تمرد بريغوجين انتهى لكن مشاكل بوتين لم تنته بعد - الغارديان

صدر الصورة، AFP

نبدأ جولتنا في الصحف البريطانية من صحيفة الغارديان التي كتبت افتتاحية بعنوان "وجهة نظر الغارديان حول تمرد بريغوجين: مشاكل بوتين لم تنته بعد".

ترى الصحيفة أنه على الرغم من توقف تمرد رئيس مجموعة فاغنر، يفغيني برغوجين، الحليف السابق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لكن عواقب هذا التمرد سيتردد صداها في روسيا وخارجها.

  • ماذا سيفعل بوتين بعد تمرد فاغنر؟ وأسئلة رئيسية أخرى
  • ما الذي تسعى إليه فاغنر في روسيا؟

لقد ألغى يفغيني بريغوجين تقدم قواته باتجاه موسكو يوم السبت الماضي بشكل مفاجئ، كما كان قد بدأ تمرده في اليوم السابق. لكن التمرد المسلح لمجموعة فاغنر، على الرغم من أنه لم يدم طويلا، أضعف فلاديمير بوتين في عيون النخبة والروس العاديين على حد سواء، حسب الصحيفة.

استولى المرتزقة على القيادة العسكرية الجنوبية الروسية في مدينة "روستوف أون دون"، وهي مركز لوجيستي لغزو أوكرانيا قبل أن يتقدموا نحو العاصمة.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • فاغنر: كيف تسبب يفغيني بريغوجين قائد قوات فاغنر في الفوضى في روسيا؟
  • روسيا: كيف أثر تمرد "فاغنر" على مستقبل بوتين والمؤسسة الحاكمة؟
  • الغواصة تيتانيك: تناقض صارخ بين البحث عن ضحايا مركب مهاجرين غارق وغواصة الأثرياء المفقودة"- الغارديان
  • ليبيا المنقسمة عاجزة عن وقف تدفق اللاجئين - الغارديان

قصص مقترحة نهاية

واضطُر بوتين إلى التحذير من "تهديد مميت لدولتنا"، وحث عمدة موسكو السكان على البقاء في منازلهم.

وكتبت الصحيفة: "بينما تبدو انتفاضة بريغوجين بمثابة عمل يائس لمنع اندماج جيشه الخاص في القوات النظامية، يتساءل البعض عما إذا كان الصراع الأوسع داخل النخبة يكمن في الخلفية".

وأصبح رئيس فاغنر أكثر جرأة في انتقاده لوزير الدفاع، سيرغي شويغو، والقائد العام للجيش الروسي، فاليري غيراسيموف.

وعلى الرغم من أنه كانت هناك تكهنات في البداية بأن الرجل ربما يتصرف بموافقة الكرملين، لكن في يوم الجمعة الماضي، هاجم بريغوجين ليس فقط طريقة تنفيذ الحرب في أوكرانيا وإنما سببها المنطقي أيضا، قبل أن يزعم أن القوات الروسية قتلت العشرات من رجاله في هجوم صاروخي، ويطالب بالانتقام من القيادة العسكرية "الشريرة".

وأضافت الصحيفة: "وبعد يوم واحد - بعد أن اتهمه السيد بوتين بالخيانة - تحدى برغوجين سيده بشكل صريح لأول مرة".

وتابعت: "كانت غطرسة بريغوجين مذهلة بالفعل. صعوده غير المتوقع من سفاح صغير إلى سفاح على نطاق واسع. يُعتقد أن فاغنر، وهي شبكة من الشركات، أرسلت مرتزقة إلى حوالي 30 دولة".

كما أنشأ بريغوجين كتائب إلكترونية، ووجهت إليه تهمة التدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016.

زعم بريغوجين أنه تراجع عن تمرده لمنع إراقة الدماء، وهو الأمر الذي أثار الدهشة، بالنظر إلى الفظائع التي اتهمت قوات فاغنر بارتكابها في أوكرانيا وسوريا وجمهورية إفريقيا الوسطى ودول أخرى، حسب الصحيفة.

من المفترض أنه أدرك أنه لا يستطيع حشد الدعم الكافي. لكنه لم يعاقب - حتى الآن - وقيل إنه سيذهب إلى بيلاروسيا التي توسط زعيمها، ألكسندر لوكاشينكو، في التوصل للصفقة التي أنهت التمرد.

وبحسب ما ورد سيتم العفو عن مقاتلي فاغنر الذين دعموا التمرد، بينما اندمج الآخرون في الجيش النظامي كما هو مخطط.

قد يكون تفكك قوات فاغنر مفيدا للهجوم المضاد الذي تشنه أوكرانيا، كما يمكن أن يؤدي إلى تشتيت القيادة الروسية. وربما يكون التأثير الأكثر أهمية لهذه الأزمة على الروح المعنوية للقوات الروسية والعلاقات بين النخبة الحاكمة.

واعتبرت الغارديان أن الصفقة وبقاء بريغوجين دون عقاب يرمزان إلى ضعف بوتين.

واختتمت الصحيفة: "بينما يبدو أن تمرد بريغوجين قد انتهى، إلا أن تداعياته بدأت للتو في الظهور".

"ساحة للقتل"

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

أفراد من شرطة الإكوادور يتفقدون موقع هجوم في مدينة "غواياكيل"

وننتقل إلى صحيفة التايمز وتقرير بعنوان "كيف حولت العصابات الألبانية الإكوادور (الآمنة) إلى منطقة قتل"، كتبه ستيفن غيبس مراسل الصحيفة في أمريكا اللاتينية.

يشير التقرير إلى أن الإكوادر اعتادت أن تكون واحدة من أكثر البلدان أمانا في أمريكا اللاتينية، ولم تتأثر نسبيا بالعنف لدى جيرانها. لكنها تقع الآن تحت رحمة موجة إجرامية تقودها عصابات المخدرات، والخارجون عن القانون المحليون ورجال العصابات الدوليون.

وكتب: "منذ عام 2016، ارتفع معدل القتل خمسة أضعاف. مدينة غواياكيل (كبرى مدن ذلك البلد) في المحيط الهادئ، التي كانت ذات يوم مشهورة بين المتقاعدين بسبب ساحاتها الخلابة ورعايتها الصحية الممتازة، أصبحت الآن بجانب خواريز في المكسيك وبورت أو برنس في هايتي في قائمة أخطر مدن العالم".

وسجلت مقاطعة إسميرالدا، المتاخمة لكولومبيا، 82 جريمة قتل لكل 100 ألف شخص العام الماضي، أي ضعف ما حدث في عام 2021. بينما في بريطانيا، كان الرقم 1.1 لكل 100 ألف شخص.

تحدث الهجمات الشنيعة بشكل خاص داخل السجون، حيث تقوم العصابات المتنافسة المحاصرة في مكان مغلق بتصفية الحسابات.

وخلال العامين الماضيين قُتل 430 نزيلا، وعثر يوم الأربعاء الماضي على ثلاثة نزلاء مشنوقين في سجن في ريوبامبا جنوب العاصمة كيتو.

وفي العام الماضي أخبرت سينثيا فيتري، عمدة مدينة غواياكيل، رئيس البلاد أن "العصابات الإجرامية أصبحت دولة داخل دولة".

وغالبا ما يشير المحللون إلى حدث واحد في المنطقة كنقطة تحول رئيسية. في عام 2016 وقعت كولومبيا اتفاقية سلام مع فارك، القوات المسلحة الثورية لكولومبيا.

وعلى مدى عقود كانت الحركة تمول نفسها من خلال تجارة المخدرات، لكن تقليص مشاركتها في مثل هذه الأنشطة بعد اتفاق السلام أعطى الآخرين فرصة لملء الفراغ.

بعض أقوى عصابات تجارة المخدرات في غواياكيل يقودها الألبان. واحدة، تعرف باسم عشيرة فاروكو، تم تفكيكها من قبل الشرطة الإسبانية في أبريل/نيسان الماضي.

ومن المعروف أن حوالي 3000 ألباني يقيمون في المدينة.

وكان البلد جذابا لعصابات البلقان جزئيا لأنه حتى عام 2020 لم يكن الألبان وغيرهم من مواطني أوروبا الشرقية بحاجة إلى تأشيرة للدخول، كما أن الاقتصاد يعتمد على الدولار، وهو ما يسهل عملية غسيل الأموال.

واكتشفت الشرطة ارتفاعا في جرائم القتل في مدينة غواياكيل، على غرار ما تفعله المافيا الإيطالية.

وتقول الحكومة الإكوادورية إنها تتخذ إجراءات صارمة ضد العنف، وتشير إلى أن مضبوطات المخدرات لديها وصلت إلى مستويات قياسية.

وفي أبريل/نيسان الماضي، قام الرئيس غييرمو لاسو بتعديل القانون لتمكين المواطنين العاديين من حمل السلاح. وقال إن الجميع يواجهون "العدو المشترك" وهو الجريمة المنظمة، ويجب أن يكونوا قادرين على الدفاع عن أنفسهم.

لكن البعض يقولون إن المشكلة الأساسية ليست مشكلة سيحلها الدفاع عن النفس على الإطلاق.

واختتمت الصحيفة باقتباس عن ويل فريمان، باحث في شؤون أمريكا اللاتينية في مجلس العلاقات الخارجية (منظمة بحثية أمريكية)، يقول: "هناك الآن علامات مقلقة على أن الجريمة المنظمة قد استقطبت أجزاء من الدولة. من المرجح أن تسوء الأمور".

الولايات المتحدة تقول إن تمرد فاغنر يظهر تصدعات حقيقية في سلطة بوتين