أكد خبراء ودبلوماسيون أن مصر رائدة فى التعامل مع أزمة اللاجئين وتتعامل مع الملف بمبدأ إنسانى وبشكل احترافى، كما أن الشعب المصرى ينظر لهؤلاء باعتبارهم أشخاصاً يعانون جراء أزمات إنسانية طاحنة ويجب الوقوف بجانبهم، سواء كانوا عرباً أم أجانب.

«بيومى»: «القاهرة» تتحمل أعباءهم المادية

وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير جمال بيومى، إنه فخور كمصرى لأن بلده يتعامل مع اللاجئين بشكل إنسانى، ولا يتذرع بهم أمام العالم لطلب مساعدات بالدولار من الأمم المتحدة، على الرغم من قيام بعض دول المنطقة بالتصرف بهذا الشكل.

وأضاف، لـ«الوطن»، أن مصر تلعب دوراً عظيماً فى استضافة اللاجئين من مختلف الدول العربية والأفريقية فى ظل نزاعات داخلية مستمرة فى عدة دول حدودية أو غير حدودية، لافتاً إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش، عبَّر عن شكره لمصر فى ظل الدور المحورى الذى تلعبه فى أزمة اللاجئين وكذلك المفوضية الأوروبية، خاصة بعد سفر الوزير سامح شكرى إلى جنيف، نهاية الأسبوع الماضى، لتوضيح الموقف حول استمرار مصر فى تقديم المساعدات المختلفة للاجئين، لأن مصر لا تُسكن اللاجئين فى ملاجئ كما يحدث فى عدة دول، ولكنهم يعاملون كأشخاص عاديين، كما أنه لا يوجد أى تمييز عنصرى ضد اللاجئين فى مصر، وهذه النقطة تأتى بسبب استيعاب الشعب المصرى للأجانب والتعامل معهم كإخوة فى الإنسانية.

وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق أن مصر وقعت مع الاتحاد الأوروبى اتفاقيات لمحاربة الجريمة المنظمة عبر 4 أمور رئيسية، وهى محاربة الإرهاب وغسيل الأموال والهجرة غير المنظمة وتجارة المخدرات العابرة للحدود، مشيراً إلى أن مصر تتحمل عبء اللاجئين مادياً، ولكنها لم تشتك يوماً ولم تتاجر بالقضية رغم أن مصر بها تحديات اقتصادية يعرفها القاصى والدانى، مبيناً أنه يتوقع زيادة أعداد اللاجئين إلى مصر فى الفترة المقبلة فى ظل أزمات لن تنتهى فى المستقبل القريب فى منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط.

«العنانى»: عدم تأخرها عن تقديم المساعدة أفضل رد على المشككين فى قدراتها السياسية والاقتصادية على التعامل مع أى طارئ

وقال أحمد العنانى، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن مصر تتعامل مع أزمة اللاجئين بشكل احترافى، ونادراً ما يتم الشكوى من أحدهم، على المستويين الرسمى أو الشعبى، لأن الشعب المصرى ينظر للاجئين باعتبارهم أشخاصاً لديهم أزمات ويجب الوقوف بجانبهم، سواء كانوا عرباً أم أجانب، وهذا ما ظهر فى تعامل المصريين مع السوريين واليمنيين والسودانيين ومن مختلف الدول الأفريقية التى يخرج منها المواطنون بسبب الأزمات السياسية أو القبلية فيها فى ظل تحديات جيوساسية قائمة.

وأضاف «العنانى»، لـ«الوطن»، أن وجود اللاجئين فى مصر يضيف جانباً إيجابياً للقيادة المصرية، لأنه يُبرز مدى قدرة بلد بحجم مصر لديها تحديات اقتصادية مختلفة ولكنها لا تتأخر عن تقديم المساعدة، وهذا يُعد أفضل رد على أى شخص يشكك فى قدرات مصر السياسية والاقتصادية للتعامل مع أى طارئ، مبيناً أنه يتوقع أن يستعد نسبة ليست قليلة من المهاجرين للسفر إلى بعض الدول الأوروبية بشكل شرعى فى ظل وجود بعض من أقاربهم هناك، وكذلك سيتجه جزء كبير إلى الولايات المتحدة التى تفتح باب الهجرة باستمرار، بجانب جزء ضئيل سيتوجه إلى قارة أمريكا الجنوبية من أجل الإقامة فيها. وقال «العنانى» إن وزير الخارجية سامح شكرى أثناء لقائه بمارجريتس سكيناس، نائب رئيسة المفوضية الأوروبية والمفوض الأوروبى، أكد أن مصر يوجد فيها 9 ملايين لاجئ، وتتعامل مع هذه القضية فى ظل الاتفاقيات التى وقعتها مع المفوضية الدولية لشئون اللاجئين.

وقال الباحث السياسى فى كلية الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة عمر رأفت إن نسبة كبيرة من اللاجئين هم من القارة السمراء بسبب القرب الجغرافى، كما أن مصر تُعد أقرب دولة أفريقية إلى القارة الأوروبية وكذلك قريبة من دول مجلس التعاون الخليجى، وهذه هى الأماكن التى يحلم كثير من الأفارقة بالسفر إليها من أجل تحسين حياتهم، وبعض منهم يأتى إلى مصر من أجل تدبير جزء من المال لكى يسافر، سواء عن طريق أقاربه أو بعض المؤسسات الدولية، إلى دول أوروبا المختلفة التى تطلب أيدى عاملة.