في ختام زيارة "كسر الجليد" التي استمرت يومين في بكين، كشف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنه تطرق بقوة إلى أهمية معالجة ملف "الفنتانيل." وأكد أنه أوضح للجانب الصيني أن بلاده تحتاج إلى قدر أكبر من التعاون من أجل وقف تدفق تلك المادة المخدرة إلى الولايات المتحدة.
كما أضاف أنه تم التوافق على إنشاء مجموعة عمل معنية بهذا الملف.
بلينكن والمخدرات؟
القاتل الأول
فما هو الفنتانيل الذي وصفه بلينكن بالقاتل الأول للشباب الأميركي؟
يعتبر مادة أفيونية اصطناعية قوية تشبه المورفين، لكنها أقوى بنسبة 50 إلى 100 مرة.
كما يصرف كدواء بوصفة طبية، مثل المورفين، للمرضى الذين يعانون من آلام شديدة لا تحتمل، خاصة بعد الجراحة. كذلك يستخدم أحيانًا لعلاج المرضى الذين يعانون من آلام مزمنة حادة.
إلا أنه يستعمل أيضا كمخدر بطرق غير شرعية، وهنا خطورته.
إذ يشكل مع غيره من المواد المخدرة الأفيونية الشبيهة السبب الأول للوفيات في الولايات المتحدة.
جرعة زائدة وموت محقق
فهو يؤثر على الدماغ بشكل كبير، وقد تؤدي جرعات زائدة منه إلى فقدان الوعي وحتى الوفاة.
فعندما يتناول المتعاطي جرعة زائدة من الفنتانيل، يمكن أن يتباطأ تنفسه أو يتوقف، ما يقلل من كمية الأكسجين التي تصل الدماغ، ويتسبب بالتالي بغيبوبة وتلف دائم في الدماغ أو حتى الموت.
منظمات مكسيكية
لكن كيف يدخل أو يهرب إلى البلاد، بعيدا من أعين السلطات المعنية بمكافحة المخدرات؟
لعل الجواب يكمن في إحاطة مفصلة نشرتها لجنة مكافحة المخدرات (DEA) الأميركية على موقعها الرسمي.
فقد أوضحت أن الصين لا تزال المصدر الرئيسي للاتجار بالفنتانيل والمواد المرتبطة به عبر الشحن السريع وغيره من طرق التصدير.
كما أشارت إلى أن منظمات التهريب المكسيكية الإجرامية التي تنشط في هذا المجال مستقدمة المخدر من الأراضي الصينية. وتعمل تلك المنظمات وشبكات التهريب على إنتاج كميات متزايدة من الفنتانيل بكافة الأشكال (أقراص وغيره) ضمن مختبرات سرية وبأساليب معالجة متطورة، للتحايل على سلطات مكافحة المخدرات.
ورغم أن السلطة الصينية شددت قبضتها عام 2019 على تلك المواد، بعد أن صنفت الفنتانيل وكل مشتقاته في خانة المخدرات، فإن مسارات التهريب لا تزال "شغالة".
فالكميات تصدر من الصين إلى سوق المخدرات في الولايات المتحدة مباشرة، أو إلى الأراضي الكندية، أو المكسيك، حيث تهرب لاحقا وتدخل الأراضي الأميركية عبر شبكات المخدرات، التي تمزجها أحيانا كثيرة بالهيروين أو بسوائل مخدرة أخرى.
