- أكثر عدالة واستدامة وتشارك مصر فى محاولة جادة لصياغته

- المشروع يمثل نقلة حضارية غير مسبوقة فى تاريخ محافظة الإسكندرية

- البرنامج ينفذ بمساعدة وإشراف متخصصين وتربويين فى التعامل مع الأطفال

يمثل مشروع «بشاير الخير» أحد أهم المشروعات القومية التى نفذتها الدولة فى الإسكندرية، بهدف القضاء على المناطق العشوائية التى شوهت وجه المدينة الساحلية لسنوات طويلة، مع توفير الحياة الكريمة لأهالى تلك المناطق، وانتشالهم من أوضاع كانت تشكل خطرًا على حياتهم وعلى المجتمع المصرى ككل. 

وبتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى، تم تنفيذ مشروع «بشاير الخير ١ و٢»، وتوفير الوحدات السكنية الحضارية لأهالى عدد من المناطق العشوائية، مع تجهيزها بالكامل بكل احتياجاتهم من الأثاث والأجهزة الكهربائية، وتزويدها بجميع الخدمات والمرافق، بالإضافة إلى تدشين مراكز متخصصة فى التأهيل والتدريب والرعاية، للكبار والصغار، لتطوير قدرات الراغبين وتوفير فرص العمل وضمان تحقيق التنمية المستدامة.

مدير المدينة: مشروع سكنى متكامل لتيسير الحياة على 25 ألف مواطن

أكد العقيد أحمد عبدالعزيز، مدير أمن مشروع التطوير الحضارى ومدير مدينة بشاير الخير ١ و٢، أن المشروع يمثل نقلة حضارية غير مسبوقة فى تاريخ محافظة الإسكندرية، فى إطار الخطوات الحاسمة من القيادة السياسية للقضاء على العشوائيات وإنقاذ أهلها لينعموا بحياة كريمة.

وقال: «(مشروع بشاير الخير) هو أمن قومى للدولة المصرية، وساعد فى القضاء على مشكلة كبيرة كانت تسببها المناطق الخطرة لعقود طويلة، وهو ما تلاشى تمامًا منذ افتتاح أول مدينة لبشاير الخير فى الإسكندرية فى عام ٢٠١٦».

وأضاف: «مدينة (بشاير الخير)، يسكنها ٢٥ ألف ساكن، وتضم ٩٠ عمارة، وفى كل دور منها ٤ وحدات سكنية، والوحدة على مساحة ٩٢ مترًا، وهى مفروشة ومجهزة بكامل الأجهزة الكهربائية، لذا فهى تمثل مشروعًا حضاريًا متكاملًا، ليس فى العمران فقط، ولكن فى قدرتها على تحقيق التنمية المستدامة لأهالينا من البسطاء، وذلك من خلال تيسير الحياة والمرافق والخدمات الإدارية والأسواق التجارية المدعمة».

وتابع: «تسعى المدينة للنهوض بالأسر القاطنة فيها، وبها برامج مخصصة لمحو أمية السيدات، والتدرج معهن للحصول على شهادة تعليمية تؤهلهن لإكمال مسيرتهن التعليمية، إلى جانب تطوير قدراتهن على تعلم الأشغال الصغيرة والأعمال اليدوية؛ للاعتماد على أنفسهن وتوفير مصدر دخل جديد لأسرهن، مع دعمهن عبر تنظيم عدد من المعارض التسويقية لدعم المرأة المعيلة وربات البيوت».

واستطرد: «ما يميز (بشاير الخير) هو أنها مدينة سكنية متكاملة، فإلى جانب العمائر السكنية هناك مسجد يتسع لـ١٦٠٠ مصلٍ، ومستشفى خيرى يضم جميع العيادات التخصصية المجهزة، وبه مركز للأشعة وحضّانات للأطفال، ومركز تخصصى لعلاج الإدمان بالمجان، وكل تلك الخدمات تقدم لأهالى الإسكندرية كلها، ولا تقتصر على أهل المدينة فقط». واختتم بقوله: «الصورة بين عشوائية الماضى وتطور الحاضر توضح الفارق الكبير الذى حدث بعد انتشال الأسر البسيطة من المناطق القديمة التى عاشوا بها، وتوفير الحياة الكريمة لهم، كما تؤكد نجاح الدولة المصرية وإثبات قدرتها على تحقيق ما كان يظنه كثيرون مستحيلًا».

«التدريب والتشغيل»: مركز متخصص يضم 12 ورشة لتأهيل 3 آلاف متدرب سنويًا 

من خلال مركز التدريب والتشغيل المهنى، تعمل مدينة «بشاير الخير» على تطوير المهارات الفنية والحرفية للراغبين، مع رفع كفاءة العمالة الفنية والصناعية، والتعاون مع أصحاب المشروعات المختلفة لسد احتياجات سوق العمل. 

وقال يوسف رشدى، رئيس قسم التدريب بمركز التدريب والتشغيل المهنى بـ«بشاير الخير»، إن المركز يستقبل كل من يرغب فى اكتساب مهارة حرفية، ليفتح سبيلًا لباب رزق جديد له ولأسرته، وذلك من خلال مجموعة من التدريبات المتخصصة، التى تقدم بكفاءة ومهنية عالية للمتدربين من عمر ١٨ إلى ٣٥ عامًا، بمتوسط ٣ آلاف متدرب سنويًا داخل المركز.

وأضاف: «لدينا ١٢ ورشة تدريبية، تضم كل المهن الأساسية والتكميلية، منها ورش الملابس الجاهزة والطهى، التى تشهد إقبالًا كبيرًا من الفتيات والسيدات المعيلات، وأيضًا ورش النجارة وميكانيكا السيارات والتكييف والتبريد واللحام واللحام التجارى تحت المياه، وغيرها من المهارات الصناعية التدريبية».

وأشار إلى أن المركز يعد باكورة تعاون بين جمعية رجال الأعمال والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، منذ عام ٢٠١٦، لدعم الصناعات الحرفية المصرية، وخلق سبيل للتدريب الحرفى بكفاءة ودون تحمل أى تكاليف مالية، وذلك داخل قاعات مجهزة على أعلى مستوى تحاكى تصميم الورش الواقعية داخل المراكز الصناعية. وتابع: «الورش التدريبية تقبل المتدرب بعد مقابلة يتحدد على أساسها نوع الحرفة التى يرغب فى التدرب عليها وفقًا لمهاراته وخبراته السابقة، وتكون فترة التدريب الأساسية ١٥ يومًا، وقد تمتد إلى ٣ أشهر عند تأهيل المتدرب لاستكمال فترة تدريبه داخل أماكن العمل ذاتها».

«يلا نبدع».. أنشطة لتقويم سلوك الأطفال وتطوير حسهم الفنى وقدراتهم المعرفية

استثمار مستقبلى فى جيل جديد لتغيير واقع أبناء المنطقة وانتشالهم من ظلام العشوائية، هذا هو هدف مشروع «يلا نبدع» التنموى الذى يعمل على زراعة القيم الأخلاقية، والمفاهيم الإيجابية والفكر الإبداعى لدى الأطفال، للارتقاء بفكر وشخصية النشء «لينطقوا بالفكر ويبدعوا بالفن»، كما تقول الدكتورة مروة زكى، مؤسس ومدير المشروع.

وبدأ تنفيذ «يلا نبدع» قبل ٣ سنوات ليحتضن أبناء المدن المطورة بعد نقلهم من المناطق العشوائية بالإسكندرية إلى «بشاير الخير» ليعيشوا «حياة كريمة».

وقالت مديرة المشروع: «نهدف من خلال المشروع الإبداعى إلى رفع درجة وعى الأطفال وتقويم بعض سلوكياتهم، وتعزيز الهوية المصرية عبر الفن، مع تطوير شخصياتهم وإزاحة أعباء الماضى عنهم، وبناء شخصياتهم من جديد عبر التطوير والتوعية والإبداع».

وأضافت: «لاحظنا بأنفسنا الفارق الكبير الذى حدث فى شخصية الأطفال الذين التحقوا بالمشروع التأهيلى (يلا نبدع)، بعدما تغير حاضرهم ومستقبلهم وأصبحوا من المتميزين والأوائل فى صفوفهم الدراسية ومن حفظة القرآن، وهذا يوضح مدى التغيير الملموس فى بناء جيل جديد».

وتابعت: «البرنامج ينفذ بمساعدة وإشراف متخصصين وتربويين فى التعامل مع الأطفال، وينقسم إلى برامج توعوية، تحمل رسائل مثل بر الوالدين، وقبول الآخر، ومساعدة الغير وغيرها، وواصلت: «كل هذا المحتوى المعرفى والتوعوى يتم إتباعه بأنشطة فنية عملية لتطبيقه واستيعابه، من بينها أنشطة التشجير والزراعة، ورسم اللوحات التوعوية عن أهمية قبول الآخر، والحفاظ على المياه وغير ذلك».

وأكملت: «كل تلك الخطوات فى المشروع التأهيلى تتم بمتابعة متخصصين فى العلاج بالفن والدعم الفنى، لكونه يمزج بين التأهيل النفسى والحس الفنى والتطور المعرفى، لما لذلك من مردود إيجابى على نفوس وحياة الأطفال».