نازحة تروي لـ «التغيير» قصة عيدين خارج الديار بسبب الحرب 


 

ما تزال قصص النازحين والنازحات من ويلات الحرب في الخرطوم تمتليء بالمآسِي والأحزان بعد مرور عيدين عليهم «عيد الفطر» و «عيد الأضحى» وهم خارج دورهم موزعين على العديد من الولايات.

التغيير: ود مدني _ عبدالله برير

بعض النازحين الذين فروا من جحيم الخرطوم إلى الولايات القريبة حالهم أفضل من غيرهم خاصة و أن العديد منهم خرجوا ببعض الأموال و المداخرات مكّنتهم من تأجير شقق و منازل رغم أن أسعارها باهظة جداً تضاعفت عدة مرات، فيما انتقل بعضهم إلى السكن مع أقربائهم تقاسموا معهم المأوى ولقمة العيش ولكن عدد كبير منهم لم يجدوا خياراً غير اللجوء إلى المدارس التي تحولت إلى معسكرات مؤقتة يعانون ضيق ذات اليد و شظف العيش و يتقاسمون الحنين إلى ديارهم و بيوتهم التي هجروها مكرهين بسبب الحرب.

«التغيير» إلتقت بالنازحة «المقام الأمين»، كانت تسكن  الخرطوم بضاحية الكلاكلة جنوبي العاصمة قبل أن تفر مع أسرتها بعد أن فقدوا الأمن والطمأنينة في الحي  و تقول المقام: جئنا إلى مدينة ود مدني قبل عيد الفطر بيوم واحد، لم نفقد فرداً من الأسرة والحمد لله لكن الإشتباكات كانت تدور في مناطقنا وخاصة بالقرب من مقر الاحتياطي المركزي وكنا نسمع دوي الرصاص حتى حوائط منازلنا تضررت منه.

وتضيف:«ظللنا نسمع أخبار المفقودين والمتوفين لأننا لم نخرج من المنزل مطلقاً».

و أوضحت أنها وصلت ود مدني مع أفراد أسرتها بينهم أطفال رضّع وآخرين في سن العامين والثلاثة أعوام ايضا.

وفيما يلي عدد أفراد العائلة الذين نزحوا قالت المقام: «نحن جميعا خمس أسر، أربعة منها جاءت لمدينة ود مدني عن طريق شرق النيل تعرضوا لمضايقات، بينما حضرنا نحن بالطريق الرئيسي ولم نصادف اي إرتكازات سواء من الدعم السريع أو الجيش لأن الاشتباكات كانت تدور داخل العاصمه وقتذاك» .

وتابعت: «صحيح أننا وصلنا بسلام على مستوى الأسرة الصغيرة ولكن أخبار بقية الأهل كانت مفزعة سواء الذين تركناهم وراءنا أو الذين نزحوا إلى مناطق أخرى، وهذا أكثر الاعياد حزنا بالنسبة لنا».

وكشفت المقام عن حزنها العميق إزاء وضع السودان قائلة:«بالإضافة إلى همنا الشخصي المتمثل في ترك دورنا وفراق أحبتنا واقع بلادنا أصبح مراً بعد موت الأبرياء ودمار البنيات التحتية» .

وحكت المقام عن تفاصيل نزوحهم لو دمدني وقالت: «سمعنا أن ولاية الجزيرة تأوي النازحين لكن في بداية الأمر مكثنا مع أقربائنا في الخرطوم ولكن تزامن إصابة زوج أختي بجلطة دماغية بسبب الحرب وفقد القدرة علي الحركة والكلام ولم يتوفر العلاج في مدني إلا بالتسجيل في مركز إيواء ما دفعنا إلى الإنتقال إلى هذا المعسكر بسبب حالة زوج أختى» .

«دار المقام» واحدة من آلاف النساء الذين فرن من العاصمة الخرطوم و المدن التي إمتد إليها حريق الحرب في شمال وجنوب كردفان و إقليم دارفور بين ليلة وضحاها أصبحن رفقة أسرهن مشردات يبحثن عن الأمن في مناطق لم يصلها جحيم الحرب يكتوين بنار النزوح و مرارة الفقد و التهجير القسري يغزلن الحنين حكايات تراودهن أحلام العودة إلى بيوتهن و هن في الواقع أمضن  العيد الثاني خارج الديار.

تاريخ الخبر: 2023-06-30 15:24:16
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 50%
الأهمية: 56%

آخر الأخبار حول العالم

هجوم إسرائيلي على الضفة الغربية.. واستشهاد 5 فلسطينيين

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-05 06:22:19
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 67%

دعمًا لفلطسين.. فصائل عراقية تستهدف ميناء حيفا في إسرائيل

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-05 06:22:15
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 58%

الرئيس الفرنسي: الحوار مع روسيا يجب أن يستمر

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-05 06:22:09
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 53%

أمطار مصحوبة برياح مثيرة للأتربة والغبار على 7 مناطق السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-05 06:23:35
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 55%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية