أبرز النظريات والسيناريوهات المتعلقة بمقتل بريغوجين

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة،

مقاتل من مجموعة فاغنر يضيء شمعة في نصب تذكاري مؤقت به صور لرئيس المرتزقة الروسي يفغيني بريغوجين

  • Author, سوزانا قسوس
  • Role, بي بي سي نيوز عربي

أمضى يفغيني بريغوجين ما يقرب من عقد من الزمن في تشكيل مجموعة فاغنر شبه العسكرية، لتصبح المجموعة تلعب أحد أبرز الأدوار بما يخص الحرب في أوكرانيا.

وساعدت قوات فاغنر بقيادة زعيمها بريغوجين في نشر النفوذ الروسي في جميع أنحاء العالم، ودعم حلفاء الكريملين في إفريقيا وسوريا.

والآن تثير الأنباء حول وفاة بريغوجين في تحطم طائرة موجة من التكهنات حول مستقبل المجموعة، وأسئلة حول من سيحل محله وماذا سيحدث لفاغنر بعد حادثة تحطم الطائرة.

في هذا المقال، نلقي الضوء على أبرز ما يتم تداوله من نظريات حول مقتل بريغوجين والسيناريوهات المتوقعة للمجموعة العسكرية بعد الحادثة.

أبرز النظريات حول وفاة بريغوجين

تحدثت إلى فيتالي شيفتشينكو، محرر الشؤون الروسية في قسم المتابعة الإعلامية في بي بي سي، الذي قال إن البيئة الإعلامية "المُقيِّدة" في روسيا تُظهر العديد من الأحداث السياسية والعسكرية وكأنها "نظريات مؤامرة"، فلا يوجد تصريحات من المسؤولين حتى اللحظة، وهذا ما يساعد على نشر العديد من الشائعات المتداولة بشأن مقتل بريغوجين.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • "ظننت أنه يومي الأخير" - طفل في حادثة تلفريك باكستان
  • من الذي فاز في مناظرة مرشحي الحزب الجمهوري الأمريكي للرئاسة ؟
  • كيف كشفت الغارة الجوية التي دمرت سوقاً في إدلب كذب روسيا؟ - التلغراف
  • هيئة النقل الجوي الروسية: بريغوجين كان على متن الطائرة المنكوبة

قصص مقترحة نهاية

من أبرز النظريات كما يلي:

  • بوتين أراد تأكيد سلطته و"التخلّص" من بريغوجين:

آخر التقارير من مصادر وتقارير غير مؤكدة في موقع تحطم الطائرة تقول إنه تم انتشال جميع الجثث العشرة من موقع الحادث والتعرف على جثة بريغوجين، مستندين إلى وجود لائحة أسماء كان اسم زعيم فاغنر من بينها، وأن إحدى الجثث تفقد إصبعاً واحداً، كما كان من المعروف أن بريغوجين يفقد إصبعاً واحداً، بالإضافة إلى العثور على هاتف بريغوجين مرمياً على الأرض في موقع الحادث، بحسب قسم المتابعة في بي بي سي.

تخطى البودكاست وواصل القراءة

بودكاست أسبوعي يقدم قصصا إنسانية عن العالم العربي وشبابه.

الحلقات

البودكاست نهاية

أسماء من كان على متن الطائرة هم: يفغيني بريغوجين، سيرغي بروبوستين، يفغيني ماكاريان، ألكسندر توتمين، فاليري تشيكالوف، دميتري أوتكين، نيكولاي ماتوسيف. وأسماء طاقم الطائرة: قائد الطائرة أليكسي ليفشين، ومساعده رستم كريموف، والمضيفة كريستينا راسبوبوفا.

وقالت هيئة الطيران الروسية إن الطائرة المحطمة من طراز إمبراير. وتم ربط طراز ليغاسي 600 من هذا المصنع منذ فترة طويلة ببريغوجين. ورقم التسجيل الخاص بها هو: RA-02795.

يعتقد شيفتشينكو أن احتمالية أن الكرملين نفّذ الهجوم واردة جداً، ومن خلالها أراد بوتين إعادة تأكيد سلطته، التي رأى العديد ضعفها في الفترة الأخيرة، خصوصاً بعد تمرد فاغنر في 23 و24 من يونيو حزيران 2023.

وهذه الرواية تقول إن الطائرة تحطمت خلال توجهها من مطار شيريميتيفو في موسكو إلى سان بطرسبورغ، وهي طائرة خاصة لرجال الأعمال، تحطمت في مقاطعة تفير شمالي العاصمة موسكو. ونقل أنه قُتل جميع من كان على متنها.

ونقلت وكالات "ريا نوفوستي" و"تاس" و"إنترفاكس" عن وكالة النقل الجوي الروسية "روسافياتسيا"، أن اسم بريغوجين ورد على قائمة ركاب الطائرة.

ورأت بعض فرق التحقيقات على الأرض وجود آثار دخان خلفتها الصواريخ في السماء التي يُعتقد أن تكون وراء سقوط الطائرة خصوصاً مع وجود ثقوب في حطام الطائرة.

  • بريغوجين زوّر وفاته:

يرى شيفتشينكو أنه "منطقي" أن نفترض أن بريغوجين كان يعلم بأنه سيواجه مصير القتل وربما حاول من خلال تزوير وفاته أن يخلّص نفسه من كونه على "لائحة المطلوبين" لدى الكرملين.

وتشرح الصحفية أولغا روبنسون من قسم التحقق التابع لـبي بي سي قائلة إن بريغوجين كان بالفعل قد زوّر مقتله خلال السنوات الخمس الماضية مرتين على الأقل، بتحطم طائرة، وظهر بعد ذلك بشكل طبيعي على الإعلام مجدداً.

ففي عام 2019، تم الإعلان عن مقتله في حادث تحطم طائرة في 13 أكتوبر تشرين الأول في الكونغو، ولكنه عاد للظهور بعدها، والمرة الثانية في عام 2022 خلال الحرب الروسية الأوكرانية.

لكن هذه المرة، تتوفر لدينا المزيد من المعلومات التي تشير إلى وفاته من وكالة الطيران الروسية التي أدرجت اسمه في القائمة من ضمن المسافرين.

ومن المعطيات المتوفرة لدينا حتى اللحظة، تفيد مصادر مجهولة عديدة بأنه من المرجح أن يكون قد قُتل بالفعل هذه المرة.

  • بريغوجين كان على متن طائرة أخرى في نفس اليوم:

هو معروف بأنه "سيد التلاعب والخداع"، يقول شيفتشينكو.

أظهر قسم التحقق في بي بي سي وجود تكهنات بأن بريغوجين كان يسافر على متن طائرة أخرى، مسجلة باسم RA-02748.

وتربط العديد من وسائل الإعلام هذه الطائرة برئيس فاغنر.

في الأشهر الأخيرة، قامت بعدة رحلات من وإلى موسكو وسانت بطرسبرغ، والتقطت صورها عدة مرات من قبل وسائل الإعلام المحلية في بيلاروسيا، حيث يُعتقد أن فاغنر مقرها الآن، بحسب ما ورد إلينا من معلومات.

روبنسون تقول لنا إنه وبالرغم من الاحتمالية الكبيرة بأن يكون بريغوجين قد قُتل بالفعل، إلا أن التقارير تفيد بوجود طائرة أخرى كانت تابعة لبريغوجين تحلّق في ذات اليوم الذي تحطمت فيه الطائرة الثانية.

"تُظهر سجلات الرحلات الجوية - التي يتعذر الوصول إليها بشكل تام - أن الطائرة الأخرى غادرت سانت بطرسبرغ في وقت سابق من يوم الأربعاء وتوجهت نحو موسكو. وذكرت قنوات تطبيق تلغرام أنه في نفس الوقت كانت طائرة أخرى مرتبطة ببريغوجين في الجو من سانت بطرسبرغ، واختفت بشكل درامي، لكنه يقال إنها حطّت في مطار خاص بالقرب من مطار أوستافييفو في موسكو وهناك أنباء عن تحليق الطائرة ذاتها من موسكو إلى باكو يوم الخميس"، بحسب روبنسون.

لكن، لا يمكن لـبي بي سي حتى اللحظة تأكيد موقع إقلاع الطائرة الأخرى قبل تحطمها، ولا تأكيد ما إذا كان بريغوجين على متنها.

  • الأوكرانيون أسقطوا الطائرة:

بحسب شيفتشينكو، فإن التحليلات تتضمن احتمالية ضئيلة بوقوف كييف وراء حادثة تحطم الطائرة، لكنه يقول إن ذلك يتطلب مستوى لا يصدق من القدرة العسكرية، ومن غير المرجح أن يكون صاروخ أوكراني أو قذائف أوكرانية التي قامت بإسقاطها وقتل من كان على متنها.

وهناك شائعات متداولة تزعم أن مضيفة طيران قالت إن الطائرة بحاجة إلى إصلاح قبل الرحلة ومن المحتمل أنه يتم العبث بنظام الطائرات.

لكن روبنسون تقول إن معظم المعطيات والسيناريوهات المقترحة تفيد إلى حد كبير بازدياد الثقة بمقتل زعيم فاغنر ونائبه في تحطم الطائرة، لكن لم يصدر أي معلومة مؤكدة أو رسمية بعد.

صدر الصورة، Reuters

تقول الدكتورة جوانا دي ديوس بيريرا، الباحثة في المعهد الروسي الملكي للخدمات المتحدة، لبرنامج "العالم الليلة" الذي تبثه بي بي سي، إن وفاة بريغوجين ستؤدي على الأرجح إلى "تغيير معين" في عمليات فاغنر. وترى أن عمليات فاغنر ستستمر بشكل عام على الأرجح بنفس الطريقة التي كانت عليها تحت قيادة بريغوجين.

وقالت: "فاغنر ستستمر في المستقبل على الأرجح باسم آخر، فهي أثبتت بالفعل أن لديها القدرة على التكيف والتحول".

"يوم جيد لأعداء روسيا"

صدر الصورة، Reuters

يرى مراسل بي بي سي للشؤون الأمنية، فرانك غاردنر أنه إن تأكدت وفاة يفغيني بريغوجين العنيفة، فلن يتم الحداد عليه في كييف، ولا في حلب، ولا في مالي، حيث تزعم جماعات حقوق الإنسان أن قوات فاغنر نفذت مذابح راح ضحيتها مئات المدنيين.

بعد مرور ثماني سنوات على تأسيسها، اكتسبت مجموعة فاغنر سمعة "مخيفة" بسبب وحشيتها داخل وخارج ساحة المعركة.

وفي أوكرانيا، حيث ربما أصبحت القوة القتالية الأكثر فعالية في روسيا، فإنهم متهمون بارتكاب العديد من الفظائع التي ترقى إلى مستوى جرائم حرب.

وفي سوريا، تصرفوا لدعم الرئيس بشار الأسد المتهم بدوره بتعذيب وقتل الآلاف من معارضيه.

وفي أفريقيا، حيث كانت مجموعة فاغنر تقاتل ظاهرياً "المتمردين الجهاديين"، اكتسبت المجموعة ثراءً من خلال الصفقات المربحة مع الحكومات التي توصف بـ"غير الديمقراطية"، كما يحلّل غاردنر.

"وفاة متوقعة لكن استعراضية"

يصف سامر إلياس، الصحفي الملم بالشأن الروسي من موسكو، وفاة بريغوجين بالـ"متوقعة" ولكنها "استعراضية" من أجل إعادة ظهور نفوذ الكرملين.

"سواء كان على متن الطائرة أم لا، فإن ذلك لا يغيّر من حقيقة أن بريغوجين انتهى ودوره تغيّر كلياً، وتم إبعاده عن قيادة فاغنر".

نشرت صحيفة الغارديان مقالاً تقول فيه إن التقارير تشير إلى أن فاغنر، لم تعد موجودة كما كانت في السابق، وإن المئات من مقاتلي فاغنر نُفوا إلى قواعد في بيلاروسيا وغادروها، بينما انتقل آخرون للعمل في غرب أفريقيا.

كما انخفض عدد القوة العسكرية فيها، من أكثر من 5000، بنحو الربع.

مستقبل فاغنر

يرى شايان سردار زاده من قسم التحقق في بي بي سي أنه من الصعب التكهن بمستقبل فاغنر قبل تأكيد وفاة بريغوجين على الأقل. عندما يتم تأكيد ذلك، سيعرف فاغنر أن هذه هي النهاية بالنسبة لهم وأنها انتهت إلى الأبد. وهناك احتمال "رضوخ" بعض مقاتلي المجموعة للتعاون مع وزارة الدفاع الروسية.

ويقول فيتالي شيفتشينكو، محرر الشؤون الروسية في قسم المتابعة الإعلامية في بي بي سي، إن مستقبل فاغنر كان "موضع شك" حتى قبل تحطم الطائرة.

"كان من المفترض أن ينتقل بريغوجين إلى بيلاروسيا مما يعني نهاية فاغنر لأهدافه الأساسية (أي الحصول على مسامحة الكرملين) ولكن بريغوجين جعل النظام في موسكو يبدو ضعيفاً بشكل لا يصدق، ومنذ التمرد في حزيران، لم تنشط المجموعة. وكان على بوتين أن يفعل شيئاً لاستعادة السلطة".

وعند سؤاله عن نهاية فاغنر، قال إنه من الصعب رؤية كيفية قدرة القادة المتبقين من إعادة فرض أنفسهم، خاصة عندما يريد الجانب الروسي منهم الرضوخ له.

يقول الصحفي سامر إلياس من موسكو إنه وبطبيعة الحال، وإن تأكد فعلا مقتل بريغوجين فإن ذلك يصب في مصلحة الكرملين، فبنظر الكرملين، بريغوجين خائن وأراد إعادة مشاهد ثورة عام 1917، وأن يُظهر بطريقة أو بأخرى "ضعف" نظام بوتين، فمن مصلحته أن يتم إبعاده عن الساحة.

"الكرملين كان قد اتخذ قراراً بعدم السماح لأي مجموعة عسكرية خاصة بالعمل. ولكن فاغنر لسيت مجموعة عسكرية فحسب، مؤسسة تعمل على توسيع نفوذ روسيا وتنفيذ الاهداف الجيواستراتيجية للكرملين في العالم. فلا يمكن الاستغناء عنها ومن مصلحة الكريملين الحفاظ عليها بشكل أو بآخر، وربما بتغيير قياداتها"، بحسب إلياس.

قال إلياس إنه ومنذ مايو أيار الماضي، بدأ الجيش بتجنيد المساجين وأصدر مجلس الشعب أو "الدوما" عفواً عن المساجين لتسهيل عملية التجنيد، وتوجّب على الشركات العسكرية الخاصة أن توقع عقوداُ مع وزارة الدفاع الروسية وأن تعلن ولاءها لموسكو.

"يهدف الكرملين من خلال فاغنر بـ"خلق عالم متعدد الأقطاب"، وعمليات فاغنر العسكرية كانت تلبي مطالبه في الخارج، من أبرزها في أفريقيا، وهذه المهمة لا يمكن الاستغناء عنها، لكن بوتين أراد "رأس جديد بدل بريغوجين" ليحقق أهدافه في الداخل والخارج".

يرى إلياس أنها سوف تبقى ولكن بقيادة مختلفة عن بريغوجين لأنها "امبراطورية إعلامية كبيرة" للتأثير على الرأي العام داخلياً وخارجياً، من أبرز مهماتها كانت التدخل بالانتخابات الأمريكية والشأن السياسي الأفريقي، ويكمل بسؤاله: "فهل تستطيع القيادة الجديدة لفاغنر النهوض بوجه كل هذه التقلبات؟".