أكد الخبير السياسي إسماعيل مقلد أن سياسة روسيا المتوازنة تكسبها أرضا وحلفاء جددا، مشيرا إلى لقاءات الرئيس بوتين مؤخرا مع نظيريه الجزائري تبون، والإماراتي محمد بن زايد.

وقال أستاذ العلوم السياسية في تصريح لـRT: "بعيدا عن أحاديث الحرب الأوكرانية التي تشغل العالم ولا يبدو أن لها نهاية قريبة، وبالأمس رأينا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في الكرملين وهو يحظى باستقبال حافل من نظيره الروسي، وفي مباحثاتهما أكد الرئيسان على أهميّة دعم الشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين بلديهما".

وأردف قائلا: "واليوم يتكرر لقاء الرئيس بوتين بنظيره الإماراتي محمد بن زايد، وأكد بن زايد أهمية تقوية أواصر العلاقات الإماراتية الروسية، كما تجد دعوته صدى قويا عند الرئيس الروسي الذي وجّه التحية لدولة الإمارات على ما تبذله من جهود كبيرة لدعم تلك العلاقات".

كما ذكّر مقلّد أنّه قبل الجزائروالإمارات، خطّت السعودية خطوات واسعة للأمام على طريق دعم التقارب السياسي بين موسكو والرياض، مبينا أن لهذا التقارب نتائجه وصداه الذي لم يعد خافيا على أحد.

سياسة تنويع المحاور

وأردف مقلّد في هذا الجانب، إلى أنّ "سياسة تنويع المحاور مطلوبة الآن وأكثر من أي وقت، وكلما تعدّدت الأوراق في هذه اللعبة السياسية الدولية المتشابكة والمعقدة، كانت الفرص أفضل، ومحاور الحركة الدولية المتاحة أوسع وأكبر".

وخلص في هذا الجانب: "رأينا وسمعنا ما قاله وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن في الرياض منذ أيام خلال المؤتمر الدولي لمحاربة الإرهاب الذي حضره ممثلو 40 دولة، حتى تصورنا أن السعودية وليست واشنطن من تمتلك الحلول الناجزة لكل مشاكل العالم من الإرهاب إلى تغيّرات المناخ والتنمية المستدامة إلى تهدئة الصراعات والأزمات في كل مكان من الشرق الأوسط وإفريقيا وأوكرانيا ... وهكذا يكَون توظيف الأوراق في لعبة دولية كبيرة تحركها حسابات المصالح أولا وأخيرا".

دور الدول الخليجية

وعن الدور الذي تضطلع به الدول الخليجية، لفت النظر مقلّد إلى تطوّر هام وهي أن حكام الخليج هم من يقودون دبلوماسية تنويع المحاور والأوراق مدعومين في ذلك بعدة عوامل ومعهم نخبة من أثرى أثرياء العالم من رجال الأعمال الخليجيين ممّن يعرفون إلى أين يتوجّهون باستثماراتهم التي تفتح لهم كل الأبواب المغلقة هنا وهناك.

وشدّد مقلد على أنّه إذا كانت أمريكا قد نجحت في إشهار سلاح العقوبات الاقتصادية في وجه كل دولة تشق عصا الطاعة عليها، فإنّه مع دول خليجية تعتبر من أكثر دول العالم ثراء ومناعة ضد هذا النوع من العقوبات، فإن سلاح العقوبات الاقتصادية معها يصبح سلاحا لا قيمة ولا أهمية له.

القاهرة – ناصر حاتم

المصدر: RT