات، لعل أبرزها تطبيق نظام المعلومات الصحى بالمنشآت الصحية، مع ميكنة وحدات الرعاية الأساسية، ومكاتب الصحة الخاصة بالمواليد والوفيات، ومنظومة تنظيم الأسرة، ومنظومة إدارة مخازن الوزارة، ومنظومة التفاعل والربط مع وزارة التضامن للأطفال كريمى النسب.

كما تستهدف، أيضًا، ميكنة منظومة الألبان، وبنوك الدم والبلازما، ومنظومة المبادرات الصحية التى تشمل «صحة المرأة» و«دعم صحة الأم والجنين» و«الفحص السمعى» و«فحص الأمراض المزمنة» و«فحص المقبلين على الزواج»، وغيرها من المبادرات التى أسهمت فى توفير معلومات ضخمة تساعد فى تحسين الوضع الصحى.

ومؤخرًا، وضعنا منظومة خاصة للنازحين والمصريين العائدين من السودان لتسجيل بياناتهم ورصد الحالة الصحية لهم.

■ ما الهدف من تطبيق خطة التحول الرقمى وكيف تتحقق؟

- الهدف الأساسى هو خدمة المواطنين وتسهيل الخدمة الطبية لكل المرضى فى المستشفيات والحصول عليها بشكل سهل وسلس، وفى نفس الوقت مساعدة وزارة الصحة على بناء قاعدة بيانات قوية قائمة على المبادرات والخدمات الطبية المقدمة.

وعليه، أعلن الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، عن أن عام ٢٠٢٣ هو عام التحول الرقمى بالوزارة، ونحن نعمل على أكثر من محور لتحقيق هذا الهدف؛ وأول هذه المحاور هو استغلال قواعد البيانات للمبادرات الصحية المختلفة والتطبيقات الصحية الأخرى، وثانيًَا إنشاء مركز للقيادة والسيطرة خاص بوزارة الصحة والسكان لتوفير المعرفة الكاملة لصناع القرار فى كل الأوجه الصحية، وذلك استدلالًا بقواعد البيانات الصحية، وثالثًا استمرار مشروع ميكنة المنشآت الصحية للوزارة فى المحافظات، ورابعًا إطلاق موقع جديد لوزارة الصحة والسكان لخدمة العاملين بالوزارة وتقديم الخدمات الطبية للمواطنين، وذلك بالتزامن مع تحديث الموقع الرسمى الحالى، ومن المقرر إطلاق الموقع الجديد نهاية العام الجارى، والذى سيقدم خدمات شاملة.

 

■ ماذا عن مركز القيادة والسيطرة؟

- المركز سيضم كل المعلومات والإحصائيات الخاصة بموقف بنوك الدم، وموقف المستشفيات من حيث عدد الأسرّة المتاحة والحضّانات والرعاية المركزة، وكذلك الأجهزة الموجودة بالمستشفيات وأعداد القوى البشرية، وتلك المعلومات ستساعد متخذى القرار على الإحاطة الكاملة بالوضع الصحى لكل المنشآت الصحية بالوزارة فى جميع المحافظات.

وفى مجال الإحصائيات، سنستخدم تقنية الذكاء الاصطناعى لتحليل كل البيانات الخاصة بالمبادرات الصحية والتطبيقات الأخرى القادرة على إجراء تحليل كامل لبيانات وقواعد المواطنين، وإيجاد علاقة بين المؤشرات المختلفة.

فمثلًا معدل وفيات الأطفال أقل من ٥ سنوات يمكّن الذكاء الاصطناعى من أن يكشف مؤشرات وعلاقات أخرى بخلاف الأسباب الشائعة التى قد تتسبب فى وفيات للأطفال، التى يمكن العمل عليها من جانب صناع القرار، مع وضع خطط لتحسين الوضع الصحى، وذلك الأمر لا يمكن الوصول إليه دون معرفة جيدة وإحصائيات دقيقة، وهو ما ستساعدنا فيه بشكل كبير قواعد بيانات المبادرات الصحية. 

■ ما خطتكم لميكنة المنشآت الصحية فى المحافظات وربطها إلكترونيًا وعلاقة ذلك بإدراجها ضمن منظومة التأمين الصحى الشامل؟

- المحددات الرئيسية لميكنة أى مستشفى أو وحدة رعاية أساسية قائمة على تحقيق التكامل مع منظومة التأمين الصحى الشامل، بمعنى أن الملف الطبى المميكن الذى سيتم إنشاؤه، سواء كان فى وحدة الرعاية الأساسية أو فى المستشفى، سيكون موحدًا، ويمكن قراءته والاطلاع عليه عند إحالة المريض من وحدة الرعاية الأساسية إلى المستشفى فى حال تطلبت حالته الصحية خدمة أكثر تخصصية.

وفكرة التأمين الصحى الشامل قائمة فى الأساس على تلك الإحالة، حيث يتوجه المريض لوحدة الرعاية الصحية التابع لها لطلب الخدمة الطبية، وفى حال تطلبت حالته مستوى أعلى من الخدمة الطبية يتم تحويله لأقرب مستشفى لاستكمال الفحوصات الطبية، وتشخيص الحالة والحصول على العلاج اللازم، أو إجراء التدخل الطبى المناسب.

وبالتالى، فإن الملف الطبى المميكن يتيح لأعضاء الفريق الطبى أن تكون لديهم معرفة كاملة بحالة المريض الصحية لاتخاذ أفضل إجراء طبى.

■ متى سيتم الانتهاء من ميكنة كل الوحدات الأساسية والمستشفيات؟

- نحاول استباق الوقت لميكنة كل الوحدات الصحية فى المحافظات غير المدرجة فى منظومة التأمين الصحى الشامل، والبالغ عددها أكثر من ٤٠٠٠ وحدة صحية، بالإضافة إلى ٥٢٧ مستشفى، ونؤكد أن ميكنة المنشآت الصحية رحلة طويلة تبدأ من تأهيل البنية التحتية ووضع نظام المعلومات، ثم تسجيل بيانات المواطنين تباعًا، طبقًا لمعدلات تردد المواطنين على وحدات الرعاية الأساسية أو المستشفى، وبالرغم من التحديات التى تواجه التطبيق فإننا نسير وفقًا لخطة طموحة لميكنة كل المنشآت الصحية بوزارة الصحة والسكان.

وبالتزامن مع ميكنة تلك المنشآت، قمنا بتجربة تشغيل منظومة المعلومات الصحية فى مركز صحة دمياط ٢، بالإضافة إلى عدد من المستشفيات، منها: مستشفى ١٥ مايو، ومستشفى العاصمة الإدارية الجديدة، ومستشفى العلمين الجديدة، ومستشفى القاهرة الفاطمية، ومستشفى الهرم التخصصى، وتلك المستشفيات ستكون مثالًا لتطبيق منظومة الميكنة وأداة للوقوف على كل التحديات التى قد تواجه المنظومة، وذلك لتطبيق أفضل نظام معلوماتى يمكن استخدامه وتعميميه فى جميع المنشآت الصحية.

■ هل تسهم هذه الميكنة فى إعادة توزيع القوى البشرية بالمنشآت الصحية؟

- حصر القوى البشرية من الأطقم الطبية والإدارية بالمنشآت الصحية غير مرتبط بميكنة تلك المنشآت، لكنه إحدى المهام الرئيسية لمركز القيادة والسيطرة بوزارة الصحة.

وسيتم توفير تطبيق إلكترونى خاص فقط بالقوى البشرية، قادر على توضيح أعداد الأطقم الطبية وفقًا للتخصصات، وربطها بمنظومة معلومات جغرافية، وبالتعداد السكانى للمنطقة، وبالتالى سيتم الوقوف على نسب العجز والزيادة فى المنشآت الصحية، وكذلك أعداد القوى البشرية فى جميع التخصصات، وبناءً عليه سيتم تحريك القوى البشرية بما يتلاءم مع متطلبات كل منطقة جغرافية وتحقيق التوزيع الأنسب لها فى المحافظات.

■ ما الخدمات الإلكترونية التى تستهدف الوزارة تطبيقها تزامنًا مع الميكنة؟

- من أهم مميزات الميكنة إتاحة أكثر من طريقة تواصل للمواطنين مع المستشفى، ومنها الحجز المسبق للعيادات الطبية من خلال الكول سنتر أو من خلال الويب سايت، وذلك من ضمن الخطط الطموحة التى نسعى لتطبيقها بالتزامن مع خطة الميكنة، ولكن سنبدأ تطبيقها تدريجيًا.

■ ماذا عن ميكنة مكاتب الصحة؟

- جميع مكاتب الصحة بالمحافظات تمت ميكنتها بشكل كامل، وذلك بالتعاون مع القطاع الوقائى بالوزارة، وأصبحت مؤهلة بمنظومة إلكترونية متكاملة لخدمة المواليد والوفيات والتطعيمات، ما أسهم فى تسهيل الخدمات الطبية للمواطنين بدلًا من الدفاتر الورقية، وبالتوازى تم توفير مكاتب صحة متنقلة قادرة على تقديم الخدمة للمواطنين.

■.. ومنظومة صرف الألبان للأطفال حديثى الولادة؟

- هناك منظومة إلكترونية تحكم عملية صرف الألبان للأطفال حديثى الولادة، ويتم الصرف وفقًا للحالة الصحية للطفل، وذلك فى وحدات الرعاية الأساسية، حيث تتيح المنظومة تسجيل كمية الجرعات التى يتم صرفها واللجنة التى سمحت بالصرف بعد مناظرة الطفل.

■ وماذا عن ميكنة بنوك الدم؟

- لدينا عدد كبير من بنوك الدم تمت ميكنتها وربطها من خلال قاعدة بيانات واحدة، وحاليًا نعمل على الانتهاء من ميكنة باقى بنوك الدم، لتسهيل الوصول لمعرفة كاملة حول وضع بنوك الدم ومخزون الفصائل فى جميع المحافظات، والتى ستتم متابعتها من خلال مركز القيادة والسيطرة بشكل يسمح بعرض كل البيانات المتعلقة بفصائل الدم وأعدادها، وتوفير منظومة تسهل على المواطن الاتصال لطلب فصيلة معينة وتوجيهه لأقرب مركز يتوافر فيه كيس الدم المطلوب.

■ .. ومنظومة تنظيم الأسرة؟

- نوفر تطبيقًا يخدم قطاع تنظيم الأسرة بوحدات الرعاية الأساسية، ليتكامل مع التطبيقات الإلكترونية المختلفة للوزارة، ومنها: منظومة المواليد والوفيات، والبرامج الطموحة التى تم وضعها بالتنسيق مع وزارة التخطيط لدعم الأسرة المصرية.

■ هل سنشهد إطلاق تطبيقات هاتفية خاصة بوزارة الصحة قريبًا؟

- بالتأكيد سيكون ذلك خطوة لاحقة بعد إطلاق الموقع الإلكترونى الجديد لوزارة الصحة والسكان، لتحقيق التفاعل الكامل مع المواطنين، وتسهيل الحصول على الخدمات الطبية من خلال الهواتف المحمولة.

وخلال الفترة الحالية نتفاعل مع المواطنين من خلال الهواتف بإرسال رسائل نصية لهم للتذكير بموعد التطعيمات.

ما تفاصيل خطة الانتقال للعاصمة الإدارية الجديدة؟

- مبنى وزارة الصحة والسكان بالعاصمة الإدارية الجديدة مجهز بكل التجهيزات الإلكترونية التى تتيح العمل بسهولة ويسر، وبدورنا درّبنا العاملين بالوزارة على مجموعة من التطبيقات التشاركية التى تخدم كل الحى الحكومى بالعاصمة، بالتزامن مع إنشاء مركز القيادة والسيطرة الخاص بوزارة الصحة.

تاريخ الخبر: 2023-05-29 00:21:02
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 46%
الأهمية: 70%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية