في وقت تتواصل فيه تحضيرات الحزب الاشتراكي الموحد، لعقد مؤتمره الوطني الخامس المرتقب شهر أكتوبر المقبل، طفى على السطح نقاش الخلف داخل تنظيم الزعيم التاريخي محمد بنسعيد آيت إيدر، بعد استنفاذ أمينته العامة، نبيلة منيب، ولايتين اثنتين على رأسه.
ولم تظهر بعدُ، إلى حدود اللحظة، ملامح من سيتولى قيادة “الشمعة” في المرحلة القادمة، لكن بعض التكهنات تشير إلى إمكانية تغيير قوانين الحزب لفسح المجال أمام منيب للترشح لولاية ثالثة، خصوصا أن العثور على من يخلفها مهمة ليست باليسيرة، في ظل الانقسام الذي يعرفه الاشتراكي الموحد، والذي تسعى منيب جاهدة إلى احتوائه ومنع خروجه إلى العلن.
وأرخى الانشقاق الذي تعرض إليه الحزب الاشتراكي الموحد قبل سنتين على البيت الداخلي لـ”الشمعة”، بعدما قرر تيار “اليسار الوحدوي” بقيادة قادة بارزون هم محمد الساسي، محمد حفيظ، محمد مجاهد، نجيب أقصبي ومصطفى الشناوي؛ الانسحاب من التنظيم مقابل الالتحاق بفيدرالية اليسار احتجاجا على انزلاقات منيب أبرزها، سحب الترشيح المشترك مع أحزاب فيدرالية اليسار في الانتخابات دون الرجوع إلى المجلس الوطني للحزب، وبروز ما وصفوها آنذاك بمظاهر عبادة الشخصية داخل الحزب، في إشارة إلى نبيلة منيب.
كما أثَّر تواري بعض الوجوه البارزة في الاشتراكي الموحد إلى الخلف، في مقدمتها عمر بلافريج على حضور الحزب داخل المشهد السياسي وعلى مستقبله أيضا، في ظل محدودية الأسماء التي قد تكون جوابا على سؤال الخلف داخل هذا الحزب التاريخي.
وفي إطار ترتيبات المؤتمر الخامس للاشتراكي الموحد، شكلت اللجنة التحضيرية عددا من اللجان، أبرزها اللجنة التوجيهية التي ستنجز الوثيقتين المرجعية والسياسية، ولجنة تعنى بتقييم مراحل اندماج اليسار الموحد منذ 2002، مرورا باندماج 2005، ثم اندماج 2014، وصولا إلى 2021 التي عرفت انشقاق الفيدرالية.
