تستعرض بوابة وطني قصة نيكو تاكاهاشي العائلية
لاعب اليابان وابن برشلونة من أصول أرجنتينية، حيث أن الظهير الأيسر لليابان له جذور أرجنتينية، ويلعب لبرشلونة، وهو مُعجب بميسي، ووالده يحكي قصته العائلية.

نيكو تاكاهاشي ليس غريباً عن لا بلاتا. يشعر الظهير الأيسر الياباني الذي يلعب لنادي برشلونة الإسباني وكأنه في منزله في ملعب دييجو أرماندو مارادونا، حيث حقق المنتخب الياباني للتو انتصاراً صعباً في مباراته الأولى ضد السنغال في كأس العالم تحت ٢٠ سنة الأرجنتين ٢٠٢٣.

وبينما يتوجه زملاؤه نحو المنطقة المختلطة وغرفة تبديل الملابس، انصهر تاكاهاشي في عناق تلو الآخر في المدرجات مع العديد من أقاربه الذين يرتدون قميصه.

يلعب نيكو تاكاهاشي مع منتخب اليابان بفضل أصوله من جهة الأم، ونشأ في مدرسة لا ماسيا ببرشلونة، ولكن في عروقه تجري دماء أرجنتينية أيضاً، لأن فيديريكو سينداغورتا الذي رأى النور في لا بلاتا عام ١٩٧٠ هو والده وبطل هذه القصة العائلية: “نحن من لا بلاتا. وُلدت هنا مع إخوتي الأربعة ووالدي كذلك. عشنا في لا بلاتا، وفي عام ١٩٧٦ بسبب الديكتاتورية العسكرية رحلنا إلى إسبانيا، وتحديداً إلى برشلونة. نشأت وترعرعت هناك، وذهبت إلى المدرسة، حيث التقيت بكاوري، والدة نيكو، ورزقنا بنيكو”.

وُلد نيكو في ١٧ أغسطس ٢٠٠٥ نتيجة للعلاقة بين فيديريكو واليابانية كاوري تاكاهاشي. وبعد أربع سنوات، انضم نيكو إلى نادي أوليمبيك لا فلوريستا، وهو نادٍ لكرة الصالات في مدينته سان كوجات: “هناك أدركنا موهبته. كان الآباء الآخرون يقولون لنا إنه يلعب بشكل جيد للغاية. والمدربون كذلك. كان يلعب دائمًا مع فتيان أكبر منه بعامين وقد تم استدعاؤه من قبل الاتحاد الكتالوني للعب مع كتالونيا. وآنذاك قررنا مع والدته ومعه أن ينتقل للعب كرة القدم على العشب”.

كان سان كوجات خطوته التالية للعب في ملعب كبير وعلى العشب. وبفضل أدائه الجيد انتقل إلى كورنيا، حيث تلقى بعد موسم رائع ثلاثة عروض: برشلونة وإسبانيول وجيرونا ظهروا في أفقه. وبما أنه نشأ وهو معجب بفريق برشلونة المذهل بقيادة ميسي، فإن نيكو لم يفكر كثيراً. تذكر فيديريكو بخصوص أولى القرارات المهمة التي اتخذها ابنه قائلاً: “قرر نيكو الانتقال إلى برشلونة. يلعب هناك منذ أربع سنوات. لقد تعلم الكثير. نحن سعداء بتواجده في النادي، وممتنون للغاية”.

أما قرار نيكو المهم الآخر فكان يتعلق بالمنتخب الذي سيدافع عن ألوانه. في نهائيات كأس العالم تحت ٢٠ سنة، يرتدي قميص اليابان: “كان المنتخب الياباني قد اتصل به بالفعل. قبل بضع سنوات كان يلعب مع منتخب إسبانيا تحت ١٦ سنة، لكن منتخب اليابان راهن عليه بقوة أكثر من غيره. وقبل شهرين خاض كأس آسيا، حيث لعب العديد من الدقائق، وحظي بثقة المدرب. لقد قدم أداءً جيدًا للغاية، وبفضل ذلك ومصادفات الحياة، نحن الآن في المدينة التي وُلدت فيها، بصدد خوض كأس العالم. إنه أمر لا يُصدّق”.

لعب تاكاهاشي أساسياً وأكمل التسعين دقيقة ضد السنغال. بقميصه رقم ١٦، وهو نفس القميص الذي يرتديه أقاربه الأرجنتينيون في المدرجات، خطف نيكو الأضواء على الجانب الأيسر. بفضل مهارته وحيويته، أظهر قيمته الهجومية من خلال التقدم إلى الأمام باستمرار. على الرغم من انفصال فيديريكو وكاوري، إلا أنهما يعيشان في برشلونة بينما يقيم نيكو في لا ماسيا. وفي أسلوب لعبه تتضح جلياً بصمة إحدى أهم الأكاديميات في عالم كرة القدم.

وعلاوة على نشأته في برشلونة وأصوله اليابانية، فإن نيكو لديه أيضًا طباع أرجنتينية: “يحب الشواء، ويستمتع بمشاهدة المنتخب الأرجنتيني كما يفعل مع المنتخب الياباني. إنه نصف أرجنتيني لأنه والده أرجنتيني، ووالداي، أي جدّاه، أرجنتينيان أيضاً. لدينا عادات أرجنتينية، ولديه العديد من الأقارب يرافقونه هنا، حيث يحظى بحب جزء من العائلة لا يعرف عنه الكثير ويريد أن يتعرف أكثر عليهم”.

وبخصوص الهوية الكروية لابنه، مشجع خيمناسيا دي لا بلاتا الأرجنتيني، يقول الوالد: “نصف هويته برشلونية، لأنها المدرسة التي نشأ وترعرع فيها، ٤٠٪ يابانية و١٠٪ أرجنتينية”.

وهكذا، كان فيديريكو يهتز ويحتفل ويعاني بينما تلعب اليابان والسنغال مباراة رائعة في ملعب لا بلاتا. نيكو، كما هو الحال دائمًا طوال مسيرته التي لا تزال في بداياتها، يلعب مع زملاء أكبر منه بعامين لأنه سيحتفل بعيد ميلاده الثامن عشر في ١٧ أغسطس.

ولا شك أن فوز اليابان بنتيجة ١-٠ لا يعكس الكثافة والشراسة والفرص الخطيرة التي صنعت طوال تسعين دقيقة من الإثارة.

فازت اليابان، واحتفل اللاعبون الشباب بحلاوة الانتصار، بينما كان نيكو يعانق كل فرد من أفراد عائلته الأرجنتينية، وهو شعور لم يتخيله فيديريكو أبداً: “إنه لمن دواعي فخرنا أن أكون هنا. العودة إلى الأرجنتين، والتواجد مع عائلتي، والاستمتاع مع ابني وهو يلعب مع اليابان. إنه حلم جميل لم أكن لأحلم به أبداً”.

هذا وودع منتخب اليابان بطولة كأس العالم تحت 20 سنة الارجنتين 2023 ، بعد الخسارة في الجولة الثالثة والختامية من دور المجموعات ، في اللقاء الذي شهدت فيه اليابان طرد البديل ران بنيامين قبل النهاية بـ ٢٢ دقيقة .