وقال وانغ دان مؤسس هذا المتحف التذكاري الصغير في نيويورك وكان أحد أهم شخصيات الحركة الطلابية في ساحة تيان أنمين، للصحافيين إن "حوادث 1989 كان لها تأثير على الصين وعلى العالم بأسره أيضا".
وأضاف "مع إدراكنا للتهديد الذي يشكله نظام (الرئيس الصيني) شي جينبينغ على الحضارة، نرى أن علينا واجب إحياء ذكرى (الرابع من حزيران/يونيو) 1989".
وفي مكتب صغير في مبنى عادي في مانهاتن، تعرض صور وتسجيلات فيديو وقصاصات من صحف وإعلانات ورسائل تتعلق كلها بهذه الانتفاضة الديموقراطية التاريخية التي قمعتها بكين بقسوة مما أسفر عن مقتل ألف متظاهر سلمي على الأقل.
وتقول منظمات حقوق الإنسان إن عدد الضحايا بالآلاف.
وقال وانغ دان الذي أمضى سنوات في السجن في الصين قبل أن تستقبله الولايات المتحدة في 1998 ويلتحق بجامعة هارفرد "من واجبنا تكريم ذكرى الذين ضحوا بحياتهم وتذكر الأحلام الديموقراطية للشعب الصيني في ذلك الوقت".
وصرح وانغ لوكالة فرانس برس "حتى في الولايات المتحدة نشعر بضغوط وتهديدات النظام الصيني".
ويرى هذا المنشق أن "حوادث 1989 مرتبطة بالماضي وبالحاضر والمستقبل أيضا"، داعيا إلى "تذكّر الوجه الحقيقي للحزب الشيوعي الصيني" في عام 1989 واليوم.
وتحدث عدد من المعارضين الصينيين والسياسيين الأميركيين في حفل افتتاح المتحف، المعرض الدائم الوحيد في العالم عن تيان انمين بعد إغلاق متحف في 2021 في هونغ كونغ حيث اختفت الفعاليات الفنية التي صاحبت كل عام إحياء ذكرى تيان انمين مع إحكام بكين قبضتها على المنطقة.
فلأكثر من ثلاثين عامًا كان عشرات الآلاف يتجمعون في الرابع من حزيران/يونيو من كل عام في حديقة فكتوريا في هونغ كونغ التي أعادتها لندن إلى بكين في 1997، للمشاركة في وقفة احتجاجية على ضوء الشموع.
لكن منذ أن فرضت الصين قانون الأمن القومي في 2020، أنهت السلطات المحلية هذه التجمعات وجرمت معظم المعارضة وخنقت الحركة الديموقراطية.
"هناك تاريخ"
في نيويورك، انضمت مجموعة من الطلاب الصينيين المقيمين في الولايات المتحدة إلى مسيرة مساء الجمعة عبرت مانهاتن بين متحف تيان أنمين الجديد والقنصلية العامة الصينية.
وذكر مراسل لوكالة فرانس برس أن بعض المشاركين وضعوا أقنعة ونظارات شمسية لتجنب التعرف عليهم وتعريض عائلاتهم في الصين للخطر.
وقال يوجي شي لفرانس برس إنه من "المهم جدًا" أن نتمكن من التظاهر. واضاف "كما تعلمون قتلت الحكومة الصينية عددًا كبيرًا من الناس في 1989 وهم لا يريدون أن يتذكر الناس ذلك. لهذا السبب يجب علينا أن نقف هنا كل عام ونخبر كل الناس في العالم أن هناك تاريخا".
من جهتها، قالت متظاهرة اكتفت بذكر اسمها الأول شون لأسباب أمنية لفرانس برس إن "حوالى أربعين عاما تفصل بين تظاهرات الأوراق البيض (أواخر 2022) وتلك التي حدثت في ساحة تيان انمين ومع ذلك ما زالت تقودنا الحكومة نفسها التي لم تتغير طبيعتها إطلاقاً".
وفي نهاية تشرين الثاني/نوفمبر 2022، شهدت الصين حركة نادرة مناهضة لنظام الرئيس شي جينبينغ وسياسته القاسية "صفر كوفيد".
ولوح عدد كبير من المتظاهرين بأوراق بيضاء ترمز إلى الرقابة.
وخلال هذه التعبئة غير المسبوقة منذ التظاهرات المؤيدة للديموقراطية في 1989 طالب المتظاهرون بإنهاء القيود الصحية القاسية لمكافحة وباء كوفيد-19 وطالبوا بمزيد من الحريات، بعد شهر على إعادة تعيين شي جينبينغ على رأس البلاد.
© 2023 AFP
