في عالم أصبحت فيه التكنولوجيا تحتل مكانة بارزة في كل ركن من أركان حياتنا، برزت أسئلة مهمة تتناول ما يمكن أن يقدمه التطوّر التكنولوجي على ممارساتنا الدينية والشعائرية. والواقع أثبت أن للتكنولوجيا المتقدمة كالذكاء الاصطناعي أثر كبير في إثراء الممارسات الدينية بطرق عديدة.

ومن الطبيعي أن تستفيد المملكة العربية السعودية من التكنولوجيا المتقدمة لجعل تجربة الحج والعمرة أكثر سلاسة وبساطة.

وفيما يلي بعض الأمثلة البارزة التي تسلط الضوء على الطرق التي استطاعت من خلالها تقنيات الذكاء الاصطناعي مساعدة المملكة في توفير رعاية متطورة ومحسّنة للحجاج خلال موسم الحج لهذه السنة.

الأدلة الروبوتية

إن «روبوت الإرشاد» هو إبداع مميز يمثّل الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي. يعمل هذا الروبوت بتقنيات تعتمد على الذكاء الاصطناعي ومهمته إصدار فتاوى واستشارات إسلامية موثوقة. مع شاشة تعمل باللمس مقاس 21 بوصة والقدرة على التواصل بـ11 لغة تشمل العربية والإنجليزية والفرنسية والروسية والفارسية والتركية والماليزية والأردية والصينية والبنغالية والهوسا.

تم تصميم هذا الروبوت مع مراعاة إمكانية الحاجة إلى التنقل، فهو قادر على التحرك بسلاسة تامة على أربع عجلات، كما أنه مزوّد بنظام توقّف ذكي يضمن مرونة وسلاسة الحركة.

موصل زمزم

من أجل تحسين جودة الخدمات في المسجد الحرام في مكة المكرمة، استخدمت الحكومة السعودية ببراعة تقنيات الذكاء الاصطناعي لتزويد الحجاج بزجاجات مياه زمزم بواسطة عامل توصيل روبوتي. يتمتع هذا الروبوت بالقدرة على العمل بشكل مستقل لمدة 5-8 ساعات، وهو قادر على التفاعل مع الأفراد بأسلوب سلس ومريح، مما يمثل قفزة كبيرة إلى الأمام في مجال عمليات الإمداد بمياه زمزم خلال موسم الحج.

المعقم الروبوتي

كما قامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي باستحداث روبوت مخصص لتعقيم المسجد الحرام. يغطي هذا الابتكار الروبوتي الفريد من نوعه مساحات شاسعة داخل المسجد ومختلف مرافقه، مما يوفر عملية تعقيم فعالة وشاملة دون الحاجة إلى أي تدخل بشري. بفضل السعة الهائلة التي تزيد عن 68 لترًا من الماء والقدرة على تغطية أكثر من 1000 متر مربع في الساعة، يعمل روبوت التعقيم بسلاسة لضمان البيئة النقية لزوار الرحمن.

الخدمات الرقمية

وسّعت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي مبادراتها الرقمية لتوفير تجربة سلسة ومتقدمة تقنيًا للحجاج وزوار الحرمين الشريفين. مع وضع الخطة الاستراتيجية الكاملة الخاصة بالعام 2024، تم إدخال 50 خدمة إلكترونية متنوعة و10 تطبيقات وأربعة مواقع إلكترونية. وتساهم هذه المنصات الرقمية في صيانة وتشغيل وتطوير الأنظمة والخدمات الإلكترونية، بما في ذلك تكوين الخوادم الإلكترونية المخصّصة لإعداد ضوابط الشبكة وسلاسة تدفقها، والتوزيع السلكي واللاسلكي، وإنشاء الغرف الحديثة لمراكز البيانات والمعلومات.