يخوض منتخب الأرجنتين للسيدات تحدياً جديداً في كأس العالم واضعاً نصب عينيه تحقيق هدف واضح في نهائيات أستراليا ونيوزيلندا: العبور، لأول مرة، إلى ثمن نهائي كأس العالم.

تصل كتيبة لاس غيريراس إلى نهائيات أستراليا ونيوزيلندا بهدف صنع التاريخ، إذ إنه بغض النظر عن التقليد الكروي العريق والناجح في الأرجنتين، لم يسبق لمنتخب السيدات – الذي شارك في ثلاث نهائيات عالمية .

تخطي دور المجموعات ولم يحصد أي انتصار في أغلى مسابقة على مستوى المنتخبات.

بقيادة مدرب وضع بصمته على فريق ذو إمكانات كبيرة، ستواجه لا ألبيسيليستي، الذي يجمع شابات موهوبات بلاعبات مخضرمات وذات خبرة دولية واسعة، ثلاثة خصوم من العيار الثقيل.

ستكون إيطاليا العقبة الأولى في طريق الأرجنتينيات إلى المرحلة التالية، تليها جنوب إفريقيا، بطلة كأس أفريقيا ٢٠٢٢، بقوتها البدنية الهائلة، ثم السويد، القوة الضاربة عالميا التي احتلت المركز الثالث في النسخة الأخيرة.

بغض النظر عن التوقعات والتكهنات، فقد ظهرت الأرجنتين بمستوى رائع في كوبا أمريكا، مما مكنها من التأهل عن جدارة إلى كأس العالم.

في المرحلة التمهيدية، احتلت المركز الثاني خلف البرازيل لتعبر إلى الدور نصف النهائي، حيث سقطت أمام كولومبيا المضيفة (١-٠)، قبل أن تستعيد توازنها لتهزم باراجواي (٣-١) في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.

بفضل تألق فانينا كوريا في حراسة المرمى، وصلابة الخط الخلفي، وشدة خط الوسط، ونجاعة الخط الأمامي، سيسعى المنتخب الأرجنتيني إلى صنع الحدث بالتواجد ضمن أفضل ١٦ منتخبا في العالم.

مباريات الأرجنتين في المجموعة السابعة:
٢٤ يوليو
الأرجنتين – إيطاليا (١٨:٠٠ بالتوقيت المحلي، ملعب إيدن بارك)

٢٨ يوليو
الأرجنتين – جنوب أفريقيا (١٢:٠٠ بالتوقيت المحلي، ملعب دنيدن)

٢ أغسطس
الأرجنتين – السويد (١٩:٠٠ بالتوقيت المحلي، ملعب وايكاتو)

خيرمان بورتانوفا، التجديد اللازم:
ظهر في صفوف المنتخب الأرجنتيني، الذي خرج من الدور الأول في فرنسا ٢٠١٩، مشاكل وتباعد واضح بين جزء من الجهاز الفني وبعض اللاعبات المعروفات.

وفي هذا السياق، وفي ظل التحدي المتمثل في تحقيق التأهل إلى نهائيات أستراليا ونيوزيلندا ٢٠٢٣، تولى خيرمان بورتانوفا زمام الأمور في ٢٧ يوليو ٢٠٢١.

وسرعان ما نجح هذا القائد ذو الشخصية القوية في كسب ثقة اللاعبات بفضل أفكاره الواضحة ومشاريعه الطموحة وأسلوبه الكروي غير قابل للتفاوض للتحكم في إيقاع اللعب.

وصل بورتانوفا إلى هذا المنصب بعد تتويجه بثلاث بطولات في كرة القدم الأرجنتينية للسيدات على رأس فريق أوركيزا (٢٠١٤، ٢٠١٧/٢٠١٨ و٢٠١٨/٢٠١٩).

وهكذا، وضع بصمته وحسه البرغماتي وحرص على تسوية الخلافات الداخلية، ليستدعي من جديد إستيفانيا بانيني، لاعبة حاسمة في المنتخب الأرجنتيني.

أقنع المجموعة بقدرتها على مقارعة أي خصم، وبهذه الفلسفة حجز تذكرة السفر إلى أوقيانوسيا للمشاركة في كأس العالم.

وسيكون أول تحدي للفريق هو تخطي المجموعة الصعبة التي أوقعته القرعة فيها.

لاعبة حاسمة: إستيفانيا بانيني..
بحضور لافت في أتلتيكو مدريد، وبعد غياب طويل على منتخب بلادها، عادت إستيفانيا بانيني إلى لا ألبيسيليستي قبيل انطلاق بطولة كوبا أمريكا لتلعب دوراً حاسماً في الطريق إلى التأهل لكأس العالم.

تألقت بثلاث تمريرات حاسمة وفرضت علو كعبها عندما كان فريقها في أمس الحاجة إليها.

ففي سنّ الـ ٣٢ – وبغض النظر عن إعلانها الاعتزال دوليا بعد كأس العالم المقبلة – أظهرت أنها لا تزال حاضرة بقوة، وأثبتت أنه رغم القاعدة الصلبة التي تتوفر عليها الأرجنتين، لا يمكن لكتيبة لاس غيريراس الاستغناء عن لاعبات بهذه الموهبة لتعزيز الأداء الجماعي.

عرفت إستيفانيا كيف تنسجم مع خطة بورتانوفا، الذي يعطي الأولوية للتعامل الجيد مع الكرة ويثق في جودة وموهبة وإبداع لاعبات مثل بانيني.

وقد اختارها الفيفا ضمن فريق السيدات المثالي لموسم ٢٠٢١، وأضحت عنصراً أساسياً في خط الهجوم بفضل رؤيتها الثاقبة لإعطاء التمريرات الحاسمة.

وفي ظل هذا العمق الهجومي، ستسعى الأرجنتين لصنع الحدث في المجموعة السابعة.

لاعبة تحت الضوء: ياميلا رودريغيز..
تتمتع ياميلا رودريغيز بالعديد من الخصائص التي تتميز بها كرة القدم الأرجنتينية، فهي ذكية وتتحرك بشكل جيد في الملعب عندما تكون الكرة بحوزتها، وتكون أذكى عندما ترافق الهجمة دون لمس الكرة، بفضل إبداعها، فضلاً عن حسّها التهديفي.

وإلى جانب أدائها الرائع مع بوكا جونيورز، الفريق الذي تعشقه وخاضت معه نهائي النسخة الأخيرة من كوبا ليبرتادوريس، خطفت الأضواء أيضاً مع منتخب الأرجنتين في كوبا أمريكا ٢٠٢٢.

توّجت هدافة للبطولة بستة أهداف، منها هدف التعادل الذي سجلته قبل ١٢ دقيقة من نهاية المباراة الحاسمة ضد باراغواي، لتنطلق عودة الأرجنتينيات في النتيجة (٣-١) لحسم التأهل إلى كأس العالم.

في بداية هذا الموسم، انتقلت إلى صفوف نادي بالميراس البرازيلي.

وفي ظهورها الأول سجلت هدفين وأعطت تمريرتين حاسمتين في فوز فريقها بنتيجة ٩-٠ على ريال أريكيميس.

الأرجنتين في نهائيات كأس العالم:
سيشارك المنتخب الأرجنتيني في كأس العالم للسيدات للمرة الرابعة.

في مشاركته الأولى، في الولايات المتحدة ٢٠٠٣، ودّع المنافسة من دور المجموعات بعد أن حصد ثلاث هزائم أمام كل من اليابان وكندا وألمانيا، بطلة العالم لاحقاً.

وبعد أربع سنوات، في نسخة الصين ٢٠٠٧، انهزمت الأرجنتينيات مرة أخرى أمام اليابانيات (١١-٠) في ظهورهنّ الأول في المجموعة.

وبعدها، انهزمن أمام اليابان وإنجلترا ليخرجن مبكراً من البطولة.

وبعد ١٢ عاماً من الغياب، عادت الأرجنتين إلى المسابقة الأغلى في فرنسا ٢٠١٩، حيث ظهرت بوجه أفضل.

تعادلت بدون أهداف أمام اليابان في اللقاء الأول، وسقطت بنتيجة ١-٠ أمام إنجلترا قبل أن تنتزع تعادلاً مثيراً ضد اسكتلندا بنتيجة ٣-٣ (بعدما كانت متأخرة بـ ٣-٠).

و كانت قاب قوسين أو أدنى من تحقيق تأهل تاريخي إلى الدور ثمن النهائي.