دعا البرنامج التحاوري الأول الذي عقدته الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع في 16 يونيو الجاري 2023، تحت عنوان "حديث حول اللقاحات للوقاية من مرض الحزام الناري" إلى أهمية حرص أفراد المجتمع وتحديداً كبار السن على تطعيمات الحزام الناري.

وشهد اللقاء الذي أقيم في فندق الإنتركونتيننتال بالرياض برئاسة الدكتور أشرف أمير نائب رئيس الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع مشاركة نخبة وصفوة من الأطباء والطبيبات وهم الدكتور عاصم عبدالقادر استشاري طب الأسرة والمجتمع والطب الوقائي والصحة العامة وطب الشيخوخة، والدكتور سليمان الجارالله استشاري أمراض المخ والأعصاب والجهاز المناعي، والدكتور إبراهيم الحمود نائب رئيس الجمعية السعودية لطب الباطنة، والدكتورة ريم مغربي استشارية الأمراض المعدية.

وقال رئيس اللقاء الدكتور أشرف أمير خلال اللقاء، إن اللقاء التحاوري الذي نظم عبر "الطاولة المستديرة "عكس تجربة فريدة من نوعها وجديدة في فكرتها من حيث الإعداد وطريقة النقاش والتحاور بين مدير اللقاء والمتحدثين فيه بما سهل عملية إيصال المعلومة الطبية والعلمية للسادة والسيدات الحضور من الأطباء المتخصصين سواء في داخل القاعة أو عبر الحضور الافتراضي المتواجدين عبر المنصة الالكترونية.

وأشار إلى أن المتحاورين في اللقاء ناقشوا عدة محاور مهمة من أبرزها: عبء مرض "الحزام الناري" على نوعية الحياة للفرد والمجتمع، عوامل الخطر في حالات نقص المناعة المكتسبة والأمراض المصاحبة لها مثل داء السكري والحزام الناري، بالإضافة إلى عدة مواضيع أخرى منها ابتكار وتطوير اللقاحات والتجارب السريرية للحالات المرضية ، وغيرها من المواضيع الحيوية والمستجدات العلمية في هذا الجانب.

وأشار الى أن مرض الحزام الناري هو من أشد الأمراض المعدية ترصدا لهذه الفئة من المجتمع، حيث نعي جميعنا أن القصة تبدأ مبكرا منذ الطفولة حين يصاب الأطفال بفيروس الجديرى المائي، وبعد الشفاء منه يبقى الفيروس خاملا في بعض العقد العصبية، وينشط من جديد بعد مرور عقود من الزمن، حيث يعاود الظهور في صورة الحزام الناري عند كبار السن، إذ يعانون من حرارة أو حرقان سطحي فوق الجلد مصحوبة بحكة، وبعد بضعة أيام تظهر البثور أو الطفح الجلدي المؤلم في صورة حويصلات مائية بارزة من سطح جلدي ملتهب يمثل مسار نطاق عصبي محددا، وعادة ما يكون في منطقة الصدر أو البطن، ولعل أشدها خطورة هو ما يصيب العين "الهربس النطاقي العيني"، حيث من الممكن أن يتسبب في إصابة القرنية بالتهابات قد تؤدي إلى فقدان البصر "لا قدر الله"، ولعل الفئات المعرضة لخطر الإصابة ليسوا فقط كبار السن فوق 50 سنة بل أيضا كل من أصيب جهازه المناعي بضعف بسبب استخدام الأدوية المثبطة للمناعة مثل الكورتيزونات وأدوية العلاج الكيميائي ، والعلاج الإشعاعي للسرطان ، ومرضى الأمراض المزمنة وزراعة الأعضاء.

وكلمحة صحية فأن مرض "الحزام الناري"

من الممكن أن يكون مُعديًا، حيث ينقل الشخص المصاب به العدوى لأي شخص ليست لديه مناعة ضد فيروس الجدري المائي، وتحدث العدوى عادة لدى ملامسة إحدى البثور المفتوحة من الطفح الجلدي الذي سببه حزام الناري، ويصاب المريض بالحزام الناري مرة واحدة في حياته، ومن النّادر أن تتكرر الإصابة بهذا المرض لمرتين أو أكثر.

وللوقاية من الحزام الناري وفرت وزارة الصحة حاليًا لقاح للحماية من المرض، ويتم أخذه على هيئة جرعتين أعلى الذراع، على أن يتم الحصول على الجرعة الثانية خلال 2-6 أشهر من تلقي الأولى ، إذ يلعب اللقاح دورًا في تقليل خطر الإصابة بنسبة تزيد عن 90% لعمر الخمسين سنة وما فوق.