منذ ابعاده من وزارة الخارجية، شهر مارس الماضي، اختفى وزير الخارجية الجزائري الأسبق، رمطان لعمامرة، وسط مزاعم من منعه من مغادرة التراب الجزائري، و اعتقاله.
بغض النظر عن مدى صحة منع لعمامرة من مغادرة الجزائر، و الاسباب الكامنة وراء اختفائه، من المؤكد أن لعمامرة ذهب ضحية صراع الأجهزة بين جنرالات الجزائر؛ خاصة بعد ورود تقارير من مجلة “جون أفريك” الفرنسية و موقع “أفرياكن إنتلجنس”، كشفت ان هناك خلافات بين لعمامرة والرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون.
و أشارت مجلة “جون أفريك” الفرنسية، إلى أن لعمامرة يدفع ثمن خلافه مع رئيس الدولة وكذلك مع بعض أعضاء حاشيته، الذين “وبخوه” على طموحاته الرئاسية المزعومة؛ خاصة و أن هناك جناح داعم للعمامرة وكان يريده أن يكون بديلا لتبون العام القادم، والجناح الداعم لتبون يرفض ذلك رفضا مطلقا ويريد أن يجدد لتبون في عهدة ثانية.
لعمامرة؛ الذي أوتي به لإنقاذ الدبلوماسية الجزائرية المعطوبة بعد توالي نكاساتها، يعتبر عراب النظام العسكري الجزائري، و معروف بقربه من الأجهزة الاستخباراتية في عهد الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة.
غير أن وجود جناح داعم لطموحات لعمامرة السياسية، أثار مخاوف الجناح العسكري المؤيد لعبد المجيد تبون، اعتباراً لموعد الانتخابات الرئاسية المقبلة التي قد يترشح فيها لعمامرة.
و رغم كونه من فلول النظام العسكري الجزائري، لم يمر على تعيين رمطان لعمامرة على رأس الدبلوماسية الجزائرية سوى عشرين شهراً (عين في يوليوز 2021) قبل أن يأتي قرار إعفائه الذي أشر عليه الرئيس عبد المجيد تبون، مارس2023.
في عهد لعمامرة، راكمت الخارجية الجزائرية انتكاسات و أخطاء قاتلة؛ و أسهم بشكل كبير في تكريس “عزلة” النظام العسكري على الصعيد الدولي، ولم يستطع مجابهة دينامية الدبلوماسية المغربية، التي انفتحت على حلفاء جدد في مناطق النفوذ الجزائري، خاصة في إفريقيا وأمريكا الجنوبية.
و أي تكن الأسباب الكامنة وراء اختفاء وزير الخارجية الجزائري الأسبق، رمطان لعمامرة، فإن المؤكد هو أن الرجل يكتوي بنيران أصدقاء الأمس، ويؤدي ربما ضريبة اصطفافاته إلى جانب أجنحة معينة داخل المنظومة العسكرية الحاكمة في قصر المرادية.
فمن المعروف أن النظام العسكري الجزائري، لا قاعدة ثابتة له في الحكم، و التداول على السلطة؛ فالصراعات بين أجنحة هذا النظام قد يكتوي به أقرب المقربين؛ حتى و لو كانوا من طينة رمطان لعمامرة؛ عراب النظام الحاكم في الجارة الشرقية، و أحد أبرز وجوه عهد الرئيس الأسبق الراحل عبد العزيز بوتفليقة.