انتهت  وزارة النقل من واحد من أكبر المشروعات الضخمة التي قامت بتنفيذها خلال الفترة الماضية وهو مشروع محطة تحيا مصر متعددة الأغراض على رصيف (55-62) بميناء الإسكندرية، ضمن أعمال تطوير ورفع كفاءة الموانئ المصرية، لتحقيق الهدف الأكبر بجعل مصر مركزا عالميا من مراكز التجارة واللوجيستيات حيث تم الانتهاء من التشغيل التجريبي له.

النقل: مشروع محطة "تحيا مصر" متعددة الأغراض توفر العملة الصعبة للدولة

وقال مصدر خاص في وزارة النقل، إن الدولة ممثلة في وزارة النقل تولي اهتماما كبيرا بمشروعات الموانئ البحرية، بناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن رفع كفاءة الموانئ، وذلك نظرا لأن الموانئ تعتبر واحد من أكثر الموارد التي تساعد في توفير العملة الصعبة للدولة، لذا فالاهتمام برفع كفاءتها كان ضرورة ملحة لزيادة دخول العملة الصعبة ورفع ترتيب مصر بين دول العالم خاصة مع موقع مصر الجغرافي الذي يسمح لها بزيادة كفاءة الموانئ.

وتابع المصدر في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن المخطط التي عكفت الدولة على تنفذيه خلال الفترة الماضية هو تحويل الموانيء المصرية إلي موانيء محورية، لذا فكان هناك اهتمام ضخم بكافة الموانئ البحرية وعلى رأسها ميناء الإسكندرية الذي يعد واحدا من أهم الموانئ في العالم بأكمله، وتطويره ورفع قدرته الإستعبابية من خلال مخطة متعدد الأغراض "تحيا مصر"، سيساعد في زيادة حصة مصر من السوق العالمية لتجارة الترانزيت، بالإضافة إلى خدمة الصادرات المصرية والمساعدة في فتح أسواق جديدة للصادرات المصرية، من خلال تشغيل خدمات ملاحية مباشرة وزيادة القدرة على منافسة الدول ذات المنتجات والصناعات المثيلة.

توفير ما يقرب من 100 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة خلال تنفيذ مشروع تحيا مصر 

وأوضح المصدر أن مشروع المحطة متعددة الأغراض "تحيا مصر"، بميناء الإسكندرية، ساعدت توفير مزيد من فرص العمل بشكل مباشر أو غير مباشر، حيث وفرت ما يقرب من 150 ألف فرصة عمل خلال فترة إنشاءها، لافتا إلى أن إنشاءها في هذا الوقت يعتبر إنجازا كبيرا يحسب لوزارة النقل، لافتا إلى أن هناك اهتمام كبير بالتعاون مع القطاع الخاص في الموانئ البحرية وذلك لجذب مزيد من الخطوط الملاحية العالمية.

مصدر بالنقل: إدارة المشروع بمشاركة القطاع الخاص ولكن بنسبة عمالة مصرية تزيد عن 95% 

وأشار المصدر إلى أن الدولة تتعاون في الوقت الحالى مع القطاع الخاص في إنشاء إدراة وتشغيل المشروعات وذلكم للوصول إلي أفضل آليه للإدارة، حيث أن مشاركة القطاع الخاص في المشروعات الكبري التي تقوم بها الدولة حاليا سيكون أساس لنجاحها ونقل مزيد من الخبرات إلى مصر والعمالة المصرية التي تعمل في المشروعات، وتحقيق المعادلة الصعبة في مشاركة القطاع الخاص يعتمد على تغشيل المشروع بالفكر الخاص بالقطاع الخاص ولكن بالعمالة المصرية لأن العمالة داخل المشروع بنسبة تزيد عن 95% عمالة مصرية وهذا هو المعادلة الصعبة التي تخافظ الدلة على تحقيقها في مشروعات إدارة المشروعات بشكل متطور ولكن مع الحفاظ على الهوية المصرية وحقظ حق الشعب في العمل في مشروعات الدولة الضخمة.

محطة تحيا مصر متعدد الاغراض بها مبني إداري بمساحة 1200 متر 

وتقدر أرصفة محطة تحيا مصر متعددة الأغراض على رصيف (55-62) بميناء الإسكندرية بأطوال بحوالي 2500 مترا طوليا وبعرض 35 مترا، ما يؤهلها لإستقبال السفن ذات الحمولات الكبيرة وأقصى عمق يصل إلى 17.50 متر، وتتكون من  مبنى الإداري الخاص بالإدارة والتحكم في المحطة والذى تم تجهيزه على أعلى مستوى ويقع على مساحة 1200 متر مسطح والمكون من 4 طوابق، وبها عدد من الأقسام وهو قسم التشغيل والعمليات، ويوجد بداخل هذا المبني مكان خاص بشاشات التحكم لتابعة عملية التفريغ والتداول والتستيف بالساحة وكذلك دخول وخروج الشاحنات المحملة بالحاويات وأماكن وضعها داخل المحطة، كما يوجد داخل المبني قسم تكنولوجيا المعلومات، القسم المالي، قسم السلامة والصحة المهنية وقسم الموارد البشرية.

ويوجد بمحطة تحيا مصر متعدد الأغراض منطقة خاصة بتداول الحاويات والتي بها يتم تداول ثلاثة أنواع من البضائع (حاويات، بضائع عامة، سيارات ROROـ ويوجد بالمحطة عدد من  الأوناش العملاقة والتي تم شراؤها لتشغيل المحطة، ويوجد حاويات لنقل البضائع لساحات التداول).

أماكن لتدريب العاملين بداخل محطة "تحيا مصر" متعددة الأغراض

ومن أهم ما يميز محطة تحيا مصر متعددة الأغراض يوجد مناطق لتدريب العاملين بالمحطة والذي تم تعيينه وفقا لأعلى معايير الاختيار وإدماجهم لخطة تدريب على أعلى مستوى داخل وخارج مصر لتحقيق أقصى جاهزية للتشغيل وأفضل المعدلات العالمية في الأداء.

كاميرات التعرف على الأحرف ببوابات الدخول والخروج بمحطة تحيا مصر لتحسين الأداء

ويوجد في المحطة بوابات للدخول و الخروج خاصة، وهي بوابات تعمل بنظام كاميرات التعرف على الأحرف (OCR) لتسجيل دخول وخروج كافة الشاحنات والبضائع المتوجهة للمحطة ومنع أي شاحنات أو حاويات أو بضائع عامة غير مسموح بها، ما يساهم في تحقيق اقل وقت دخول وانتظار للشاحنات والذي يؤدي بدوره إلى أعلى معدل لدوران الحاويات داخل المحطة كمؤشر أداء عالمي يقاس به أداء المحطة. 

مشروع محطة تحيا مصر متعددة الأغراض يعتبر واحد من أكبر المشروعات الأقتصادية العملاقة في مصر خلال الفترة الأخيرة، ويهدف لجعل مصر مركزا عالميا للتجارة واللوجستيات  كما يساهم في وضع مصر على خريطة العالم الحديثة في مصاف الدول صاحبة الموانئ ذات الأداء العالمي الحديث، والمميز في هذا المشروع هو انشائها برأس مال مصري 100%، فالمحطة تشتمل على ساحات تداول تبلغ نصف مليون متر مربع، وتنقسم إلى 3 محطات تداول (حاويات – بضائع عامة – سيارات)، وقادرة على تداول من 12 إلى 15 مليون طن بضائع سنويا واستقبال من 6 إلى 7 سفن ذات حمولات كبيرة فى نفس الوقت، كما أن أطوال أرصفة المحطة تقدر بحوالي 2450 مترا طوليا مما يؤهل المحطة لاستقبال السفن ذات الحمولات الكبيرة، حيث أن أقصى عمق يصل إلى 17.50 متراً، كما أضاف أنها تعد أحد الروافد الرئيسية للمحطة اللوجستية التي تم إنشاؤها خلف الميناء، ما يساهم في رفع تصنيف ميناء الإسكندرية.

وتم التشغيل التجريبي لمحطة تحيا مصر فبراير الماضي، وتتوالى السفن على أرصفة المحطة يوميا، بإجمالي تداول يتخطى 22 ألف حاوية وذلك من خطوط ملاحية عالمية مختلفة بالإضافة إلى الخطوط الملاحية الجاري التفاوض معها ضمن الخطة التسويقية للمحطة خلال الفترة القادمة، تمهيدا لبدء دخول ميناء الإسكندرية كأحد محطات الترانزيت في المستقبل وجذب خدمات جديدة إلى الموانئ المصرية نظرا لتوافر المناخ الملائم والأعماق المناسبة التي لم  تتوفر من قبل.

محطة تحيا مصر متعددة الأغراض ستعمل بأيادي عامله مصرية بنسبة تزيد عن 95%

فمشروع محطة تحيا مصر متعددة الأغراض بميناء الإسكندرية يساهم به كل من الهيئة العامة لميناء الإسكندرية وهيئة قناة السويس والشركة القابضة للنقل البحري والبري وشركة الإسكندرية لتداول الحاويات باستثمار مصري 100%، ومن المنتظر أن تعمل بها أيادي عامله مصرية بنسبة تزيد عن 95% والذي بدورة يوفر حوالى 1500 وظيفة عمل مباشرة و 2000 فرصة عمل غير مباشرة ويقوم بإدارة وتشغيل المحطة شركة عالمية متخصصة في مجال الادارة والتشغيل وهي CMA الفرنسية  التي تملك خطوط ملاحية وتختلف المرتبة الثانية في مصاف شركات خطوط الملاحة العالمية.

الجدير بالذكر أن وزارة النقل كانت قد بدأت فى مطلع عام 2020 إنشاء المحطة، حيث تم البدء فى مراحل تنفيذ أعمال البنية التحتية والبنية الفوقية، وكانت مساحة اليابسة الموجودة فى موقع المشروع تمثل حوالى 15% من المساحة الإجمالية للموقع و الباقى عبارة عن مساحة مائية تتراوح أعماقها بين 7 إلى 12 مترا، ما استلزم ردم المساحات المائية الموجودة بموقع المشروع، والتي كانت تقدر بإجمالي 10 ملايين متر مكعب وذلك بإستخدام الكراكات لجلب الرمال النظيفة من داخل البحر وتم الردم على منسوب +3.00، ثم القيام بأعمال تحسين التربة، وكذلك أعمال إنشاء العناصر الرئيسية للإرصفة، وعلى مدار عامين من العمل الشاق والمستمر.

 نجحت EGMPT في الانتهاء من أعمال إنشاء الأرصفة والساحات للمحطة بالمعايير الإنشائية الحديثة و التى تنطبق عليها الشروط و المواصفات المطلوبة من قبل شركات الشحن العالمية لخدمة السفن الضخمة ذات الغاطس الكبير والسطح العريض، كما قامت هيئة ميناء الأسكندرية بتعميق الممرات الملاحية لتصبح قادرة على استيعاب سفن الحاويات الكبيرة، نظرا لأهمية وضخامة هذا المشروع القومى قامت EGMPT بالتعاقد مع أحد المكاتب العالمية لأعمال مراجعة التصميمات. 

وبالتوازى مع كل أعمال الإنشاء والتجهيز للمحطة قامت شركة المجموعة المصرية للمحطات متعددة الاغراض  EGMPT)) باختيار شريك عالمى لإدارة وتشغيل المحطة متعددة الأغراض من خلال وضع عدة معايير عالمية لتحقيق أعلى إنتاجية للمحطة بما يساعد على الارتقاء بالتصنيف العالمي للموانئ المصرية وكذلك رفع كفاءة العنصر البشرى المصري من خلال نقل الخبرات والمعرفة وذلك من خلال طرح يضم أكبر المشغليين العالمين، حيث فاز بالطرح شركة CMA-CGM  الفرنسية التى أبدت رغبتها فى الشراكة فى مشروع محطة TMT بنسبة مساهمة 32%.

كما قامت الشركة بإعداد الهيكل التنظيمي للمحطة وتم الإعلان عن الوظائف عبر مختلف الوسائل وإجراء الاختبارات الفنية والتي تم على أساسها اختيار أفضل المرشحين لشغل الوظائف ليتم على الفور إدماجهم لخطة تدريب على أعلى مستوى داخل وخارج مصر لتحقيق أقصى جاهزية للتشغيل وتحقيق أفضل المعدلات العالمية في الأداء، وسيوفر هذا المشروع أكثر من 1500 فرصة عمل مباشرة و2500 فرصة عمل غير مباشر.