واقع أنديتنا المر يكشف معاناتها في التعامل مع منظومة الاحتراف، فهل يعقل أن تستغني الأندية عن هذا العدد الكبير من المدربين طوال السنوات الثلاث الماضية وبهذه الصورة السريعة، واعتبرت الأندية جميع المدربين مخطئين ويتحملون مسؤولية الإخفاق، بينما لم نرَ تغييراً قد طرأ على إدارات الأندية إلا ثلاثاً منها فقط حتى الآن، هي لا علاقة لها بالنتائج وإنما دورها البحث عن الأفضل والأكفأ وهذه حقيقة أنديتنا التي تدعي الاحترافية وهي آخر ما تعلم عنه.
فهل يعقل ألا تستفيد الأندية من فترة التوقف دون عمل مشغولة فقط بالغير، ماذا فعلت، بالأمس بصراحة قرأت خبراً «زعلني» بأن ناديين من المنطقة نفسها يتنافسان على لاعب أجنبي لكسب وده من أجل توقيعه برغم مشاكله المعروفة، نحن نساعدهم على طلباتهم وتنفيذ رغباتهم وشروطهم من دون أن ندري، فهل يعقل هذا يتلاعب بنا السماسرة ووكلاء اللاعبين، أين الميثاق الذي تم توقيعه بين الأندية، فلماذا نخترق هذا الجدار الذي يربطنا، ومن السبب نحن فعلاً نعاني من معضلة حقيقية هي إدارية بحتة وليست فنية!!
وحتى تسير أمورنا بشكلها الصحيح لابد أن نؤمن بأننا مخطئون علينا التعلم والاستفادة، فالاحتراف كما قلنا ليس رواتب وامتيازات تدفع للاعبين فقط وإنما فكر تنظيمي ينقلنا من عالم إلى عالم إذا نجحنا، عرفناه كمفهوم علمي اجتماعي وكظاهرة لها أسسها من أجل التطوير، وهنا لابد من الاعتراف بالأخطاء لنكون واقعيين بأن مؤسساتنا الرياضية تعاني هذه الأزمة منذ فترة ليست بقصيرة ومن حقبة طويلة، وبالتالي لا يمكننا أن نلقي الاتهامات على أحد، نحن أمام مرحلة صعبة ستشهدها الكرة الإماراتية في ظل الإخفاقات المستمرة، فمن الضروري أن نعي جيداً حتى يكون احترافنا خالياً من القرارات العشوائية، مفيداً لأبناء الوطن حتى نستطيع أن نصل بالاستراتيجية التي وضعها اتحاد الكرة وصرف عليها ولا نعلم أين ذهبت!! لابد أن نفتح باب التعاون الحقيقي بين النادي والاتحاد لتحقيق الهدف وليس التسابق على لاعبين ومدربين شبعوا في المنطقة يتنقلون من مدينة لأخرى ونحن نضحك وندفع ما يريدونه.. والله من وراء القصد
*نقلا عن البيان الإماراتية
