الدار/ كلثوم إدبوفراض
في أحد الأحياء الراقية بوسط العاصمة السودان الخرطوم، تم العثور أمس السبت 10 يونيو على شقيقتان ميتتان جوعا في منزلهما، وذلك بسبب حصر القتال المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لنحو 55 يوما.
تدعى إحدى الشقيقتين ب “زبرفينت يقفيان”، سودانية من أصول أرمنية، ترعى أختها المريضة “زفيار يقفيان” لأكثر من 5 سنوات، بعد تركها لوظيفتها السامية في السفارة الأمريكية في الخرطوم.
وحسب شهود عيان، المتمثلين في سكان المنطقة، فإن الشقيقتين لاقتا صعوبة في الخروج من المنزل لقضاء احتياجاتهما الضرورية، حيث نفذت لديهما مياه الشرب والمواد الغذائية الأساسية، السبب الذي أدّى لوفاتهن بشكل مأساوي.
حيث أن الشقيقتين ليستا الوحيدتين ضمن هذه المعاناة، رغم نجاح عشرات الآلاف من الخروج إلى مناطق أخرى أكثر أمانا، حتى أصبحت كمدينة للأشباح بسبب هجر ما يقارب 95 في المائة من السكان لمنازلهم، إلا أن غالبية سكان وسط الخرطوم القريبين من مناطق الاشتباك حول المطار والقيادة العامة للجيش، وباقي المناطق الحيوية الأخرى، يكابدون كل يوم للبقاء على قيد الحياة، ومنهم من يموت لوحده حتى تفوح رائحة جثمانه، والعديد من الكوارث الإنسانية الخطيرة، وكل ذلك بسبب الأوضاع الأمنية المخيفة.
وعرفت أحياء عاصمة الخرطوم انقطاعات في الماء والكهرباء، حتى أصبحت خالية من الحركة يسودها جو من الرعب والهلع الشديدين، بعدما كانت من بين الأحياء الأكثر نشاطا وحيوية في العاصمة السودانية، نظرا لتضمنها 80 في المائة من القنصليات الدبلوماسية والمنظمات الدولية الفاعلة في البلاد.
يذكر أن الاضطرابات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اندلعت في 15 أبريل الماضي، رغم تخللها بعض الهدن بين الجانبين، بوساطة من أمريكا والمملكة العربية السعودية.