«التغيير» ترصد تأثير الحرب وتسببها في ركود وتلف المحاصيل بمنطقة «السليم» شمالي السودان


بدأ واضحاً تكدس جوالات المحاصيل التي تنتجها الولاية من البلح والفول والشمار والثوم، وذلك في مساحات واسعة من السوق.

التغيير: الولاية الشمالية

كشفت جولة لـ (التغيير) بسوق المحاصيل في منطقة السليم بالولاية الشمالية، عن تأثير الحرب الدائرة في السودان على حركة البيع والشراء بالسوق.

وبدأ واضحاً تكدس جوالات المحاصيل التي تنتجها الولاية من البلح والفول والشمار والثوم، وذلك في مساحات واسعة من السوق.

كذلك أعرب التجار عن مخاوفهم من أن هطول الأمطار يمكن أن يضيف عبئا جديدا عليهم يتمثل في تلف الانتاج.

ركود وتوقف

نهض التاجر السبعيني يوسف حسن، من اتكاءته على مسطبة اسمنتية ضيقة، تتراص قبالته جوالات من البلح بعضها تمزقت اطرافه حتى ظهرت ثمار بلح قديمة وجافة.

قال مشيرا إليها: “هذا محصول تالف لا يصلح الا للماشية، موجود في ذات المكان منذ أغسطس الماضي”.

التاجر يوسف حسن

أكثر من 300 جوال تلفت بسبب الكساد وتوقف البيع والشراء، وهو يحاول أن يبيعها بأي سعر من أجل تقليص خسارته.

يحضر الرجل السبعيني إلى السوق يوميا منذ اندلاع الحرب في الخرطوم ويعود بدون أن يبيع أي شيء، ولا أخبار عن بضائع أخذها منه تجار تعامل معهم سابقا، مطلع أبريل الماضي.

وأضاف لـ (التغيير): “انقطعت الاتصالات معهم، أخذوا مني 120 جوال بلح لدارفور ولم يدفعوا ولا اتوقع أن اتحصل على اموالي بسبب هذه الحرب “.

وأردف بصوت مليء بالحسرة: “يلمها النمل في سنة ويطاها الفيل بخفو”.

سوق السليم بالولاية الشمالية

اشترى التاجر “حسن” جوال البلح قبل الحرب بأسعار تراوحت بين 22 و25 ألف جنيه سوداني، ما يعادل (35 إلى 40 دولار أمريكي) والآن وصل سعر الجوال إلى 17 ألف جنيه ما يعادل (30 دولار أمريكي).

كانت وجهة بضاعته الأساسية سوق أمدرمان بالعاصمة الخرطوم وبعد الحرب توقفت حركة الشراء تماما.

علق” حسن” مؤكدا على الركود: “في السابق كنا نبيع البلح التالف الذي أكلته الأرضة (حشرة تنتشر في مناطق الشمال وتشتهر بأكل المحاصيل)، أفضل مما نبيع البركاوي (وهو من أجود أنواع البلح) هذه الأيام”.

لا ينظر تاجر المحاصيل، بتفاؤل للموسم الجديد الذي سيبدأ في سبتمبر المقبل.

ويتابع: “عليك رؤية المخازن المتكدسة في مناطق كرمة والبرقيق وبدين ومناطق المحس”.

توقف الصادر

محصول” الشمار” الذي تتم زراعته في الولاية الشمالية توقف تصديره لجمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية بصورة تامة.

وهي كانت الأسواق الرئيسة التي يتم تجهيزه وتعبئته لها وفق تاجر الشمار عبد الهادي بشير علوب.

وقال” علوب” لـ (التغيير) إن أسعار الشمار درجة ثانية تراجعت للنصف، حيث كان يتم شراء جوال الشمار بين 40 إلى 60 ألف جنيه سوداني، ما يعادل (70 إلى 100 دولار أمريكي) والآن تراوحت أسعاره بين 20 و40 ألف جنيه، ما يعادل (30 إلى 60 دولار أمريكي).

وأضاف: “أسعار الشمار درجة أولى تناقصت إلى 80 و 90 ألف جنيه للجوال، من أسعار 115 ألف جنيه سوداني، قبل الحرب”.

التاجر عبدالهادي علوب

يشتكي تجار الشمار من التلف الكبير الذي تعرض له المحصول القابع تحت الشمس التي تغير لونه وتمزق الجوالات المصنوعة من البلاستك.

كساد كبير طال سوق الشمار، وتحول الاستهلاك لمحلي فقط، الأمر الذي أثر على المزارعين والتجار على حد السواء، حيث يستجدي المزارعون التجار شراء ما عندهم حتى يتمكنوا من إطعام أسرهم، الأمر الذي يصفه “علوب” بـ”المثير للشفقة”.

سوق السليم بالولاية الشمالية

على الرغم من مشاهدات (التغيير) بحركة في جانب محصول الشمار تحتوي على عمليات غربلة وتعبئة، الا أنها من وجهة نظر “علوب” لا يمكن وصفها بتحرك في السوق.

وأكد أنه بعد منتصف النهار لا تجد تاجر بالسوق، مقابل أوقات ما قبل الحرب التي كانت تعم السوق حركة دؤوبة لا تتوقف حتى حلول العصر.

وأضاف: “حتى العمال تضرروا، وفي السابق كنا نقوم بحجزهم لإجراء عمليات التعبئة والعتالة واليوم لا يكادون يجدون عملا يقومون به”.

مستقبل مبهم

قبل 3 أعوام فقط الشاب العشريني عمر أحمد سعيد، العمل في تجارة محصول الثوم، حيث كان سوقا واعدا وبعد الحرب تناقصت الأسعار للنصف، حيث أصبح جوال الثوم بمبلغ 30 ألف جنيه سوداني متراجعا من 60 ألف جنيه، ما يعادل (100 دولار أمريكي).

بالنسبة لـ” سعيد” كان سوق أمدرمان هو الوجهة الأولى التي تسافر لها بضاعته وبعد الحرب توقفت تماما رحلات التجار للخرطوم وباتوا يرسلون الثوم لمدن أخرى مثل عطبرة وكسلا.

ظروف الحرب ألقت بظلالها على تكاليف الترحيل التي تضاعفت خاصة مع إغلاق الطرق ومداخل بعض الولايات.

التاجر عمر أحمد سعيد

لا يشعر التاجر الشاب بالتفاؤل تجاه الموسم المقبل الذي سيبدأ من نهاية فبراير المقبل، بينما يجابه مخاوف تلف المحصول الذي بين يديه مع انعدام طرق التخزين بالنسبة للثوم.

انعدام السيولة

يواجه تجار المحاصيل بسوق السليم مشكلة أخرى متعلقة بانعدام السيولة النقدية مع توقف شبكات معظم البنوك وكذلك توقف وتذبذب عمل التطبيقات البنكية التي يتم التعامل عبرها.

ويؤثر انعدام السيولة على حركة البيع والشراء مضيفة واقعا قاسيا على التجار والمزارعين على حد سواء، وهم يكابدون الحصول على أساسيات الحياة في ظروف الحرب التي أثرت على ارتفاع أسعار كافة السلع الاستهلاكية بالولاية.

سوق السليم بالولاية الشمالية

سوق السليم للمحاصيل يعتبر أحد الأسواق الكبرى في الولاية الشمالية بمنطقة السليم المتاخمة لحاضرة الولاية دنقلا.

ويستقبل السوق كافة المحاصيل التي تنتجها الولاية ويتم تسويقها محليا وتصدير بعضها، لكن معظم التجار كانت الخرطوم هي السوق الأول بالنسبة إليهم.

تاريخ الخبر: 2023-06-12 15:23:32
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 56%
الأهمية: 67%

آخر الأخبار حول العالم

أعضاء مجلس الأمن يعربون عن قلقهم بشأن تصاعد التوتر في السودا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-28 09:22:28
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 62%

بسبب انخفاض الذكور.. 90% في اليابان يدعمون فكرة تولي امرأة م

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-28 09:22:38
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 55%

اعتقال عشرات المؤيدين لفلسطين في عدد من الجامعات الأمريكية

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-28 09:22:33
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 68%

توقعات أحوال الطقس اليوم الأحد

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-28 09:24:54
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 62%

وزارة الدفاع تعلن وظائف عسكرية للجنسين - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-28 09:23:59
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 52%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية