ما الذي يطالب به المضربون عن الطعام في البحرين؟

صدر الصورة، Twitter

التعليق على الصورة،

بحرينيات يتظاهرن تضامنا مع سجناء يضربون عن الطعام للأسبوع الثالث.

  • Author, نسرين حاطوم
  • Role, مراسلة بي بي سي لشؤون الخليج

دخل الإضراب عن الطعام في مركز الإصلاح والتأهيل في البحرين (المعروف باسم سجن جو) أسبوعه الثالث بعد أن بدأ نحو 400 سجين إضرابا عن الطعام في السابع من آب/أغسطس الجاري.

ويزيد عدد المضربين عن الطعام مع استمرار عدم حصول السجناء على مطالبهم والتي تتمحور حول النقاط التالية:

  • السماح لهم بالتعرّض لأشعة الشمس لأكثر من ساعة في اليوم.
  • فصلهم عن السجناء المدانين بجرائم قتل ومخدرات.
  • إعطاءهم الحق في الدراسة والعناية الطبية.
  • زيارة أفراد عائلاتهم ممن ليسوا أقارب من الدرجة الأولى.
  • إلغاء الحاجز الزجاجي أثناء الزيارات العائلية.

وقد أكد مدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطية، سيد أحمد الوداعي، في مقابلة مع بي بي سي نيوز عربي أن عدد السجناء السياسيين في البحرين فاق 1200 سجين، لافتا إلى أن عدد المضربين عن الطعام في سجن جو يتجاوز حاليا الـ 740 سجينا: "هم مستمرون في الإضراب حتى تحقيق مطالبهم وإن كانت حالات بعض المضربين باتت في دائرة الخطر بسبب تدهور وضعهم الصحي".

وقال الوداعي إن "هذا الإضراب هو الأكبر في تاريخ البحرين، وهو أمر لجأ إليه السجناء بعد أن أوصدت في وجوههم جميع أبواب التفاوض مع سلطات السجن"، على حد وصفه.

ويقول الوداعي الذي يتخذ من لندن مقرا له، إن المطالب التي يرفعها السجناء "مطالب محقة ومشروعة وهي متوفرة لغير السجناء السياسيين، أي المحكومين بجرائم سرقة ومخدرات"، مطالبا السلطات البحرينية بعدم التمييز بين السجناء.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • "ظننت أنه يومي الأخير" - طفل في حادثة تلفريك باكستان
  • زلزال يضرب أجزاءً من ولاية كاليفورنيا خلال عاصفة مدارية
  • إضراب صحفيي مكتب بي بي سي في القاهرة
  • على حدود مصر مع السودان.. البحث عن لقمة العيش قد ينتهي بالموت

قصص مقترحة نهاية

وفيما تُطلق جمعيات حقوقية اسم "سجناء سياسيين" أو "سجناء الرأي" على هؤلاء، ترفض السلطات البحرينية إطلاق هذه التسمية عليهم وتتهمهم بإثارة النعرات الطائفية وببث خطابات تحريضية وبالقيام بأعمال شغب.

"حقنا في الشمس"

تمكنت بي بي سي نيوز عربي من التواصل مع أحد السجناء المضربين عن الطعام في سجن جو، وأكد لنا في اتصال هاتفي أنه مستمر في الإضراب إلى أن تستجيب سلطات السجن إلى مطالبه ومطالب رفاقه في العنابر الآخر، قائلا : " من الطبيعي أن تتدهور بعض حالات السجناء بسبب الإضراب عن الطعام، كثير منهم أغمي عليه بسبب الإضراب.. نحاول طلب المساعدة الطبية لكنهم لا يستجيبون لمطالبنا ولا يأخذون من يصاب بحالات الإغماء بيننا إلى العيادات الطبية أو العناية المركزة". وأضاف: " أخذتُ ثلاثة مواعيد لدى عيادة الأسنان بسبب آلام حادة في الأضراس أعاني منها منذ فترة طويلة، لكنهم لم يأتوا لأخذي إلى العيادة حتى الآن".

وأضاف السجين: " ليس من حقنا سوى ساعة واحدة في اليوم للخروج تحت أشعة الشمس وهي ساعة يمكن أن نُحرم منها لأي سبب، ويمكن أن تمر ثلاثة أيام أو خمسة أيام أو حتى أسبوع من دون أن نُمنح إذن الخروج إلى الشمس. فترة الساعة هي أصلا فترة غير كافية لأن علينا أن نرتب جميع أمورنا في خلال هذه الساعة... من حلاقة واتصالات ومراجعة الشرطة في أمور محددة... إلخ".

وقد شهدت البحرين الأسبوع الماضي تظاهرات لعائلات بعض السجناء طالبت بالإفراج الفوري وغير المشروط عنهم. وعن هذا الموضوع يحذر الوداعي قائلا: " لن تسكت العائلات إن فارق أحد السجناء الحياة بسبب الإضراب عن الطعام وتدهور وضعه الصحي. في حالة الوفاة، قد تخرج الأمور عن السيطرة في الشارع بشكل قد لا تتمكن السلطات البحرينية حينها من التحكم بردّات الفعل". وأضاف: " لا نريد أن تحدث كارثة في البحرين، لذا ندعو السلطات البحرينية إلى النظر بحكمة إلى هذه المطالب وإلى الاستجابة لها".

صدر الصورة، TWITTER

وتداول ناشطون بحرينيون على وسائل التواصل الاجتماعي ومن بينها جمعية الوفاق الوطني الإسلامية المعارضة دعوة للمشاركة في مسيرة يوم الجمعة المقبل في الخامس والعشرين من الشهر الجاري.

المسيرة تنظمها اللجنة المنسقة للإضراب الذي يحمل عنوان "لنا حق".

  • "لنا حق"السجناء في سجن جو البحريني يواصلون إضرابهم عن الطعام
  • السجون المفتوحة: ناشطون بحرينيون يطالبون بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين
  • كيف أحيا البحرينيون الذكرى الثانية عشر لأحداث 14 فبراير؟

صدر الصورة، TWITTER

التعليق على الصورة،

دعوة منشورة على تويتر للمشاركة في مسيرة

وكانت ست عشرة مجموعة حقوقية قد كتبت رسالة إلى مسؤولين في الاتحاد الأوروبي حول الإضراب عن الطعام الذي ينفذه مئات السجناء، من بينها: منظمة العفو الدولية، مركز الخليج لحقوق الإنسان ودوون.

ووُجهت الرسالة إلى جوزيب بوريل الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، وإيمون غيلمور الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان، ولويجي دي مايو الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الخليج.

ودعت هذه المنظمات الاتحاد الأوروبي إلى الضغط على السلطات البحرينية للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع "المعتقلين تعسفيا" بسبب معتقداتهم السياسية، أو بتهم مسيئة، أو بعد محاكمات جائرة، بما في ذلك المدافعين عن حقوق الإنسان كعبد الهادي الخواجة وعبد الجليل السنكيس، وضمان حصول جميع السجناء على الرعاية الطبية اللازمة بشكل عاجل.

صدر الصورة، TWITTER

التعليق على الصورة،

موقعون على رسالة للاتحاد الأوروبي

تخطى البودكاست وواصل القراءة

بودكاست أسبوعي يقدم قصصا إنسانية عن العالم العربي وشبابه.

الحلقات

البودكاست نهاية

واعتبرت الرسالة أن "احترام حقوق الإنسان يرتبط ارتباطا وثيقا بمصالح الاتحاد الأوروبي في منطقة الخليج، كما أن الاعتقال المستمر والوفيات المحتملة للمدافعين البحرينيين البارزين عن حقوق الإنسان يهدّد تلك المصالح".

حاولت بي بي سي نيوز عربي التواصل منذ يوم الإثنين مع الجهات الرسمية البحرينية، من دون أن نتمكّن من تلقي أي تعليق رسمي عن استمرار الإضراب أو حتى عن الإجراءات التي ستتخذها السلطات البحرينية وسط تزايد عدد السجناء المضربين عن الطعام.

لكننا كنا تواصلنا مع الجهات البحرينية المعنية في الأيام الأولى للإضراب، إذ ردت هذه الجهات على طلبنا بالتعليق، ونعيد هنا جزءا من التعليق الذي وصلنا حينها من الإدارة العامة للإصلاح والتأهيل: "النزلاء يتمتعون بحقوقهم كاملة وغير منقوصة وصحتهم وسلامتهم تمثل أولوية رئيسية في إطار استمرار وزارة الصحة في تقديم الرعاية الصحية المتكاملة لهم على مدار الساعة وبأعلى مستويات الكفاءة وهناك قوانين وأنظمة تحكم منظومة الحقوق والخدمات في مراكز الإصلاح والتأهيل ومنها الزيارات والاتصالات الهاتفية ويجب التقيّد بهذه القوانين والأنظمة".