هل يعكس تكرر حرق القرآن تناميا للإسلاموفوبيا في أوروبا؟

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

السياسي السويدي المتطرف راسموس بالودان لدى إحراقه نسخة من القرآن في استوكهولم

مرة أخرى يعيد السياسي السويدي- الدنماركي، المتطرف راسموس بالودان، قضية "الإسلاموفوبيا" في أوروبا، إلى الواجهة بشدة، ويجدد مخاوف الجاليات المسلمة والعربية، المقيمة في السويد، وفي أوروبا بشكل عام، عبر إقدامه مجددا،على حرق نسخة من القرآن الكريم، السبت 21 كانون الثاني/ يناير، أمام السفارة التركية، بالعاصمة السويدية ستوكهولم.

وليست هذه هي المرة الأولى، التي يقدم فيها راسموس بالودان، زعيم حزب "سترام كوكس" أو " الخط المتشدد" اليميني المتطرف، بإحراق نسخة من القرآن الكريم، ففي نيسان إبريل من العام 2022، قام بالودان مع أنصار حزبه بإحراق نسخ من القرآن الكريم، مما أدى في ذلك الوقت، إلى اندلاع مواجهات واسعة، في أنحاء متفرقة من السويد، حيث خرج شبان مسلمون إلى الشوارع، ورشقوا أنصار حزب بالودان ورجال الشرطة، بالحجارة كما أحرقوا عدة سيارات بعضها يعود للشرطة.

ويثير اصرار راسموس بالودان،وحزبه اليميني المتطرف، على تكرار هذا التصرف، العديد من علامات الاستفهام حول ما الذي يهدف إليه؟ وما إذا كان عقديا أم سياسيا؟ كما يثير لدى الجاليات المسلمة في السويد وأوروبا، العديد من التساؤلات حول سياسات الحكومات الأوروبية، في الحد من تداعيات ظاهرة الإسلاموفوبيا، التي ما إن تهدأ في بلد أوربي، حتى تتزايد في بلد آخر.

إدانة رسمية سويدية

وقد بدا أن السلطات السويدية، على وعي بالانتقادات والاحتجاجات، التي توالت من قبل العديد من الدول العربية والإسلامية، على ماقام به راسموس بالودان وعلى رأسها تركيا، والتي تساءلت جميعها عن كيف تساهلت السلطات السويدية مع راسموس بالودان، كي يستمر في هذه التصرفات المحرجة لها.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • لماذا تتزايد المخاوف في أوروبا من البعوض الناقل للأمراض؟
  • دونالد ترامب: هل سيدخل الرئيس الأمريكي السابق السجن؟ - التايمز
  • الضفة الغربية: هل سيقوم الجيش الإسرائيلي بعملية عسكرية واسعة
  • شح المياه: هل جهود الدول العربية كافية لمكافحة أزمة الفقر المائي؟

قصص مقترحة نهاية

وفي تغريدة له على حسابه على تويتر، الأحد 22 كانون الثاني/ يناير، أدان رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، حرق بالودان للقرآن في استوكهولم، وكتب قائلا "حرية التعبير جزء أساسي من الديمقراطية، ولكن ما هو قانوني ليس بالضرورة أن يكون ملائما". وأضاف "حرق كتب تمثل قدسية للكثيرين عمل مشين للغاية. وأريد أن أعرب عن تعاطفي مع جميع المسلمين الذين شعروا بالإساءة بسبب ما حدث في ستوكهولم".

أما وزير الخارجية السويدي، فقد كتب هو الآخر عبر حسابه على تويتر السبت 21 كانون الثاني/ يناير، قائلا إن "الاستفزازات المعادية للإسلام مروعة" وأضاف قائلا "السويد لديها حرية تعبير بعيدة المدى، لكن هذا لا يعني أن الحكومة، أو أنا نفسي ندعم الآراء التي يتم التعبير عنها".

تخطى البودكاست وواصل القراءة
البودكاست

بودكاست أسبوعي يقدم قصصا إنسانية عن العالم العربي وشبابه.

الحلقات

البودكاست نهاية

وكانت التقارير قد أشارت إلى أن بالودان، قام بإحراق نسخة من القرآن الكريم، أمام مقر السفارة التركية في ستوكهولم، بعد حصوله على تصريح رسمي من السلطات، وهو ما استتبعته إدانة قوية، من قبل وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الذي وصف ما حدث بأنه "جريمة عنصرية وكراهية".

تصرف متكرر

ويقوم راسموس بالودان ،بأعمال حرق نسخ من القرآن الكريم، في مختلف مدن الدانمارك منذ عام 2017، وبرأي مراقبين، فإنه وفي تكراره لهذا التصرف، يمضي على خطى زعماء اليمين المتطرف، على الساحة السياسية الأوربية، والذين يعتبرون أن العداء للإسلام وللمهاجرين المسلمين، ورقة رابحة لكسب الشعبية في أية انتخابات يخوضونها.

والمتابع لأنشطة اليمين المتطرف في أوروبا، يمكنه أن يدرك بسهولة، أن تلك الجدلية المستمرة، بين دعاوى حرية التعبير من جانب تلك الأحزاب اليمينية، والاتهامات بازدراء المقدسات الدينية من قبل الجاليات والدول المسلمة على الجانب الآخر، ما تلبث أن تهدأ في بقعة أوروبية حتى تندلع في بقعة أخرى بفعل تصرفات من هذا القبيل.

حدث ذلك عندما أعادت مجلة (شارلي إيبدو)، الفرنسية الساخرة، نشر رسومها الكاريكاتورية، المسيئة للنبي محمد في أيلول/سبتمبر من عام 2020، وقد أدى في ذلك الوقت إلى احتجاجات عنيفة من قبل متظاهرين مسلمين في أنحاء العالم.

وحدث أيضا في نيسان/إبريل من العام ،2021 عندما نشر السياسي اليميني الهولندي المتطرف، "خيرت فيلدرز"، زعيم حزب الحريات اليميني، مقطع فيديو على حسابه على"تويتر" عنون له بعبارة "لا للإسلام لا لرمضان..حرية ، لا للإسلام "، وهو الفيديو الذي أغضب الجالية المسلمة في أنحاء أوروبا، كما أغضب ملايين المسلمين في أنحاء العالم.

رؤيتان متعارضتان

وترى كل المؤسسات الرسمية الإسلامية حول العالم، أن ازدراء الأديان يجب ألا يدخل ضمن ما يعرف بحرية التعبير، كما تطالب بقانون دولي يجرم معاداة الإسلام والتمييز ضد المسلمين، وتعتبر أن الإساءة لأي رمز ديني لايعد سلوكا ينم عن حرية ولا حضارة.

على الجانب الآخر، فإن المعسكر الذي يرى أن انتقاد الأديان، يمثل نوعا من حرية التعبير، يتهم المؤسسات الدينية بالنفاق، ويعتبر أن حرية الأديان، تعني في نفس الوقت حرية انتقاد الأديان، ويعتبر كثير من المختصين بهذا الجانب، أن الجدل كله، ينبع من وجود مجتمعين على طرفي النقيض من الناحية الفكرية، فيما يتعلق بالنظرة إلى الأديان.

وبعيدا عن الطرفين يعتبر، مختصون بالحوار بين الأديان، أن هناك عدة عوامل تعمق من الخلاف، بشأن ما إذا كان تناول الأديان بالنقد، يمثل حرية تعبير أم نوعا من الازدراء، وهي عوامل تتعلق بالهيمنة الأوروبية، والإسلاموفوبيا، وتاريخ حقبة ما بعد الاستعمار. وهي تسهم في مفاقمة الشعور بالألم تجاه تلك الأحداث لدى المسلمين في أنحاء العالم.

برأيكم

هل يعكس تكرر حرق نسخ من القرآن الكريم تناميا لظاهرة الإسلاموفوبيا في أوربا؟

كيف تقيمون ردود الفعل التي توالت من العديد من دول العالم الإسلامي ضد حرق القرآن في استوكهولم؟

وكيف ترون ردود الفعل الرسمي من قبل رئيس الوزراء ووزير الخارجية السويدي؟

إذا كنتم من الجالية المسلمة في أوربا ما الذي يعنيه لكم تكرار هذا السلوك؟

هل يمكن للحكومات الأوربية أن تحد من أنشطة اليمين المتطرف المعادية للمسلمين والمهاجرين بشكل عام؟

وكيف ترون ماتقول أحزاب اليمين المتطرف الأوربية من أن أعمالا من هذا القبيل تدخل ضمن حرية التعبير؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 23 كانون الثاني/ يناير

خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر تويتر على الوسمnuqtqt_hewar@

كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب