كيف غررت معالجة نفسية بمريضاتها للقيام بأفعال جنسية؟

صدر الصورة، Getty Images

  • Author, إليانور ليهي وديفيا تالوار
  • Role, بي بي سي نيوز

تنبيه: تحتوي هذه المقالة على نصوص ذات طبيعة جنسية

لجأت ما يقرب من اثنتي عشرة شابة مريضة في أوضاع نفسية سيئة إلى عيادة خاصة متخصصة في اضطرابات الأكل في مدينة باث البريطانية على أمل أن تلقين علاجا يغير حياتهن.

لكن سرعان ما تدهورت صحتهن العقلية والجسدية بحسب أقوالهن، لأن المعالجة "الخطيرة" المسؤولة، عرّضتهن للإيذاء النفسي مما زاد من محنتهن.

ومنذ ذلك الحين، أغلقت العيادة أبوابها، لكن المريضات السابقات اوضحن إنهن يعانين من ندوب نفسية وجسدية مدى الحياة ويطالبن بإضاحات عما حدث.

لم تكن كاثرين وآنا وإيما، يعرفن بعضهن وقتذاك، لكنهن كنّ جميعاً يعانين من اضطراب الأكل عندما التقين لأول مرة بمعالجة تدعى آنا أوتي، في بدايات عام 2000.

أعلن مركزها المستقل، عن اتباع نهج جديد لعلاج اضطرابات الأكل، بالاعتماد على تجاربها الخاصة في التعافي من فقدان الشهية.

بدأت الجلسات في المركز بشكل طبيعي، لكن المريضات السابقات أشرن إلى إن العلاج أصبح لاحقاً غريباً وأشعرهن بالقلق.

تقول آنا، التي عانت من رهاب القيء - الخوف من القيء - إن المعالجة آنا أوتي أخبرتها أنها يمكن أن "تتسبب بمرض السرطان لجسدها من خلال أفكارها".

وأوضحت آنا مشاعرها قائلة: "أصبحت قلقة للغاية بشأن صحتي لدرجة أنني بدأت أشعر بأنني مريضة فعلاً، وبدأ الشك يراودني حول مدى قدرة جسدي على القيام بوظائفه والتأقلم". مضيفة: "أعتقد أنها كانت تريد أن يصاب الناس بالمرض ويبقوا على تلك الحال".

تحقيق في اعتداء "معالجين روحانيين" جنسياً على زوارهم من النساء
الجنس مقابل الدرجات العلمية

صدر الصورة، Getty Images

العلاج في العيادة "غير مناسب جنسياً"

تخطى البودكاست وواصل القراءة

بودكاست أسبوعي يقدم قصصا إنسانية عن العالم العربي وشبابه.

الحلقات

البودكاست نهاية

تلقت آنا أوتي ما يزيد عن 1000 جنيه إسترليني (حوالي 1300 دولار) أسبوعياً للرعاية الصحية في العيادة عن كل مريض، وفقاً لمريضات سابقات.

تحدثت بي بي سي إلى 10 مريضات وموظفتين سابقتين، قلن إن السلوك غير اللائق تم تقديمه كعلاج ضروري، وأصبحت المريضات أكثر مرضاً تحت رعايتها.

قالت المريضات السابقات إن الوجبات لم تكن منتظمة، هذا إذا وُجدت أصلاً، حيث كانت تتألف الوجبة أحياناً من قطعة واحدة من الخبز المحمص الجاف يومياً.

تقول بعضهن إنهن شُجعن على مشاهدة أشرطة فيديو إباحية كجزء من "علاجهن".

تصف إحداهن إحدى الجلسات التي خضعت لها، حيث طلبت منها أوتي الوقوف أمام المرآة عارية تماماً، لتبدأ هي بالتعليق على جسدها.

كانت آنا أوتي تصف نفسها في موقعها بأنها اخصائية نفسية في مجال الصحة.

منذ عام 2010 ، بات هذا الاختصاص يخضع لرقابة لجنة الرعاية الصحية والاجتماعية، ولم يكن الأمر كذلك في عام 2006، حيث قدمت أنا أوتي نفسها وقتها أنها "معالجة" ولم تكن هذه المهنة تخضع للقوانين وقتها.

لا يوجد دليل على أن آنا أوتي مسجلة لدى أي هيئة مختصة بالصحة العقلية، ولا دليل أن عيادتها مسجلة لدى مركز الجودة. نظراً لأن عيادتها لم تعلن عن تقديم خدمات طبية، فلم تكن بالضرورة بحاجة إلى أن تكون مسجلة في لجنة جودة الرعاية.

وبالتالي لم يكن هناك من يقوم بتقييم سلامة العيادة التي كانت تدعو النساء إليها.

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

تقول المريضات إنهن عانين من الإكراه والإيذاء النفسي تحت رعاية آنا أوتي.

"الجراحة كعلاج"

دخلت المريضة السابقة إيما - ليس اسمها الحقيقي - إلى العيادة وهي تعاني من فقدان الشهية عندما كانت في العشرين من عمرها. وتقول إن آنا أوتي أصبحت "مهووسة" بالحديث عن جسدها وأعضائها التناسلية أثناء جلسات العلاج.

قالت إيما: "لا يبدو أنه كان من المهم عدد المرات التي قلت فيها إن اضطراب الأكل الذي أعاني منه هو مشكلة تحكم، ولم يتم تصديق ذلك مطلقاً".

"كانت تتساءل باستمرار عما إذا كنت راضية وسعيدة بكل جزء من أجزاء جسدي، إلى أن قلت لها إنني دائماً ما كنت أشعر بالقلق حول مظهر فرجي".

"قالت إن هذا هو السبب والحافز لاضطراب الأكل الذي أعانيه، شعرت وكأن قطاراً قد انطلق فجأة".

تقول إيما إن آنا أوتي رتبت لها عملية تجميل لفرجها في عيادة في لندن.

وتوضح أنه بعد الجراحة قامت أنا أوتي بـ "فحوصات" لمهبلها "للتأكد من أنها كانت تتعافى".

"لم تلمسني بل كانت تقوم فقط بفحص القطب".

"لقد وثقت بها. لكن بالعودة إلى الوراء والتفكير بما كان يحدث، كان هناك إكراه وإساءة نفسية".

غادرت إيما العيادة بعد ستة أسابيع للعودة إلى الجامعة، لكنها تقول إن الأثر الذي خلفه إقامتها في العيادة لا يزال يؤثر على صحتها العقلية والجسدية.

تقول الدكتورة جيسيكا تايلور عالمة نفس ومؤسسة منظمة Victim Focus ، التي تدرب المهنيين لدعم ضحايا الإساءة أنه "لا فائدة لهذا العلاج على الإطلاق"

"حتى لو قال أحدهم أنني أكره هذا الجزء من جسدي وأتمنى أن أجري جراحة تجميلية له، كطبيب نفساني، يجب الوقوف على مسافة أمنة من ذلك وألا تدفعيه إلى القيام بذلك أبداً".

ومثل إيما، تقول المريضة السابقة كاثرين إن جلسات العلاج مع آنا أوتي ركزت بشكل متزايد على أحاسيسها حول جسدها وحياتها الجنسية.

تقول كاثرين إنها خضعت لخطة العلاج حملت اسم "عطلة نهاية الأسبوع الحميمية".

دفعت كاثرين 700 جنيه إسترليني لجلسات علاج استمرت ثلاثة أيام قالت آنا أوتي إنها ستحسن من ثقتها بنفسها.

لكن كاترين تقول إن التجربة تركتها "محطمة".

واطلعت بي بي سي على تقرير نهاية برنامج العلاج كتبته آنا أوتي، تشرح فيه بالتفصيل "العلاج" الذي قدمته.

جاء في التقريرأن كاثرين طلبت منها الدخول إلى غرفة والوقوف خلف ستارة بينما استخدمت كاثرين أداة جنسية كهربائية شجعتها آنا أوتي على استخدامه.

لكن كاثرين تقول ليس هذا ما حدث.

وتشرح كاثرين: "لقد جعلتني أشاهد مقاطع فيديو إباحية. أخبرتني أنني بحاجة للذهاب إلى غرفة معها والاستمناء، قالت إن الحصول على نشوة الجماع ستساعدني على التحسن. دخلت الغرفة وأعطتني بعض النصائح".

وتضيف : "أشعر أنها استغلتني وكأنني دمية صغيرة".

العثور على آنا أوتي

التعليق على الصورة،

كانت آنا أوتي تتقاضى ما يزيد عن 1000 جنيه إسترليني أسبوعياً لقاء تقديم "الرعاية الصحية" في العيادة.

قدمت آنا أوتي خدمات العلاج لما يقرب من عقد من الزمان.

تقول كاثرين إنها كانت واحدة من آخر المرضى الذين غادروا عيادة آنا أوتي في عام 2008 ، وبعد فترة وجيزة من مغادرتها، أغلقت العيادة أبوابها نهائياً.

منذ إغلاق العيادة، من غير الواضح ما إذا كانت أوتي قد استمرت في ممارسة عملها كمعالجة أو اختصاصية نفسية.

هناك عدد من تعليقات والتقييمات على موقع للأعمال المحلية في مدينة باث، ما بين عامي 2009 و 2018 عن آنا أوتي، حيث زعم أحدهم أنها قدمت نفسها على أنها "مرشدة روحية".

أبلغت كل من آنا وكاثرين الشرطة عنها مرتين في عامي 2015 و 2020.

لكن شرطة بلدتي أفون وسمرست أخبرتهما أنه لا توجد أدلة كافية على ارتكابها جريمة جنائية ولم يتم اتخاذ أي إجراءات أخرى.

راسلت بي بي سي، آنا أوتي، للرد على هذه الأقوال لكنها لم ترد على طلبات عديدة للتعليق.

قالت كيري فليمينغ، رئيسة قسم الحماية في جمعية BEAT الخيرية لاضطرابات الأكل، إن تأثير المعاملة السيئة يمكن أن يدوم مدى الحياة.

"إذا مرَّ أحدهم بتجربة قاسية، فقد يجد صعوبة في الوثوق بأحد في المستقبل القريب مرة أخرى".

"رحلات التعافي هذه طويلة، وقد تستمر لسنوات".

من الناحية القانونية، يمكن لأي شخص أن يطلق على نفسه صفة معالج أو اخصائي نفسي. لا ينظم مجلس المهن الصحية والرعاية مهنة "الأخصائي النفسي".

تشعر المريضة السابقة آنا بالقلق من أن المعالجين والاخصائيين النفسيين أمثال أوتي يمكن أن يستغلوا غياب لوائح تنظم هذه الممارسات ويفتتحوا عيادات تلحق الضرر بالناس.

وقالت: "علمتنا تجربتنا أنه يمكن لأي شخص أن يفتتح عيادة لاضطرابات الأكل وألا يتحمل أي مسؤولية عن ممارساته في هذا المجال".

"إذا ذهبت إلى طبيب عام أو طبيب قلب فهم مؤهلون، لكن لماذا يعتبر عقلي أقل أهمية من قلبي؟".

تجارة الجنس السرية في العراق