عبد العزيز أكرام-صحافي متدرب
قال عبد القادر الشاوي، الدبلوماسي المغربي السابق، إن “قضية الصحراء كان لها الدور الأكبر في الحكم على اتحاد المغرب العربي بالجمود، حيث حول التنافس بين البلدين، في إشارة إلى المغرب والجزائر، العلاقة بينهما إلى حرب غير معلنة للقضاء على مختلف الآمال التي ارتضاها كل منهما لتطوره الخاص”.
وأضاف الشاوي ضمن مقال رأي بجريدة “العربي الجديد”، عنونه بـ”اتحاد المغرب العربي…الأمل الموؤود”، أن “قضية الصحراء كنزاع إقليمي كشفت عن كون جوهر الصراع بين المغرب والجزائر يتمثل في التنافس الذي ترتبط أدواته بالهيمنة”، مؤكدا على أن “قيام البوليساريو منذ ما قبل الاتحاد كان من أجل تحقيق ذلك على وجه من الوجوه”.
وأورد السفير المغربي لدى التشيلي سابقا أن “فكرة الاتحاد أصبحت منذ التدشين تقريبا محكومة بما يعاكسها على طول الخط والتوجه”، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن “النظر في أهداف تأسيس الاتحاد كاف لإدراك مدى إفلاح النظم الحاكمة في العمل بقوة ضد ما رسمه زعماؤها”.
“لقد رأينا كيف تحول هدف تمتين أواصر الأخوة إلى فرقة تناحرية بتأثير من التطورات الخاصة لكل بلد، وهو ما حصل بصورة أعنف فيما يرجع إلى فتح الحدود الذي امتزج بالكراهية الشديدة المتبادلة بين المغرب والجزائر مثلا”. يضيف المتحدث ذاته.
وسجل الشاوي أن “الارتباط العضوي بين الاقتصاديات المغاربية والنظم الاقتصادية الأوروبية والفرنسية بحكم التاريخ والمصالح المشتركة قد حمل نخبا سياسية وسلطوية إلى الاهتمام بالنموذج المرتجى الساعي إلى بناء النموذج الإقليمي والفعل في التوجهات “الدولتية” للتغلب على مختلف العوائق التي قد تعترض التطور في المستقبل المنظور”.
وفيما يتعلق كذلك بمعيقات قيام الاتحاد، اعتبر المتحدث عينه أن “المجتمعات المغاربية لم تنعم بالاختيار الديمقراطي الحر، وسادت لفترات اختيارات ذات توجه استبدادي سيطر عليها التوجه الأوتوقراطي، ما نتج عنه بروز صراعات اجتماعية أدت إلى استبداد المؤسسات العسكرية وتحويل نظمها إلى ثكنات للمراقبة والتطويع”.
وتجدر الإشارة إلى أن اتحاد “المغرب العربي” أو المغرب الكبير كاتحاد إقليمي يضم خمس دول، كان قد تأسس بمراكش سنة 1989، غير أنه وبعد مرور 34 سنة، لم يكتب للاتحاد أن يخرج إلى الواقع كتكتل إقليمي، وهو ما حالت دونه الخلافات بين الدول الأعضاء، لعل أبرزها الخلاف بين المغرب والجزائر.
