عبد العزيز أكرام-صحافي متدرب
قائمة جديدة من الاتهامات ضد المغرب لم يبخل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في تضمنيها لخطابه الأحد. فكعادته، ربط بلاده ب” السعي إلى الحفاظ على الأمن الإقليمي”، على الرغم من احتضانها وتمويلها لحركة انفصالية تدعي أن لها حقوقا بالصحراء المغربية.
تبون الذي كان يتحدث ضمن خطاب له بمناسبة إشرافه على تنفيذ تمرين تكتيكي بالذخيرة الحية إلى جانب رئيس الأركان السعيد شنقريحة، أكد على أن “السياقات الإقليمية تزيد من عزم بلاده على عصرنة منظومتها الدفاعية”، متهما في الآن ذاته المغرب، بطريقة ضمنية، بمحاولة “زرع الاضطرابات الأمنية بالجوار وتسهيل الهجرة غير الشرعية نحو الجزائر، ووقوفها كذلك وراء تهريب الذخيرة والمخدرات “.
وفي هذا الصدد قال عبد الفتاح الفاتحي، مدير “مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية”، إن “إيحاءات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون تجاه المغرب وما صرح به غمزا يعد هروبا نحو الأمام بدليل رفضه لكل أشكال التعاون الأمني لضمان السلم والامن الدوليين في المنطقة”.
وأضاف الفاتحي في حديثه لـ”لأيام 24″ أن “مجانبة تبون للواقع في خطابه لا تتوافق مع مطالب المملكة المغربية للسلطات الجزائرية بالتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والمخدرات وتهريب البشر والجريمة العابرة للحدود، في الوقت الذي تصر فيه بلاده على رفض المطالب الإقليمية والدولية في هذا السياق”.
وأوضح المتحدث ذاته أن “خطاب الرئيس تبون يبقى متناقضا ما يدعيه من حرص على حماية حدود بلاده ودعم أمن واستقرار المنطقة، وذلك بالنظر إلى أن الجزائر من خلال إقامة مناورات عسكرية بالذخيرة الحية والزيادة في فاتورة تسليحها، فإنها تستهدف رفع مستوى التوتر بالمنطقة”.
وخلص مدير مركز “الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية” إلى أن “الميزانية المرتفعة للتسليح تظل مؤشرا على مساعي النظام الجزائري للتصعيد في المنطقة، الأمر الذي يفسر كذلك رفضه لكل أشكال الوساطة مع لإعادة علاقاته مع المغرب”.