أظهرت دراسة ضخمة لبيانات تتبع نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) على الحيوانات البرية أثناء إغلاق كوفيد أنها تجولت أبعد، وتصرفت بشكل أكثر استرخاء دون أن يزعجها البشر، بينما كان الناس يتحصنون في المنزل لوقف انتشار الفيروس التاجي في أوائل عام 2020، وتؤكد الدراسة التي أجريت عن الدببة والغزلان والفيلة والزرافات، وحوالي 40 من الثدييات الأرضية الأخرى في جميع أنحاء العالم أن العديد من الحيوانات تجولت أكثر، ويبدو أنها تتصرف براحة أكبر دون وجود البشر.



سلوك الحيوان


تقول مارلي تاكر، عالمة البيئة في جامعة رادبود في هولندا التي قادت الدراسة التي نشرت في مجلة (science) الخميس: من الواضح أن لدينا تأثيرًا على سلوك الحيوان، وأضافت: إن الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أنه حتى «التغييرات الصغيرة في سلوكنا يمكن أن تكون مفيدة للغاية» للحياة البرية، وسمحت التجربة غير المسبوقة لعلماء البيئة بإظهار مدى إدراك المخلوقات الأخرى لوجود البشر، ومدى السرعة التي يمكنهم بها تغيير سلوكهم عندما لا نضايقهم، ويقترح العمل الذي شارك فيه 175 باحثًا في الحياة البرية طرقًا جديدة لحماية الحياة البرية الآن بعد انتهاء الوباء، دون الاضطرار إلى حث الجميع على البقاء في المنزل مرة أخرى، وقال كولين كاسادي سانت كلير أستاذ العلوم البيولوجية في جامعة ألبرتا، الذي لم يشارك في كتابة الورقة: الشيء الأكثر إثارة للدهشة هو أن الاستجابات كانت تحدث خلال فترة زمنية قصيرة جدًا، وهذا يشير إلى أن العديد من الأنواع تتفاعل بشكل كبير مع النشاط البشري.



فهم الأزمة


في السنوات التي سبقت عام 2020، وضع عشرات العلماء حول العالم أطواق تتبع على الفيلة والزرافات والدببة والغزلان والأسود والحيوانات الأخرى لمشاريعهم البحثية المنفصلة، في ذلك الوقت لم يشك أي منهم في أن بياناتهم ستساعدنا على فهم آثار الأزمة الصحية العالمية، ولكن بمجرد أن بدأ كوفيد يجتاح العالم، بدأ تاكر في إجراء مكالمات وإرسال رسائل بريد إلكتروني إلى الباحثين الذين يتتبعون الحياة البرية، بعد أن أمضت معظم حياتها المهنية في دراسة حركات الحياة البرية حول البشر، عرفت هي وزملاؤها أن الوباء كان «فرصة فريدة تماما». في المجموع، أظهرت إحداثيات (GPS)، التي جمعها الفريق من 2300 من الثدييات الأرضية، مجموعة متنوعة من الاستجابات، ولكن ظهرت بعض الاتجاهات الأخرى، حيث أصبح العديد من الحيوانات أكثر ميلا إلى المغامرة خلال بداية الوباء، وقطعت مسافات أطول بنسبة تصل إلى 73 % مقارنة بالعام السابق في المناطق التي لديها أوامر كوفيد الأكثر صرامة.