أكد ماهر فرغلى، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، أن عودة الإخوان دعوياً أو اجتماعياً أو سياسياً إلى الساحة من جديد مستحيلة لأن الشعب المصرى لفظهم وكتب نهايتهم إلى الأبد، وأوضح «فرغلى»، فى حوار لـ«الوطن» أن خيرت الشاطر كان الحاكم بأمره خلال عام حكم الإخوان الأسود وكان يرسل التعليمات إلى الاتحادية لينفذها محمد مرسى، مشيراً إلى أن الانقسامات داخل الجماعة كانت حول أموال التنظيم وإدارة الملف الاقتصادى وكمية الأموال المهولة خارج مصر والشركات والاستثمارات فى أفريقيا وأمريكا، والجماعة الإرهابية سعت لتدشين حرس ثورى على غرار إيران وتشكيل ميليشيا مسلحة تدافع عن التنظيم وتهاجم معارضيهم وهربت وثائق الدولة السرية للخارج.. وإلى نص الحوار:

الجماعة الإرهابية سعت لتدشين حرس ثوري وتشكيل ميليشيا تهاجم معارضيها 

مثلت ثورة 30 يونيو شهادة وفاة لتنظيم الإخوان.. ما تعليقك على ذلك؟

- فى الذكرى العاشرة لثورة 30 يونيو، نهنئ الشعب المصرى على الثورة التى قضت على حكم الطاغوت، ثورة 30 يونيو أنهت حكم الجماعة الإرهابية بعد فشل كبير فى إدارة الدولة، بعدما أداروها بعقلية القبيلة، فحدثت أزمات اقتصادية وسياسية وأمنية، وعلى جميع المستويات داخل الدولة المصرية، والشعب شعر بعمق الأزمة التى يواجهها، لذلك خرج فى «30 يونيو» بالملايين فى ميدان التحرير والميادين المختلفة بالمحافظات، لإنهاء حكم المرشد المستبد، بعد عام شمل تهديداً للسلطة القضائية وحصاراً لدار القضاء العالى والمحكمة الدستورية العليا وحصاراً لمدينة الإنتاج الإعلامى، ومساعى لتدشين حرس ثورى، على غرار الحرس الثورى الإيرانى، وتشكيل ميليشيا مسلحة لتدافع عن التنظيم، وتهاجم معارضيهم، وإصدار إعلان دستورى ظالم، والتعامل مع جهات استخبارية إقليمية ضد مصلحة الوطن، فأخرجوا وثائق الدولة السرية للخارج.

من كان يحكم مصر فى عام الإخوان؟

- قولاً واحداً، كان خيرت الشاطر، فهو من كان يحكم ويجلس مع الجميع، سواء كانت الجماعات السلفية حيث سعى لتشكيل الجبهة الشرعية للحقوق والإصلاح، وتشكيل أكثر من 10 أحزاب سلفية، لحشد السلفيين مع الجماعة، والجلوس مع الألتراس لتكون أداة لممارسة العنف ضد أعداء الجماعة، وتدشين قنوات إسلامية وصحف بديلة عن الصحف القومية، كذلك على المستوى الاقتصادى، فكان هناك ترتيبات لتشكيل جمعية رجال أعمال جديدة بقيادة «الشاطر»، وهو من يعطى الأوامر وترسل للاتحادية.

كيف ترى انقسامات تنظيم الإخوان؟

- انقسامات الجماعة حدثت بشكل طولى وبشكل عرضى، أما الانقسام الأول فانقسم إلى قسم فى السجون وقسم آخر خارج البلاد، وقسم ثالث كامن داخل الدولة لا يرفع شعار الإخوانى ويتخفى وهؤلاء نسميهم «الطابور الخامس» أو «الخلايا النائمة»، أما الانقسام العرضى للجماعة، فهو منقسم إلى مجموعات، الأولى جمدت مواقفها داخل مصر وخارج مصر وحدثت لها صدمة ما حدث فى العام الأسود لحكم محمد مرسى، ومجموعة أخرى رفعت شعارات الثورية واستمرار العمل المسلح والصدام مع مؤسسات الدولة، وهؤلاء مجموعة الكماليين وأنشأهم «محمد كمال»، والطائفة الثالثة أكثر سياسية من الكماليين، صحيح أنها مؤمنة بالأمور الفكرية الخاصة بالعنف والصدام، لكنها ترفع بعد هذا الفشل راية السياسة والدعوة وتلك مجموعة محمود حسين، وهى مرتبطة بدول إقليمية وأجهزة استخبارات، أما الطائفة الأخيرة، فهى مجموعة مؤمنة بضرورة التخلى عن الشكل القديم للجماعة، والتخلى عن الصراع عن السلطة، ويمثلها صلاح عبدالحق الذى تولى مهمتها إبراهيم منير.

وما سر الانقسام داخل الجماعة؟

- الانقسامات حول استراتيجية الجماعة ومن يقودها الآن، والخلاف حول أموال التنظيم وإدارة الملف الاقتصادى، فالجماعة تمتلك أموالاً مهولة خارج مصر، بالإضافة لشركات واستثمارات فى أفريقيا وأمريكا وغيرها من الدول، بجانب التمويلات التى يتم ضخها للمنظمات الحقوقية التابعة لها، أيضاً الانقسام الأخلاقى، فهناك مجموعة فسدت أخلاقياً وأساءوا لبعضهم عبر منصات التواصل الاجتماعى، فما يحدث داخل الجماعة مهازل كبرى.

وماذا عن مستقبل الانقسامات؟

- سيطول هذا الانقسام خلال المستقبل القريب، وأعتقد أن الجماعة لن تستطيع الالتئام، والعودة من جديد، وستكون هناك وجوه مختلفة لجماعة الإخوان، وسيطول ضعف جماعة الإخوان بالخارج.

الشعب المصري لفظ الجماعة 

الشعب شاهد خلال عام واحد أحداث صدام فى الشوارع، بدءاً من مجزرة الاتحادية، وأحداث مكتب الإرشاد، وأحداث سيدى جابر وإلقاء الناس من فوق العمارات، وترهيب رجال الأعمال وعمل لجان محاكمة المعذبين لترهيب رجال الأمن، وإحضار قتلة الرئيس الأسبق أنور السادات لاحتفالات نصر أكتوبر، وكذلك تدشين مؤتمر دولى للعداء ضد سوريا، ومهزلة مؤتمر سد إثيوبيا.