اشتباكات السودان: استمرار البحث عن المفقودين في ظل صعوبة التعرف على الجثامين

  • دانة جبريل
  • بي بي سي نيوز عربي

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة،

يتزايد عدد المفقودين في السودان منذ بدء الاقتتال

قالت المتحدثة الإقليمية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إيمان طرابلسي إن فِرق الحماية التابعة للجنة في السودان تستقبل اتصالاتٍ دائمة للإبلاغ عن حالات فقدان واختفاء لإفراد في العائلات السودانية، وذلك منذ بدء المعارك في الخامس عشر من إبريل نيسان.

وقالت طرابلسي في حديث للبي بي سي إن البلاغات " لم تتوقف وهي مستمرة مع مرور كل يوم".

وأضحت أن عمليات البحث عن المفقودين المبلغ عنهم مستمرة، لكنها تواجه الكثير من العقبات في السودان، ومن أبرزها استمرار الاقتتال الذي يعيق عمليات التقصي، بالإضافة إلى شح الإمكانيات والموارد الطبية التي تعيق عمليات التعرف على الجثامين أو انتشالها.

وخلفت الاشتباكات في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مئات القتلى والجرحى والمفقودين، إذ أودى النزاع بأكثر من 1800 شخص، حسب مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد). إلا أن الأعداد الفعلية للضحايا قد تكون أعلى بكثير، بحسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية.

لا يوجد أعداد لغاية الآن

وأشارت طرابلسي إلى عدم وجود أرقام دقيقة للمفقودين في السودان منذ بدء الاقتتال، ذلك أن الجهات الرسمية هي المخولة في تقديم المعلومات والمعطيات الدقيقة حول أعداد المفقودين، إلا أن ذلك ليست متاحا حاليا بسبب تواصل القتال.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • اشتباكات السودان: حاكم إقليم دارفور يحث المواطنين على التسلح للدفاع عن الأرواح والممتلكات
  • اشتباكات السودان: مقتل 18 شخصا وإصابة 100 بعد تجدد القتال في العاصمة
  • اشتباكات السودان: التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة
  • اشتباكات السودان: مالك عقار يدعو إلى انسحاب القوات من المناطق السكنية في الخرطوم

قصص مقترحة نهاية

وشرحت طرابلسي أن الأسباب التي قد تؤدي الى اختفاء الأشخاص في النزاعات متعددة، منها ما قد يكون بسبب الوفاة دون معرفة العائلات أو ذوي الشخص، بالإضافة إلى احتمالية افتراق شمل العائلات خلال عمليات النزوح وعدم معرفة العائلة عن مصير مكان الشخص المفقود، وقد ترتبط بعض ظروف الاختفاء بحالات الاحتجاز لدى إحدى الجهات المنخرطة في القتال.

ومنذ بدء الاقتتال في السودان قبل شهرين، باتت شبكات التواصل الاجتماعي أداة للبحث والإخبار عن فقدان الأفراد، حيث أطلقت مئات الاسر نداءات للسؤال وطلب المساعدة، على أمل إيجاد أي معلومات عن ذويهم المفقودين.

فيما أوضحت طرابلسي أن فرق الحماية التابعة للجنة الدولية موجودة داخل السودان للإبلاغ داخل البلاد، لكنها أيضًا موجودة على مستوى حدود الدول المستقبلة لموجات النازحين واللاجئين لمساعدة المنظمات والجمعيات هناك لفتح الملفات والتحقق منها وتحديد مصير الأشخاص المفقودين.

ووفق المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، تسبّب النزاع بنزوح حوالى مليوني شخص، بينهم أكثر من 476 ألفا عبروا الى دول مجاورة.

تعقيدات إضافية في السودان

تخطى البودكاست وواصل القراءة
البودكاست

بودكاست أسبوعي يقدم قصصا إنسانية عن العالم العربي وشبابه.

الحلقات

البودكاست نهاية

قالت المتحدثة الإقليمية للجنة الدولية للصليب الأحمر، إن هناك إشكاليات ومعيقات تواجه عمل اللجنة في السودان، من بينها عدم قدرة السلطات المحلية و الجهات الصحية الرسمية على تسريع عمليات التعرف على هويات الجثامين، بسبب نقص الموارد البشرية والتقنية.

اشتباكات السودان: مستشفيات دارفور تدق ناقوس الخطر

كيف تحولت أحياء سكنية في الخرطوم إلى "مقابر"؟

ما بين الرصاص ونقص الدواء، مبادرات تطوعية "لنجدة المتضررين"في السودان.

وأضافت أنه لا يزال هناك الكثير من الجثامين مجهولة الهوية، ما يصعّب عمليات التوثيق والتأكد من هويات المفقودين، بالإضافة إلى عدم القدرة على نقل الجثامين او انتشالها. مؤكدة أن اللجنة تساعد الهلال الأحمر السوداني في عمليات نقل الجثامين وتقديم الخبرات ضمن مجال الطب الشرعي للتعرّف على هويات المتوفيين.

ومع تعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى الاختفاء بحسب المتحدثة الإقليمية للجنة الدولية للصليب الأحمر، لكنها أكدت أن عادة ما تكون ملفات المفقودين من ضمن القضايا الشائكة والمعقدة التي ترافق كل نزاع حول العالم، وعادة ما تظل قائمة حتى بعد انتهاء حالات النزاع والعنف، وقد تستمر عمليات التقصي والبحث لسنوات أو عقود.

ونجحت اللجنة في تحديد مصير بعض الأشخاص أو لمّ شمل العديد من العائلات، لكن طرابلسي تؤكد كذلك إنه لغاية الآن هناك العديد من العائلات التي فقدت أفرادها دون الإبلاغ عنهم. مطالبة بضرورة وقف النزاع حتى تتمكن المنظمات والجهات الدولية والسلطات المحلية من تحديد حجم أعداد المفقودين والبحث عنهم.

ومنذ بدء المعارك في 15 أبريل/ نيسان بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أبرم الجانبان أكثر من اتفاق لوقف إطلاق النار، لكنها لم تحترم في مجملها.