منذ أن كان عمره 7 سنوات وعلى مدى 50 عاما والفنان ياسين سلامة يجمع ويحفظ ويوثق مكتبته من الأشرطة المحتوية على الفن الينبعاوي حتى تجاوز عددها اليوم 2000 شريط. يقول الينبعاوي «بدأت في العزف على آلة السمسمية ولم تمنعني إعاقتي الحركية من ممارسة هذا الفن حتى أصبحت أحد أشهر الأسماء في هذا الفن، فمنذ 200 عام والناس تعزف على السمسمية»، واعترض على كل من يشكك فيه. ويقول الفنان محمد ياسين وهو ابن الفنان ياسين سلامة إن «والده كان يخبره وإخوانه عن هذا الفن القديم وعن الأجيال التي مارسته. إن ينبع هي مصدر الغناء الينبعاوي الفريد والزاخر الذي يمتد عمره لمئات السنين، كونها لا تزال مهد الفن الذي اتخذ هذا اللون الغنائي تسميته منها. لهذا لا غرابة أن انتقل هذا الغناء بسرعة إلى مناطق البحر الأحمر من الحديدة وصولًا إلى حضر موت باليمن جنوبًا، مرورًا بعقبة الأردن شمالًا حتى الوصول إلى مصر فالتاريخ قديم جدًا يمتد لمئات السنين». جاء الفن الينبعاوي أو الغناء الساحلي الشعبي الذي عرفه أهالي محافظة ينبع في منطقة المدينة المنورة، وارتبط بأغاني البحر والبحارة التي تبدأ عادة بالدعاء وتستحث همة البحارة على الصبر والانتظار.

تبدأ الأغنية الينبعاوية بموال يجسد حال البحارة مع السفر والبعد ومشقة الصيد الصعبة وأعماق البحر بلون تطورت نكهته ولكنته الشعبية وإيقاعه المميز في صورة زمنية متلاحقة حافظت على شكله الفني العام كما يؤكد الباحثون. وتتشكل آلاته الموسيقية المصاحبة للغناء من السمسمية والتخت العربي وأبرزها آلة القانون التي تستخدم أحيانًا بديلًا عن السمسمية كما هو الحال بالجلسات التي تشتهر بها الحواضر السعودية والمصرية وخاصة في مدينتي ينبع وجدة.

وتتخلل الأغنية تصفيقات المشاركين التي تبدأ وتقف بطريقة موحدة تمنحه أجراسًا إيقاعية موسيقية، ويتبادل المشاركون أداء الرقصات بشكل ثنائي وثلاثي أو أكثر مع تحريك الأيادي والتصفيق على نحو إيقاعي موحد ومنتظم.