قال باحثون لشبكة "سي إن إن"، أن ندرة المياه المرتبطة بأزمة تغير المناخ تمثل تهديداً خطيراً للنمو الاقتصادي في جميع بقاع العالم، والاقتصادات الآسيوية الكبيرة مثل الهند والصين ستكون الأكثر تضررًا.

وقال أرونابها غوش، الرئيس التنفيذي لمجلس الطاقة والبيئة والمياه، للشبكة الأمريكية على هامش أسبوع البيئة السنوي في سنغافورة ، إن آسيا هي مركز صناعي يشهد أسرع معدلات التحضر، وهذا يتطلب كمية وفيرة من المياه.

وقال غوش: "ليست الصناعات القديمة فقط مثل صناعة الصلب ، ولكن الصناعات الأحدث مثل تصنيع رقائق أشباه الموصلات والانتقال إلى الطاقة النظيفة هي التي ستتطلب الكثير من المياه، آسيا هي محرك النمو في العالم، وهذه الصناعات هي محركات جديدة لنموها الاقتصادي".

وأوضح أنه من المتوقع أن يتجاوز الطلب العالمي على المياه العذبة العرض بنسبة 40٪ إلى 50٪ بحلول عام 2030، محذرًا من أن ندرة المياه يجب ألا يُنظر إليها على أنها قضية قطاعية؛ بل مشكلة تتجاوز الاقتصاد بأكمله.

وقال إن الاقتصادات الآسيوية “يجب أن تفهم أنها مصلحة إقليمية مشتركة ومن مصلحتها الخاصة التخفيف من المخاطر التي تأتي في طريقها من أجل منع الصدمات الاقتصادية التي ستفرضها ندرة المياه الشديدة”.

وأشار إلى أن الهند الآن أكثر دول العالم من حيث عدد السكان، وستكون الأكثر تضررا من ندرة المياه، مشيرا إلى أن البنك الدولي على الرغم من احتوائه على 18٪ من سكان العالم؛ إلا أنه لا يملك سوى موارد مائية تكفي 4٪ من سكانه، مما يجعله أكثر دول العالم إجهادًا مائيًا.

وتعتمد الدولة الواقعة في جنوب آسيا بشكل كبير على موسم الرياح الموسمية لتلبية احتياجاتها من المياه، لكن تغير المناخ تسبب في المزيد من الفيضانات والجفاف التي تضرب البلاد ، وتسبب في تفاقم نقص المياه فيها.

وفقًا لمركز أبحاث مستقل، وهو معهد لوي، فإن هناك ما يقرب من 80٪ إلى 90٪ من المياه الجوفية في الصين غير صالحة للاستهلاك، في حين أن نصف طبقات المياه الجوفية ملوثة جدًا بحيث لا يمكن استخدامها في الصناعة والزراعة، كما أن 50% من مياه نهرها غير صالحة للشرب، ونصفها غير آمن للزراعة أيضًا.

وعلى الرغم من أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم قد أحرز تقدمًا في تحوله نحو الطاقة النظيفة ، إلا أن نظام الطاقة لديه لا يزال يعتمد إلى حد كبير على الفحم، وإذا لم يكن هناك ماء فلن يكون هناك فحم، وان المياه هي أحد المدخلات الأساسية لتوليد محطات توليد الطاقة بالفحم، وإذا أصبحت المياه أكثر ندرة أو غير متوفرة لتوليد الطاقة ، فإن هذه المحطة تصبح غير فعالة".

وقال شانشان وانج، رائد أعمال المياه في سنغافورة في شركة أروب للاستشارات المستدامة، إن دولًا مثل الفلبين ليست متميزة ومرنة ، لذلك هناك "خلل هائل في أزمة المياه التي نواجهها".

وأوضح أنه توجد بلدان نامية أخرى في المنطقة في أوضاع مماثلة ، ولكن قد يكون حل أزمات المياه لديها أصعب.