انطلاق حفريات يشرف عليها أساتذة جامعيون: كتابـــة تاريــخ هيبــــون برؤيـــة جزائريـــة لإسقـــــاط المغـــــــالطات


كشف مدير المتحف الأثري المفتوح هييون بعنابة، خليل عزوني  عن بدء استخراج قطع أثرية والوصول إلى بقايا بنايات، بعد أربعة أيام من انطلاق الحفريات  في الموقع بترخيص من وزارة الثقافة والفنون، ضمن الدراسات العلمية التي باشرها باحثون جزائريون مختصون في الآثار من مختلف جامعات الوطن.
وأضاف عزوني في اتصال مع النصر، بأن مشروع الحفرية يشرف عليه الدكتور سليم عنان من جامعة الجزائر 02، وهو أستاذ بمعهد الآثار، بمشاركة أساتذة جامعيين وكذا 32 طالبا من جامعات، الجزائر العاصمة و قالمة و عنابة و الشلف وتلمسان          وقسنطينة.
وأشار المتحدث، إلى أن الهدف من الحفريات هو تقديم قراءات جديدة للموقع الأثري ودراسة الطبقات الستراتيغرافية للموقع و رد الاعتبار لعديد المعالم الأثرية، بالإضافة لاستخلاص قراءة أولية انطلاقا من التساؤلات التي يطرحها الباحثون حول تاريخ المدينة التي شهدت أحداثا هامة، بهدف إعادة كتابة التاريخ بأياد جزائرية، لأن الباحثين الفرنسيين أعطوا معلومات عن الموقع حسب أيديولوجيتهم بعيدا عن الموضوعية، حيث سردوا مغالطات كبيرة بدأت تنكشف مع مرور الوقت، ومن خلال هذه الحفريات وفقا للمصدر سيتم إعادة سرد التاريخ بأنامل جزائرية.
وستسمح الأشغال حسب عزوني، بتعزيز وتدعيم المتحف الأثري هيبون بقطع جديدة نادرة، خاصة وأن موقع عنابة دائما ما يصنع الاستثناء باكتشافات فريدة من نوعها على غرار قناع القورقون الذي عاد إلى المدينة الأثرية هيبون في 2020، بعد غياب دام 24 سنة، عقب سرقته من قبل العصابات الدولية المختصة في تهريب الآثار، إذ هُرب إلى تونس بعد سرقته من ساحة متحف هيبون سنة 1996 تمهيدا لبيعه، وبفضل جهود مصالح الأمن الوطني، تم اكتشاف مكان تواجده، بعد تحريات طويلة، مكنت من استرجاعه سنه 2011 و وضع بالمتحف الوطني للأثار القديمة بالجزائر العاصمة، قبل العودة إلى موطنه الأصلي، حيث يرجع تاريخ اكتشاف القطعة إلى 1930 على يد المهندس « شوبو» و يبلغ وزنها 320 كلغ.
وأكد مدير متحف هيبون، بأن الاكتشافات في المدينة الأثرية التي تتربع على مساحة 60 هكتارا، لم تتعد 30 بالمائة، مند الحقبة الاستعمارية، و لا تزال 70 بالمائة من خباياها غير معروفة و تعد مدخرات تاريخية للأجيال القادمة، فيما يجري الآن التوسع في نقاط الاستكشاف والبحث، إذ تتضمن المدينة الأثرية عدة مواقع منها المعلم الديني المسيحي، الذي بُني كنسخة عن الكنسية الحقيقة الموجودة بأسفل موقع هيبون، وقد مست الحفريات والبحوث رقعة تتربع على25 هكتارا فقط من الموقع.
وتعمل وزارة الثقافة، حسب مدير الحماية القانونية للممتلكات الثقافية عمار نوارة، على إعادة بعث الحياة في المدينة الأثرية    التي وضع حجر أساسها الملوك النومديون، وتتعلق  الأنشطة بتثمين الموقع بغية تصنيفه كتراث عالمي، لما يحظى به من قيمة مهمة للإنسانية جمعاء وتراكم حضاري، حيث كانت المدينة أول محطة إغريقية بعد سرت الليبية، و محطة تجارية فنيقية قبل تأسيس قرطاج بتونس بأربعة قرون، وصارت في العهد الروماني واحدة من أهم المدائن الحضارية في شمال إفريقيا، و واجهة تجارية تصدر منها المنتجات نحو روما، وكذا مقرا لأسقفية القديس أوغستين، والتي أعطتها الصبغة العالمية، و حتى خلال الفتح الإسلامي ترك المسلمون بصمتهم بالمدينة الأثرية هيبون، ببناء أول مسجد في عنابة، على أنقاض كنيسة القديس «إتنيان».
من جهة أخرى، استقبل متحف وموقع هيبون الأثري بعنابة مؤخرا، سفير دولة سويسرا بالجزائر مرفوقًا بمجموعة من الباحثين المختصين في عديد المجالات على غرار علم الآثار من جامعة فرايبورغ، أين تلقى الوفد مجموعة من الشروحات حول ما يزخر به المتحف و الموقع الأثري لهيبون من قطع أثرية، وإبراز خصائص ومميزات
المدينة.                                 حسين دريدح

تاريخ الخبر: 2023-08-19 00:25:28
المصدر: جريدة النصر - الجزائر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 59%
الأهمية: 52%

آخر الأخبار حول العالم

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (٢)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-02 06:21:50
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 50%

تراجع جديد في أسعار الحديد اليوم الخميس 2-5-2024 - اقتصاد

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 06:21:03
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 54%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية