أكد عدد من الخبراء، أن ملايين الأمريكيين قد يفقدون وظائفهم إذا لم يرفع الكونجرس سقف الديون في الأيام القليلة المقبلة، وفقًا لموقع "إنسايدر" الأمريكي.

وقال التقرير، إن المشرعون فشلوا في رفع سقف الديون قبل الموعد النهائي (المحدد في الخامس من يونيو) أو حتى التخلف عن السداد على المدى القصير قد يكلف الأمريكيين أكثر من مليون وظيفة، ويمثل تهديدًا خطيرًا للانتعاش الاقتصادي الذي حققته البلاد منذ الوباء.

وقال جوش بيفنز، كبير الاقتصاديين في معهد السياسة الاقتصادية، وهو مركز أبحاث تقدمي، لموقع "إنسايدر" إن "التخلف عن السداد الفعلي سيؤثر على كل قطاع على حدة" في اقتصاد الولايات المتحدة مضيفًا أن النقاش الدائر حول التخلف عن السداد المحتمل يمكن أن يؤدي إلى اضطراب اقتصادي.

من جانبه، قال مايك كونزال، مدير تحليل الاقتصاد الكلي في معهد روزفلت للأبحاث، في تصريحات صحفية، إن "الوصول إلى سقف الديون، حتى مجرد توقعه، يمثل تهديدًا خطيرًا" للانتعاش الاقتصادي للبلاد.

وأضاف كونزال: "ليست الأسواق المالية وحدها هي التي ستعاني، وأي نوع من التخلف عن السداد سيضع ضغوطًا كبيرة على بقية الاقتصاد الحقيقي، فمدفوعات الضمان الاجتماعي ستتأخر على الفور، وهذا من شأنه أن يسبب مشقة للكثيرين ويسبب على الفور ذعر المستهلكين، ووقف الإنفاق، وإبطاء الاقتصاد، مما يهدد بركود كبير".

ويحذر الخبراء من الانتظار حتى اللحظة الأخيرة فيما يخص ازمة سقف الدين الأمريكي، مما قد يؤدي إلى حدوث انكماش اقتصادي.

وقال بيفينز: "إذا تخلفنا عن السداد واستمر ذلك لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، أعتقد أنك يمكن أن تتحدث عن زيادات في معدل البطالة كما رأينا في الأزمة المالية لعام 2008".

واشار الموقع إلى أنه بالإضافة إلى التخفيضات المحتملة للوظائف، فإن التخلف عن السداد يهدد بعرقلة تمويل البرامج الفيدرالية التي يعتمد عليها ملايين الأمريكيين. 

فعلى سبيل المثال، وجد تحليل حديث من مركز السياسات بين الحزبين أنه في الأيام العشرة الأولى من شهر يونيو -في حال تخلف الولايات المتحدة عن السداد - يمكن أن تنفد الأموال الفيدرالية لدفع الفوائد من خلال البرامج بما في ذلك الضمان الاجتماعي، والرعاية الطبية، وفقًا لبيانات وزارة الخزانة.

وقال برنارد ياروس، الخبير الاقتصادي: "ليس هناك ركن من الاقتصاد الأمريكي يمكنه تجنب تداعيات سماح المشرعون  للخزانة باختراق سقف الديون وعدم القدرة على الوفاء بجميع التزاماتها المالية بالكامل وفي الوقت المحدد".

وأضاف: "جميع قطاعات الاقتصاد الأمريكي بما في ذلك الخدمات الصحية ، والتي عادة ما تكون مقاومة للركود، سوف تعاني ، وسيعانون بشكل خاص هنا لأنك ستتأخر المدفوعات".