تحدث الدكتور بلال فلاحي، مدير مؤسسة «أسيستا علاج»، المختصة في مجال الصحة الرقمية بقسنطينة، عن معايير انتقاء مؤسسته لمثيل الجزائر في القمة العالمية لريادة الأعمال بالشيلي شهر أفريل القادم، و أرجع الاختيار إلى تمكن الفريق من تقديم خدمة نوعية في مجال الصحة الرقمية، حيث تعد تجربته رائدة، كما أن هناك عوامل انتقاء تتعلق بالتمكن من صد الهجمات الإلكترونية و التحكم في قاعدة البيانات بما يضمن سهولة استعمال التطبيق و توفير خدمة صحية متنوعة، تشمل المعاينات الطبية و الاستشفاء المنزلي و النقل الصحي و غيرها من الخدمات التي فصل في كيفية الاستفادة منها.
أسماء بوقرن
أعرب بلال فلاحي في لقاء مع النصر، بمقر المؤسسة المتواجد بفضاء المؤسسات الناشئة بجامعة صالح بوبنيدر قسنطينة 03، عن سعادته وفريق العمل بتمثيل الجزائر في القمة العالمية لريادة الأعمال بالشيلي خلال الفترة الممتدة بين 14 و 18 أفريل 2024، معتبرا النجاح ثمرة جهد سنتين من العمل المكثف لوضع قاعدة بيانات مدروسة و تطبيق رقمي يوفر خدمة صحية ذات جودة للزبون، و هو ما برز حسبه، خلال التصفيات و عرض التطبيق، الذي تم اختياره من بين 500 مؤسسة ناشئة، لتتأهل المؤسسة إلى التصفيات الموالية التي شملت 16 مؤسسة ثم تبلغ المرحلة النهائية.
وقال المتحدث، إنه قدم عرضا مفصلا أمام لجنة تتضمن ممثلين عن مختلف الوزارات و المديريات المعنية و خبراء مختصين في الأمن السبيراني، حيث نجح في الإجابة عن كل الأسئلة المطروحة و تمكن من تقديم حلول رقمية للمشاكل التي تطرح عند استعمال تطبيقات من هذا النوع، ما أهل مؤسسة للمنافسة في مجال الصحة الرقمية، مردفا بأن التأهل جعلهم يبذلون مجهودا مضاعفا لتطوير التطبيق، ليكون أكثر جاهزية عند مباشرة التكوين الخاص بالتحضير للمشاركة في القمة العالمية، و كذا في المسابقة التي سيتم خوضها شهر نوفمبر و الخاصة خاصة بتصنيف المؤسسات الخمسة الأولى على المستوى 180 دولة.
فكرة «أسيستا علاج» وليدة جائحة كورنا
و أضاف خريج كلية الإعلام الآلي بجامعة عبد الحميد مهري، بأنه حاصل على دكتوراه في علم النفس تخصص التنظيم و العمل، وفكرة التطبيق ولدت حسبه، خلال جائحة كورونا، انطلاقا من مأساة عائلية عاشها أحد مطوري التطبيق ضياء درينات، الذي اهتدى إلى إنشاء تطبيق رقمي لتسهيل الرعاية الصحية المنزلية، وبعد نقاش حول الفكرة باشرا معا العمل عليها و انتقاء فريق جاد لتفعيلها واقعيا، و قد تحدد الفريق بناء على عامل المؤهل العلمي و الكفاءة و كذا الثقة المبنية على المعرفة المسبقة بكل عنصر، وكلها عوامل سرعت تجسيد المشروع لقائم بالأساس على ربط الأطباء بالمرضى عن طريق خدمة إلكترونية رائدة وطنيا.
محدثنا قال، إنه ركز على تنويع التخصصات في مجال الإعلام الآلي حيث يختص هو في تطوير البرامج و القواعد البيانية، فضلا عن خبرته في مجال علم النفس، وهو ما ساعده كما أوضح، على تسيير فريق العمل وتنظيمه وفق آليات مدروسة مع الحرص على توفير مناخ عمل ملائم، يضم الفريق أيضا كلا من أحمد نبيل بلبيض، تقني في هندسة البرمجيات والدكتور عبد الحكيم ترعي، مختص في مجال الإلكترونيك والخوارزميات، و نصر الدين حداد مختص في الميلتيميديا و التطوير الشبكي.
وأكد، بأن التنوع يهدف في الأصل لتوفير خدمة رقمية ذات جودة وتسهيل استعمال التطبيق، المعتمد أساسا على الخوارزمية التي تتيح للمتصفح تحديد طلبه بدقة، علما أن صاحب الفكرة الأصلي قدم بدوه اقتراحات عن طبيعة الخدمات الواجب توفيرها، بحكم خبرته الطويل في المجال الصحي، موضحا بأن التطبيق يتضمن خيارات عدة، كما يوفر تفاصيل مهمة عن كل خدمة لتوجيه المستخدم.
استشفاء منزلي و نقل صحي مدعم بفريق طبي بين الولايات
يعتمد التطبيق حسب فلاحي، على مساهمة ممارسي الصحة المسجلين عبر المنصة الرقمية لمؤسسة « أسيستا علاج»، حيث يصرح المسجل بالمهارات التي يمتلكها في مجاله بشكل دقيق و مفصل، فيما يشرف الفريق التقني على الربط بين المهارات و نوعية الخدمات، لتلبية طلبات المستخدمين موضحا، بأنهم يجدون معلومات عن مؤهلات الطبيب في شق من التطبيق و هو « الفرونت أوفيس»، أما « الباك أوفيس» فبوابة تقنية خالصة، مشيرا إلى أن اختيار الأطباء و ممارسي الصحة يرتكز على جملة من الشروط، أهمها الخبرة المحددة بثلاث سنوات، و التكوين التقني، إلى جانب مقابلة يتم خلالها تعريف المتعامل بقواعد التمريض المنزلي و إطلاعه على الترسانة القانونية التي تنظم هذا النشاط، مؤكدا بأنه تمت رقمنة النصوص القانونية و وضعها بمنصة « أسيستا علاج».
وأضاف، بأن عدد عناصر الطاقم الطبي العامل في المؤسسة هو 188 فرد من مختلف التخصصات، بما في ذلك الطب العام و القابلات والتمريض مع توفير مرافق للمرضى و الأطفال، و كذا وضع مختصين في نزع عينات الدم و إجراء التحاليل وقراءة النتائج، مؤكدا بأن المؤسسة متعاقدة مع عدة مخابر تحاليل على مستوى ولاية قسنطينة، و بمجرد طلب الخدمة يتكفل المخبر بإرسال فريقه للزبون، كما يوفر التطبيق خدمة نقل المرضى داخل و خارج الولاية، مع مرافقة فريق طبي لضمان السلامة و التدخل عند الاستعجالات و إجراء تخطيط القلب.
نجحنا في تقديم استشفاء منزلي لمدة شهر و نصف
يقدم التطبيق خدمة الاستشفاء المنزلي النوعية، حيث كانت أول تجربة ناجحة فعليا و تم التكفل بمريض لمدة شهر و نصف، بضمان فريق طبي مرافق طوال 24 ساعة، مع المراقبة الدورية.
و قال المتحدث، بأن التطبيق مرقمن بنسبة كاملة و مقسم لثلاثة أقسام قسم خاص بالزبون يضم خانة لتقييم نوعية الأداء، و قسم خاص بالشريك الصحي لمراقبة الطلبات و غيرها، إضافة إلى قاعدة بيانات بمعلومات فورية عن طبيعة التعاملات كالمدة المستغرقة في الاستجابة للطلب و تقديم الخدمة و الملاحظات المدونة من كلا الطرفين. كما تمارس المؤسسة رقابة ميدانية، للوقوف على مستوى الخدمة، التزاما بأخلاقيات العمل، وذلك بالتواصل مع الزبائن و الاستفسار عن آرائهم و تدوين الملاحظات لتطوير التطبيق.
وأضاف، بأن انتقاء نوعية الخدمات لا يتم اعتباطيا، بل اعتمادا على دراسة علمية ميدانية تمت سنة 2021، و استطلاع شمل 1500 شخص على مستوى 12 بلدية بولاية قسنطينة، حيث شجع الغالبية الفكرة ما عدا ثلاثة أشخاص برروا رفضهم بعدم استعمالهم للتكنولوجيا، و دعم 1497 شخصا الفكرة و قدموا اقتراحات حول النقل الصحي و غيره.
تعرضنا لهجمات إلكترونية
جودة التطبيق و فعاليته ظهرت أكثر حسب المتحدث، خلال فعاليات مسابقة الانتقاء، عبر توفير حلول لمشاكل غالبا ما يصادفها هذا النوع من التطبيقات، كتنظيم المواعيد و كيفية الاستفادة من الخدمة و تحديد الطلبات القادمة، وقد تمكن الفريق من معالجة كل الثغرات و أتاح إمكانية طلب نفس طبيب مع برمجة حصص دورية من خلال التطبيق مشيرا إلى وجود نوعين من المواعيد، الأول يكون من قبل الزبون دون معرفته بالأخصائي، يصل الطلب في شكل إشعار للفريق التقني الإداري الذي يتكفل بمهمة الاتصال بالزبون لتأكيد الطلب، ثم التواصل مع المختص و تحديد موعد بين الطرفين في ظرف لا يزيد عن نصف ساعة. .
و يصل عدد الطلبات على بعض الخدمات، كالتمريض والحقن إلى 3 أو 4 في اليوم، أما إجمالي التدخلات فيتجاوز 300 خلال أربعة أشهر دون احتساب المواعيد، و هناك مواعيد على حصص العلاج أو التأهيل الفيزيائي لمرات متتالية، وأوضح المتحدث، بأن المؤسسة باستطاعتها أن تصبح شريكا مع مؤسسات صحية معنية بالعلاج المنزلي، و قال بأن التطبيق يوفر خدمة 24 ساعة على 24 ساعة، حيث يتفاعل عليه مع التطبيق 848 شخصا، دون احتساب الأشخاص الناشطين من ولايات مجاورة و بلدان أجنبية قاموا بتحميل التطبيق، من الولايات المتحدةو آسيا.
التطبيق سيكون مرجعا للرقمنة الصحية
أما فيما يتعلق بالأسعار، فأوضح بأنها مدروسة مقارنة بنوعية الخدمة المقدمة، لتقليل تكلفة التنقل، إذ تقدر معاينة الطبيب العام بـ 2500 دينار و في حال استعمال معدات الكشف كجهاز تخطيط القلب ترتفع التسعيرة مشيرا، إلى أن الطبيب المعاين يكون قادرا على طلب دعم خدمات صحية متعلقة بتخطيط القلب أو التحاليل و غيرها، وذلك في ظرف وجيز و دون عناء التنقل، وهي خطوة مهمة تسبق التعاقد مع الأطباء الأخصائيين.
يسعى القائمون على التطبيق لتطويره ليكون مرجعا للرقمنة في مجال الصحة في الجزائر، لكونه مدروسا من كافة الجوانب و مصمما باحترافية لتسهيل استعماله، حيث يتحكم في قاعدة بيانات تمثل جهد فريق مختص لمدة سنتين، و يركز على الأمن المعلوماتي، خاصة وأن فريق العمل يسجل هجمات متكررة من عدة بلدان، و يعمل على سد كل الثغرات لصد هذه الهجمات. ترجي حاليا حسب فلاحي، دراسة عروض شراكة من عدة ولاية، على أن تكون الخطوة القادمة هي تعميم استعمال التطبيق على المستوى الوطني. أ ب
