تساءلت مجلة “لوبوان” الفرنسية، في مقال لها، تحت عنوان “المغرب العربي وتهديدات منطقة الساحل”، عن إمكانية انتقال عدوى الانقلابات إلى بعض الدول المغاربية، خاصة في ظل العمليات الجهادية والانقلابات العسكرية ومرتزقة فاغنر والرفض المتزايد لفرنسا والاتحاد الأوروبي بمنطقة شمال غرب إفريقيا.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية، أن النيجر التي عرفت انقلابا قاده الحرس الرئاسي ضد الرئيس محمد بازوم، تقع على حدود مالي وبوركينا فاسو، حيث تم احتلال 40% من أراضيها من قبل جماعتين جهاديتين تابعتين لتنظيمي “الدولة” و”القاعدة”.
وأضافت الصحيفة، أن النيجر التي تعد واحدة من أفقر دول العالم، في الحدود مع دولتين مغاربيتين، هما الجزائر وليبيا، مشيرة أن الجزائر، تعلن رسميا وقوفها ضد الانقلابيين، لكنها تبتهج لما تتعرض له فرنسا.
وتابعت أن ليبيا، الدولة ذات الحكومتين، الممزقة بين الشرق والغرب، مركز لكل حركة المرور إلى منطقة الساحل. وقد تسببت مخزونات الأسلحة التي تراكمت لدى الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، في تغذية المليشيات والمافيا والمنظمات غير الشرعية الأخرى في عدة دول مجاورة، وأصبح ذلك ثروة للمهربين. كما خلط الانقلاب الأخير في النيجر، الأوراق، وصار البلد ساحة للصراع الدولي بين القوى الكبرى، إذ تبدو التداعيات على المدى المتوسط غير واضحة.
إلى ذلك، بات الانقلاب يهدد الاستقرار في غرب أفريقيا، ويهدد المصالح الأمريكية والفرنسية في القارة، ويعزز الفرص الصينية والروسية خاصة. كما يفتح الباب أمام الجماعات المسلحة والمتطرفة لتحقيق مكاسب. في ما يبدو من غير المرجح أن تعود النيجر إلى الديمقراطية على المدى القصير. تقول المجلة.
