نظم متحف الأثار التابع لقطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية احتفالية بعنوان “رحلة العائلة المقدسة في مصر” بمناسبة تذكار دخول العائلة المقدسة أرض مصر في الأول من يونيه، وكان ذلك الحفل يوم الأربعاء 21 يونيه في قاعة المحاضرات بالمكتبة.

بدأ الحفل بكلمة الدكتور الحسين عبد البصير مدير متحف الأثار بمكتبة الإسكندرية مرحباً بالحضور، وقال: من خلال متحف الأثار ووحدة الإرشاد نحتفل هذا العام بذكرى دخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر، وهي ذكرى عزيزة علينا جميعاً. ومن خلال المتحف نحرص على تقديم برنامج بشكل مختلف وأفكار من خارج الصندوق غير تقليدية خلال الفعاليات التي نقدمها.
وأوضح الدكتور عبد البصير، أن هذه الرحلة المقدسة قامت بها العذراء مريم والسيد المسيح ويوسف النجار ومعهم سالومي واستغرقت حوالي ثلاث سنوات وعشرة أشهر، ومن خلال الاحتفال بهذا الحدث المهم والفريد، سيتم عرض تقديمي وعرض تفاعلي من فريق العمل بالمتحف والمتطوعين أيضا وعرض لموهبة فنية وكذلك تجول افتراضي وسط نقاط هذه الرحلة بتقنية الVR تقدمه لنا مؤسسة مصر المباركة.

وأكد على أن هدفنا من هذا الحفل إحياء هذه الذكرى الفريدة وأن ننشر الوعي الأثري ونزيد أيضا من الدخل السياحي من قبل زوار مصر واستغلال هذا الحدث الفريد لتسليط الضوء على منتج سياحي فريد وجديد بالأراضي المصرية. والدولة المصرية تجاهد على العمل في هذا المشروع القومي، ويوجد اهتمام شخصي من الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير السياحة والأثار الدكتور أحمد عيسى بهذا الصدد، ومختلف الجهات الحكومية تعمل على إبراز هذا المشروع المبارك، إلى جانب رجال الأعمال والمجتمع المدني الذين يشاركون في هذا العمل الجليل في بلدنا.
وأنتهى كلمته موضحاً أن هذه الرحلة تعتبر من التراث المصري ضمن كنوز التراث سواء مصري قديم أو مسيحي أو إسلامي أو يوناني أو روماني، فكلها تراث مصري وتاريخ مصر الذي نحتفل به كلنا ونفتخر ونهتم به، لأن مصر ومحافظة الإسكندرية تحديداً مدينة كوزموبوليتانية – أي متعددة الثقافات والأديان ومختلف الجنسيات، منذ أقدم العصور إلى الأن. وهذا يؤكد على دور مصر الحضاري والشخصية الحضارية المصرية المتعددة الثقافات.

العرض التفاعلي بمكتبة الإسكندرية

 الحسين عبد البصير – مدير متحف الأثار بمكتبة الإسكندرية

وتضمن الحفل عرض تقديمي تفاعلي باستخدام تقنية الالتقاط الحي للحركة لسرد رحلة العائلة المقدسة في مصر بلسان “سالومي” التي كانت ترافق العذراء مريم والسيد المسيح ويوسف النجار أثناء رحلة هروبهم إلى مصر، حيث استمع الحضور لحوار بين الأستاذة بانسيه فايز – المرشدة بمتحف الأثار بالمكتبة، وسالومي – التي قدمت دورها الاستاذة سيلفيا، ليوضح العرض تفاصيل عن كل نقطة على مسار الرحلة لتروي لنا سالومي ماذا حدث قديماً وتضيف بانسيه كيف اكتشف المكان وما يوجد به الأن، وجاء تصميم هذا العمل من المهندس أحمد عمارة.

وأشارت الأستاذة بانسيه فايز أن الاحتفال بدخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر كان منذ سنوات قليلة مجرد احتفال ديني فقط لكن بعدها تحول إلى أن يكون حدث تاريخي وتراثي مهم في العالم كله، وأكد على ذلك اعلان اليونيسكو بضم احتفالات مسار العائلة المقدسة في مصر ضمن قائمة التراث غير المادي عام 2022 وأيضا نجد اهتمام الدولة بهذا المشروع لأنه يعتبر مسار فريد دخل لمصر نوع جديد من السياحة وهي السياحة الدينية حيث أن الزوار لهذه المحطات المباركة يعتبر كأنه حج في مصر، بحسب ما ذكر بابا الفاتيكان أثناء زيارته لمصر.

الحوار الفني بين سالومي والأستاذة بانسيه فايز

سيلفيا التي كانت تؤدي دور سالومي

أيقونة أثرية توضح العائلة المقدسة ومعها سالومي أثناء رحلتهم إلى مصر 

ومن جانبه تكلم المهندس أحمد عمارة – مصمم هذا العمل، عن مشروع المتحف لعرض كنوز مصر وتراثها من خلال سلسلة موضوعات منفذة بتقنية العرض التقديمي التفاعلي لجذب المشاهدين لمعرفة التراث المصري بشكل بسيط، ومن ضمن هذه الحلقات ما قدم اليوم عن العائلة المقدسة والإسكندر الأكبر وتوت عنخ آمون والكثير من الشخصيات أو المباني الهامة التي كانت تحكي تاريخها للمشاهدين وتتفاعل معهم وتجيب عن أسئلتهم بشكل تفاعلي.

ثم جاءت فقرة الموهبة حيث قدمت الفنانة أسيل ماهر فقرة رسم سريع للوحة العائلة المقدسة في مصر خلال عدة دقائق.

المهندس أحمد عمارة

الفنانة أسيل ماهر

كما استضافت الاحتفالية مؤسسة مصر المباركة لتقديم مشروعها وموقعها الذي يعرض مسار العائلة المقدسة من خلال جولات افتراضية على خريطة تفاعلية يظهر عليها تفاصيل مكتوبة ومرئية وفيديوهات لتاريخ كل نقطة على هذا المسار المبارك بسبع لغات، ليكون هذا الموقع أداة للدعاية داخل مصر وخارجها عن هذا المنتج الروحي الفريد ويجذب الأجيال القادمة للقدوم لأرض مصر والتبرك برحلة العائلة المقدسة لها.

وفي بداية عرض المؤسسة تم التعريف بمؤسسة مصر المباركة للتنمية واحياء التراث وتاريخ اشهارها من قبل وزارة التضامن الاجتماعي عام 2020 وتوضيح هدف المؤسسة وهو تقديم رسالة توعية وخدمية ومساعدة الدولة المصرية في اهتمامها بهذا المشروع القومي، وهو مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة في أرض مصر، عن طريق خدمة المجتمعات المحيطة بهذه النقاط في 8 محافظات لرفح الوعي بأهمية السياحة في حياتهم وزيادة دخل سكان هذه المناطق بإيجاد فرص عمل لهم من خلال تعليمهم حرف لعمل منتجات تخدم الزيارات السياحية. وكذلك عن طريق الموقع التفاعلي الذي أطلقناه ليكون بسبع لغات وبتقنية التجول الافتراضي لينتشر في العالم كله ويجذب السياحة إلى مصر وتحديدا لهذا المنتج السياحي الفريد الذي لا يوجد مثله في العالم كله.

وتم توضيح أهمية هذا المشروع بالنسبة لمصر، حيث أن هذا المشروع تعتبره الدولة المصرية مشروع قومي لأنه مشروع إحياء تراث وله دور تنمية في 8 محافظات لنقاط سياحية، إضافة إلى تنمية بشرية وتوعية بإنفراد مصر بهذه الرحلة وإيجاد فرص عمل لسكان هذه المناطق والحد من هجرتهم خارج محافظاتهم لإيجاد فرص عمل، ومن هنا يكون هذا المشروع له تأثير تنمية مستدامة للمجتمعات المحيطة به في بقاع منتشرة على الخريطة المصرية من شمالها وجنوبها ومن شرقها لغربها.
وخلال العرض على خريطة تفاعلية تم تقديم مشاهد فريدة من تاريخ المسار وما يوجد في هذه النقاط الأن من آبار وأشجار وأحجار منذ القرن الأول الميلادي وما أقيم حولها من كنائس وأديرة في القرون الأولى من المسيحية حتى أنها أصبحت أماكن أثرية مباركة غنية بالزيارات للسياحة في مصر.
وقدم العرض شرح وافي وقصص من التراث القبطي وصور لنقاط المسار وفيديوهات توضح الكنوز الموجودة في كل محطة من المسار – سواء مصرية قديمة أو مسيحية أو إسلامية حتى يتمكن الزائر من تحديد رحلاته لكل أنحاء مصر الغنية بآثارها وحضاراتها.
وفي نهاية العرض استمتع الحضور بنظارات التجول الافتراضي التي اتاحت لهم زيارة نقاط المسار وهم داخل مبنى مكتبة الإسكندرية.. رحلة طافت بهم عبر 8 محافظات في دقائق معدودة وشوقتهم لزيارات فعلية وبركات حقيقية.