تقرير يسلط الضوء على زيارة رئيس الجمهورية إلى روسيا: رسـالـــــــة "سلام" مــن الرئيــس تبــــون إلى العـالـــــــم

 سلط تقرير أعده التلفزيون الجزائري، وبث سهرة أمس الأول، الضوء على أبعاد وتداعيات الزيارة التي قام بها الرئيس عبد المجيد تبون إلى فيدرالية روسيا. بدعوة من نظيره الروسي بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين. والتي توجت بالتوقيع على إعلان التعاون الشامل بين البلدين. وشكلت في نظر المتتبعين تحولا فارقا في العلاقات الدولية وأكدت رفض الجزائر للضغوطات الدولية الممارسة من قبل بعض الجهات لحمل الجزائر على توجيه بوصلتها بعيدا عن موسكو.
التقرير الذي حمل عنوان «بوتين – تبون: فرصة السلام» في إشارة إلى قبول الرئيس الروسي للوساطة التي اقترحتها الجزائر لإنهاء الأزمة الروسية الأوكرانية، تناول أبعاد وأهداف الزيارة من عديد الجوانب واستضاف خبراء في الإعلام والاتصال والعلاقات الدولية لمناقشة تداعيات الزيارة دوليا وارتداداتها خاصة أمام محاولات تشكيل جبهة دولية لعزل روسيا وهي المحاولة التي كسرتها زيارة الرئيس ومشاركته كضيف شرف في قمة سان بطرسبرغ الاقتصادية.
واستعرض التقرير بعض التساؤلات التي أثيرت حتى قبل الزيارة، من جهات غربية ودوائر إعلامية أجنبية، بخصوص جدوى هذه الزيارة وإمكانية حدوثها خاصة بعد تأجليها في المرة الأولى، بعدما كانت مقررة شهر ماي الماضي، في ظل الأجواء التي تطبع العلاقات بين روسيا والغرب، وأشارت إلى الاهتمام العالمي بموعد الزيارة ما يعكس مكانة وثقل ضيف الكرملين.
وتابع التقرير متحدثا عن الاهتمام العالمي والإقليمي بشأن موعد الزيارة، أن كل الأعين كانت مصوبة نحو الجزائر وسط تساؤلات بشأن حقيقة الزيارة، وقال التقرير بان بعض المتتبعين والمواقع تابعت مسار الطائرة الرئاسية التي انطلقت من الجزائر وصولا إلى العاصمة الروسية موسكو وهو المسار الذي قطع الشك باليقين، لتنتقل بعدها التساؤلات إلى الحديث عن مضمون الزيارة والقرارات التي ستخرج عنها والتصريحات التي ستصدر عن الرئيس الروسي ونظيره الجزائري.
وتحدث التقرير عن الاستقبال الكبير الذي حظي به الرئيس تبون في موسكو، وقال الأستاذ في كلية الإعلام والاتصال، عمار عبد الرحمان، بأن الصور التي بثتها القنوات الروسية حملت شاهد تعكس الحفاوة التي خص بها الرئيس منذ وصوله إلى المطار وصولا إلى فتح أبواب قصر الكريملين أمام ضيف الرئيس الروسي، عكس  ما كان عليه الأمر سابقا، حيث كانت الصور تقتصر على اللقاءات الرسمية في قاعة الاستقبال والندوات الصحفية دون الخوض في أدق التفاصيل، وهو ما كان عليه الأمر مع زيارة الرئيس تبون.
بدوره أكد البروفيسور زهير بوعمامة أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، بان الاستقبال الكبير الذي خص به الرئيس تبون في الكرملين، والاتفاقيات الموقعة والتصريحات الصادرة عن رئيس الجمهورية ونظيره الروسي، عكست ثقل الزيارة ومكانة الرئيس تبون في موسكو، وتؤكد على عمق العلاقات التاريخية والإستراتيجية بين البلدين.
وأوضح البروفيسور بوعمامة، بان الزيارة بمثابة «تأكيد على العلاقة المتعذرة بين البلدين حاليا وفي المستقبل»، كما أن الجزائر «تفعل ما ترى فيه مصلحة لها ولعلاقاتها الإستراتيجية ولا تلتفت إلى الضغوطات التي تحاول بعض الأوساط ممارستها على الجزائر»، مضيفا بان «الرئيس تبون يأخذ بعين الاعتبار فقط ما يراعي مصالح الجزائر»، وهو ماض في تعميق العلاقات الإستراتيجية والتاريخية مع الشركاء التقليديين على غرار روسيا من خلال التوقيع على اتفاقية الشراكة الإستراتيجية المعمقة.
وقد حرص الرئيس تبون على توجيه رسالة سلام للعالم من موسكو، حيث أعرب رئيس الجمهورية، بسان بطرسبورغ، عن أمله في أن يسود السلام والتكامل الثقافي والاقتصادي جميع دول العالم، مشيرا إلى أنه لا توجد حروب رابحة. وقال الرئيس تبون في حلقة نقاش خلال مشاركته كضيف شرف في أشغال منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، أنه «لا توجد حروب رابحة، كل الحروب خاسرة». وتابع قائلا: «أتمنى للبشرية الرقي والرفاه خاصة للشعوب الفقيرة (...) أعتقد أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، معتدل جدا في مداخلاته وأستخلص من كلامه اليوم بأنه صديق لكل العالم، تماما كما الجزائر، إلا من يعادينا».
وقد حمل رئيس الجمهورية معه إلى الرئيس بوتين مقترح، إمكانية التوسط بين دولتين تصفهما الجزائر بالصديقتين (روسيا وأوكرانيا) لحل الأزمة. وأعرب رئيس الجمهورية,  بموسكو, عن شكره لنظيره الروسي فلاديمير بوتين, لقبوله وساطة الجزائر في النزاع القائم بين روسيا الصديقة و أوكرانيا, مؤكدا أن هذه الثقة «ستكون في محلها». وفي تصريح مشترك, أعرب رئيس الجمهورية عن شكره للرئيس بوتين على «رحابة صدره وقبوله توسط الجزائر بين الدولة الصديقة روسيا وأوكرانيا فيما يخص النزاع القائم حاليا بينهما». وبهذا الخصوص, أكد الرئيس تبون لنظيره الروسي أن هذه الثقة «ستكون في محلها».
من جهته, عبر الرئيس فلاديمير بوتين عن شكره للجزائر وللرئيس تبون على الاستعداد لتقديم جهود الوساطة في النزاع القائم بين بلاده وأوكرانيا. وبعد أن ذكر بأن الجزائر هي عضو في فريق الاتصال بالجامعة العربية حول أوكرانيا, أوضح الرئيس بوتين قائلا: «لقد شرحت للرئيس تبون الرؤية الروسية والأسباب الأولية لهذا النزاع والملابسات المتعلقة به».
وقد أثنى رئيس فيدرالية روسيا، السيد فلاديمير بوتين، بسان بطرسبورغ، على شخص رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بوصفه «زعيما يحترم مصالحه الوطنية». وقال الرئيس بوتين، خلال الجلسة العامة لمنتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي، أن «جميع الحضور يفهمون ما معنى الوصول الى موسكو والانضمام الينا في هذا المنتدى. فخامة الرئيس الجزائري كزعيم  يحترم مصالحه الوطنية. لدينا علاقات ودية قديمة. مختتما كلامه قائلا «نحن نحب الشعب الجزائري...»
    ع سمير

تاريخ الخبر: 2023-06-21 00:24:40
المصدر: جريدة النصر - الجزائر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 59%
الأهمية: 64%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية