اشتباكات السودان: من المسؤول عن وفاة أطفال رُضّع في دار للأيتام بالخرطوم؟

صدر الصورة، Reuters

مع استمرار الصراع الدائر في السودان، تتصاعد المخاوف بشأن مصير الملايين من الأطفال الذين باتوا في حاجة ملحة للمساعدات الإنسانية.

وخلال الأيام الأخيرة، اشتعلت مواقع التواصل بأخبار عن ظروف مأساوية في دار للأيتام تُعرف بـ"المايقوما" في العاصمة الخرطوم، وسط مخاوف من وقوع وفيات كثيرة فيها.

وبحسب منظمات معنية بالأطفال، فقد لقي نحو 14 طفلا من حديثي الولادة حتفهم في دار الأيتام هذا الأسبوع.

وقال ناظم سراج، مدير منظمة "حاضرين"، لبي بي سي إن الأطفال توفوا بسبب انقطاع الكهرباء عن دار الرعاية، مشيرا إلى أن كل المحاولات لإنقاذ هؤلاء الأطفال باءت بالفشل.

وأوضح سراج أن المنطقة التي تقع فيها دار الرعاية محاصرة، ولا يمكن الوصول إليها بسبب القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • اشتباكات السودان: حاكم إقليم دارفور يحث المواطنين على التسلح للدفاع عن الأرواح والممتلكات
  • اشتباكات السودان: مقتل 18 شخصا وإصابة 100 بعد تجدد القتال في العاصمة
  • اشتباكات السودان: أزمة في دارفور بعد تدمير "كل ما يمكن للمدنيين استخدامه"
  • اشتباكات السودان: الجيش النظامي يستدعي الاحتياط والجنود المتقاعدين

قصص مقترحة نهاية

وقال إن هناك محاولات لإجلاء بقية الأطفال الذين يصل عددهم إلى أكثر من 200 طفل.

وكانت وكالة رويترز للأنباء قد نقلت عن طبيبة تعمل في الدار قولها إن إجمالي عدد الوفيات في الدار منذ بدء القتال في منتصف أبريل/نيسان قد وصل إلى قرابة 50 طفلا، على الأقل.

وبحسب الوكالة، فإن مصادر أخرى أكدت لها وفاة عشرات الأطفال، مع التأكيد على أن الأسباب الأساسية تعود إلى سوء التغذية والجفاف، بالإضافة إلى الإصابة بأمراض أخرى.

وأسفرت المعارك الضارية التي شهدها السودان عن مقتل المئات وإصابة الآلاف.

ويخشى أن تكون الحصيلة الحقيقة لأعداد القتلى أعلى بكثير، إذ باتت العديد من الهيئات الحكومية والصحية، التي يُفترض أنها ترصد أعداد الضحايا، غير قادرة على أداء مهامها بسبب الظروف الأمنية.

  • الهجمات على مستشفيات السودان جرائم حرب محتملة- تحقيق لبي بي سي
  • لماذا يصعب على الوسطاء إنهاء القتال في السودان؟

صدر الصورة، Reuters

"ظروف كارثية"

تخطى البودكاست وواصل القراءة
البودكاست

بودكاست أسبوعي يقدم قصصا إنسانية عن العالم العربي وشبابه.

الحلقات

البودكاست نهاية

أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، في بيان صادر عنها، أن الحاجة إلى المساعدات الإنسانية باتت أكثر أهمية من أي وقت مضى، مشيرة إلى أن الوضع قبل النزاع كان بالفعل مأساويا بالنسبة للأطفال، والآن هم في مستويات كارثية.

وقالت المنظمة الأممية إن قرابة 14 مليون طفل في السودان بحاجة ماسة للدعم الإنساني.

وأكدت اليونيسف منتصف الشهر الحالي وفاة أكثر من مائة وتسعين طفلا بسبب القتال.

وقالت ممثلة المنظمة في السودان، مانديب أوبراين، إنها تشعر بالحزن لوفاة الأطفال، وطالبت باستعادة العمل في المؤسسات الصحية بشكل عاجل.

وفي الأسبوع الماضي، مات ستة أطفال في مستشفى في مدينة الضعين في إقليم دارفور بسبب تعطل الرعاية الصحية.

وتطالب المنظمات الإنسانية منذ اندلاع الصراع في 15 أبريل/نيسان الماضي، بتوفير ظروف أمنية تتيح لها تزويد مخازنهم التي نُهبت أو دُمرت بسبب القتال.

ولكن تلك المنظمات لم تتمكن حتى الآن إلا من إيصال كمية صغيرة جدا من الأدوية والأغذية، فالعاملون فيها لا يستطيعون التحرك بسبب المعارك، في حين أن شحنات المساعدات التي وصلت جوا لا تزال عالقة لدى الجمارك.

  • مناشدة أممية لتوفير 3 مليارات دولار للسودان لتمويل المساعدات الإنسانية
  • ما بين الرصاص ونقص الدواء، مبادرات تطوعية "لنجدة المتضررين"في السودان

دعوة لتوفير مساعدات عاجلة

حذرت المديرة الإقليمية لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أديل خضر، من أن الأثر المدمر للقتال على الأطفال يزداد يوميا.

وقالت إنه دون استجابة فورية وواسعة النطاق سيكون لعواقب النزوح ونقص الخدمات آثار مدمرة وطويل الأجل على الأطفال.

صدر الصورة، EPA

التعليق على الصورة،

الملايين من الأطفال في السودان في حاجة ملحة للمساعدة بسبب القتال

وبحسب تقديرات أممية، فقد أجبر أكثر من مليون شخص على الفرار من ديارهم بحثا عن الأمان في مناطق أخرى سواء داخل السودان أو عبر الحدود إلى البلدان المجاورة. ويُعتقد أن نصف عدد النازحين من الأطفال.

وتناشد اليونيسف المانحين توفير أكثر من 830 مليون دولار لتقديم مساعدات عاجلة لأكثر من 13مليون طفل.

وكانت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة انتقدت غياب الاهتمام بالأزمة المتفاقمة في السودان، بالمقارنة مع ما حدث في الحرب الدائرة في أوكرانيا.

وقال المفوض السامي المعني بشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، إن الصراع في السودان قد يتجاوز حدود البلاد، ليؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة بالكامل.

ولم يخفف الإعلان عن بدء سريان هدنة جديدة من هذه المخاوف، إذ كثيرا ما انتهكت اتفاقيات وقف إطلاق النار التي جرى التوصل إليها أكثر من مرة خلال الأسابيع الماضية.

وأكد برنامج الأغذية العالمي على ضرورة تفعيل وقف إطلاق النار بصورة أفضل، كي يتسنى توصيل المساعدات الضرورية للعالقين في مناطق القتال.

ويقول البرنامج إنه تمكن من إحراز تقدم خلال الأيام الأخيرة في سعيه للوصول إلى مدنيين في الخرطوم وأم درمان لأول مرة منذ بدء الصراع، لكن شدد على ضرورة بذل المزيد من الجهود لإنجاح عمليات الإغاثة.

برأيكم

  • من يتحمل مسؤولية سقوط ضحايا من الأطفال خلال الصراع الدائر في السودان؟
  • وهل يمكن التوصل إلى آلية لحماية المستشفيات ودور الرعاية الأخرى من ويلات المعارك؟
  • وإلى أي مدى يمكن أن تساعد الهدنة الجديدة في تخفيف معاناة المدنيين؟
  • وما الدور الذى ينتظر من جانب المانحين الدوليين في غياب أي أمل في حل قريب للأزمة؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 31 أيار/ مايو من برنامج نقطة حوار

خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:Linkhttps://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر تويتر على الوسمnuqtqt_hewar@

كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب