محمد حيدر المشرف
حتما تتحرك الاحداث بصورة اسرع وتوقعاتي (مجرد توقعات ارجحها) بحدوث اختراق ايجابي حقيقي في جده ولكن بصورة عامة لن ينتج عن ذلك الا عملية سياسية هشة وضعيفة لن تعمر طويلا وقد نعود لمربع الحرب اسرع ما يكون ..
ذلك أن:
١. الشروخ قد ازدادت اتساعا بين المكونات الاجتماعية وتنامي الكثير من الاستقطابات العنيفة بينها بل والكراهية المتبادلة بين هذه المكونات ما يهدد اي عمليات استقرار سياسي ما سيؤثر بدوره بالانقلاب على السلم الاجتماعي وتدور العجله الملعونة vicious cycle
٢. التقاء المصالح الذي سيمهد الوصول لانهاء الحرب والتسوية السياسية هو التقاء مصالح لمكونات متنافرة باجندات متباينة قد تتشارك ذات المصالح ولكن بنوايا intentions متناقضة وتأريخ مشترك مأزوم و حتى دموي في الكثير من جوانبه كما هو معلوم بالضرورة ..
3. الكارثة الاقتصادية الماحقة بمآلاتها المعيشية الكارثية بالاضافة لمآلات الحرب نفسها والتمويل الضخم المطلوب لعمليات اعادة الاستقرار المدني و الامني بما في ذلك من ترتيبات أمنية عالية التكلفة بصورة تتجاوز لوحدها قدراتنا وامكاناتنا وكل ذلك في ظل عدم الالتزام المتوقع من قبل المجتمع الدولي باي مشروع اقتصادي اسعافي فاعل ومؤثر ويستطيع اسناد اي مشروع سياسي بصورة كبيرة كشرط من شروط النجاح الجوهرية ..
٤. هشاشة وضعف المكون السياسي المدني لثورة ديسمبر وقابليتو الفائقة للتطاحن البيني والانحراط في الصراعات التافهة ذات المستوى السياسي المنخفض (مراهقة ثورية و خبرات سياسية ضعيفة و وعي هتافي قاصر الخ)
ساضيف سبب خامس وهو ان محصلة اعلاه سيمكن الدولة العميقة من استرداد فاعليتها بسرعة مدهشة في حال تحققت التوقعات بانهاء الحرب (حرب الكرامة كما بدعونها) وهزيمة مشروعها
نقلا عن صفحة الكاتب على موقع فيسبوك
