هالة البدرى: لم تجذبنى كتابات محفوظ فى الصغر لكن فى العشرينات أعدت اكتشاف عوالمه الثرية

- بدأت طريق المعرفة بقصص الأطفال والمجلات ثم أعمال أجاثا كريستى ومغامرات أرسين لوبين

- تأثرت بمسرح العبث خاصة كتابات صمويل بيكيت وأعمال توفيق الحكيم وعلى رأسها «أهل الكهف»

تأسس مشروع الروائية هالة البدرى الأدبى، الحاصلة مؤخرًا على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب، على دأب معرفى تشكّل منذ سنوات الطفولة الأولى، ليرسم ملامح شغف ظل يتنامى بعوالم القراءة المتشعبة وآفاق الكتابة الشاسعة. 

فى هذا الحوار، نستكشف علاقة الكاتبة بالكتب المتنوعة منذ الطفولة وصولًا إلى اليوم، ونتعرف على كُتّابها المفضلين وكتبها الأثيرة التى وضعت حجرًا فى بنيانها المعرفى منذ وقت باكر، وكذلك أحدث الإصدارات التى نالت إعجابها، وتلك التى تعيد قراءتها من آن لآخر. 

فى سنوات الطفولة الأولى، ترعرعت «البدرى» فى كنف أسرة تولى اهتمامًا كبيرًا بالمعرفة وحرصًا شديدًا على غرس حب القراءة فى نفوس أبنائها. ومن ثم، كانت البداية بقراءة كتب الأطفال والمجلات التى كانت نافذة لها نحو عالم كبير، ومنها كانت الانطلاقة نحو قراءة أعمال كاتبة الغموض الشهيرة «أجاثا كريستى»، وكتابات «موريس لوبلان»، صاحب «مغامرات أرسين لوبين».

لم تكد البدرى تتم الثانية عشرة من عمرها حتى تعرّفت على أعمال الفيلسوف الفرنسى جان بول سارتر، فقرأت مسرحيتيه «سجناء الطونا» و«الذباب»، لتسفر تلك القراءات المتنوعة عن محاولات مبكرة لكتابة الشعر ثم القصة القصيرة. 

كان تأثر الكاتبة بمسرح العبث، لا سيما كتابات صمويل بيكيت، هائلًا، إذ دفعها لتأمل القضايا الكبرى من حولها، ولفت نظرها فى وقت مبكر لأهمية القراءة المتأنية فى مجالى الفلسفة والتاريخ، كما عزز من تعلقها بالكتابات المسرحية الذى وصل إلى حد الشغف بأعمال توفيق الحكيم المسرحية خصوصًا مسرحيته «أهل الكهف» ليصير الحكيم فيما بعد كاتبها المفضل.

وعلى الرغم من تعلقها المبكر بالمسرح، فإن الكتابات التى شكلت حافزًا لها نحو الكتابة الإبداعية كانت «السير والتراجم». تقول: «أحببت ما تحمله التراجم من حياة ممتلئة، وتعلقت بما فيها من حب ومغامرة ودأب ومآسٍ، كما لفتت قراءة السير الذاتية انتباهى لحاجتى إلى التعبير عن ذاتى، ولأن أقدم ما يخلدنى فى الحياة بعد أن أغادرها». 

لسنوات ظلت البدرى تراكم حصيلتها المعرفية والقرائية وفق خطة منظمة، ففى العشرينيات من عمرها، وبعد زواجها وانتقالها إلى بغداد للعمل مراسلة صحفية لجريدة «روزاليوسف»، كانت تمتلك فسحة كبيرة من الوقت، فأعدت خطة منظمة لقراءة عمل واحد على الأقل لكاتب عربى أو عالمى، بالتوازى مع قراءة الأعمال الكاملة لواحد من هؤلاء الكُتّاب، وهو ما شكل أساسًا ثقافيًا متينًا أفادت منه.

قد ينال عمل ما رواجًا واحتفاءً غير عاديين فى الأوساط الثقافية ومع ذلك لا يلقى هوى لدى آخرين، انطبق هذا بالنسبة للبدرى على أعمال الكاتب التشيكى ميلان كونديرا التى «لم تمسها»، حسب قولها، على الرغم من الاهتمام العالمى بكتاباته، فتوقفت عن قراءة أعماله أو البحث عن الجديد منها. 

فى بعض الأحيان قد لا يستمر النفور طويلًا وقد تتبدل الذائقة بتطور المعرفة والوعى، حدث هذا مع هالة البدرى فى تعرّفها على عالم نجيب محفوظ، فحينما كانت صبية لم تستطع التعاطى مع كتابات نجيب محفوظ، ولكنها فى العشرينات من عمرها أعادت اكتشاف عوالمه الثرية وأدركت أهمية أعماله. 

توضح البدرى قائلة: أندهش جدًا من بعض الأقلام العربية أو حتى المصرية التى تكتب أن نجيب محفوظ كلاسيكى، وأن الكتابة تجاوزته، هذا غير صحيح؛ فأعمال نجيب محفوظ الأخيرة مثل «أحلام فترة النقاهة» و«أصداء السيرة الذاتية» كتابة ما بعد حداثية بامتياز، ولم يصل أحد إلى مستواها.

بعض الكتب تظل عالقة بالأذهان بعد أن نُنهيها ثم تتمثل أمامنا فى لحظة ما فنرغب فى إعادة قراءتها مرة أخرى. تشير الكاتبة إلى أنها دائمًا ما تمارس إعادة القراءة التى تجعلها فى كل مرة تستكشف آفاقًا أخرى فى النص لم تنتبه إليها فى القراءة الأولى. 

تقول صاحبة «وادى الكون»: كنت أقرأ مؤخرًا المجموعة القصصية «بيت من لحم» ليوسف إدريس، بعد مرور نحو عشرين عامًا على القراءة الأولى، فاندهشت لما وجدته من أبعاد لم أنتبه إليها أول مرة. كذلك أعود كثيرًا لأعمال مارسيل بروست ولرواية «الفراشة» لهنرى شارير وكذلك رواية «الدون الهادئ» للكاتب الروسى ميخائيل شولوخوف. 

فضلًا عن ذلك، فثمة عدد من الأعمال الجاهزة دائمًا للاستدعاء لتماسها مع قضايا وموضوعات تهم البدرى فى كتاباتها، على رأس ذلك تأتى كتابات «بيتر جران» فيما يخص ما بعد المركزية الأوروبية، والكتابات فى موضوع الهندسة الوراثية وأحدث تطوراتها، والكتب عن الحضارة المصرية القديمة.

على طاولة البدرى الكثير من الكتب المتنوعة التى قرأتها الفترة الأخيرة، تذكر منها الكتاب النقدى «شعرية الرواية الفانتاستيكية» لشعيب حليفى، ورواية «القط الذى علمنى الطيران» للكاتب الأردنى هاشم غرايبة، والأعمال الشعرية للشاعر الأردنى موسى حوامدة، وكتاب «مذكرات هدى شعراوى» تحقيق طارق النعمان؛ الصادر حديثًا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، و«كتاب الحائط الحديدى» لـ«آفى شلايم» ترجمة ناصر عفيفى. توضح البدرى أنها تحرص على متابعة الجديد من الأعمال الإبداعية لا سيما للشباب، وتذكر منهم الكاتب طارق إمام والروائية شيرين فتحى. أما الروايات التى لفتت انتباهها فى الآونة الأخيرة فتذكر منها «همس العقرب» لمحمد توفيق، و«رقص الإبل» لفتحى إمبابى، و«صباح ١٩ أغسطس» لضحى عاصى، و«باب الدنيا» لمحمد إبراهيم طه. 

تاريخ الخبر: 2023-06-07 00:21:51
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 62%

آخر الأخبار حول العالم

"موصيبة".. أسترازينيكا تعترف بآثار جانبية للقاحها ضد "كورونا"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-30 18:25:52
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 67%

"كامب نو" يبقي سيرجي روبيرتو في برشلونة لعام إضافي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-30 18:25:50
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 56%

إسبانيا تُنظم جائزة أفضل لاعب إفريقي في "لاليغا إي أيه سبورتس"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-30 18:26:00
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 61%

"موصيبة".. أسترازينيكا تعترف بآثار جانبية للقاحها ضد "كورونا"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-30 18:25:58
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 56%

"كامب نو" يبقي سيرجي روبيرتو في برشلونة لعام إضافي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-30 18:25:42
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 55%

إسبانيا تُنظم جائزة أفضل لاعب إفريقي في "لاليغا إي أيه سبورتس"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-30 18:26:05
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 55%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية